السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاتورة «المونديال».. تثير الغضب في «ريو»

1 يونيو 2014 23:23
طارق بانجا ريو دي جانيرو - البرازيل عادة ما تعيش مدينة ريو دي جانيرو ذات الأجواء كل أربع سنوات عندما يستعد منتخب كرة القدم الوطني البرازيلي لخوض مباريات كأس العالم، حيث تتزين الحيطان بالرسومات الجدارية وتتدلى اللافتات والملصقات في الطرقات وعلى أعمدة الإنارة، حاملة رسائل تحث الأمة الرياضية الأكثر نجاحاً على الحصول على اللقب مرة أخرى. ولكن بإلقاء نظرة على هذه «المدينة الرائعة»: تجد أنه مع تبقي 10 أيام على انطلاق مباريات كأس العالم، لا تحمل مدينة «ريو» سوى القليل من الدلائل على سعادتها باستضافة هذا الحدث الكبير. يقول «ناتان فيريرا»، وهو عامل كهرباء ويبلغ من العمر 44 عاماً، وهو يقوم بتثبيت شرائط من البلاستيك تحمل أعلام البرازيل في «باراكا ماراكانا»، التي تقع على مسيرة خمس دقائق من الاستاد الذي يضم 74689 مقعداً، والمقرر أن يستضيف في الثالث عشر من يوليو نهائي مباريات المونديال الذي يشارك فيه 32 منتخباً: «لم نحصل سوى على هذه الأعلام، ولا شيء آخر. لقد كانت الاستعدادات أكبر من ذلك في كأس العالم 2010». وتعتبر كرة القدم هي عشق البرازيليين. وعندما حصلت بلادهم على الفرصة لاستضافة مباريات كأس العالم في 2007، خرج الآلاف من المواطنين إلى الشوارع للاحتفال. ومنذ ذلك الحين، ساءت الحالة المزاجية حيث تكافح أكبر دول أميركا الجنوبية من أجل الانتهاء من الاستعدادات وسط غضب الجماهير بسبب ارتفاع تكاليف استضافة الدورة إلى 11 مليار دولار. وتقريباً، فإن تكلفة كل ملعب من الملاعب الاثنا عشر التي بُنيت أو أعيد بناؤها خصيصاً لهذا الحدث قد تجاوزت المبلغ المتوقع لها، وعليه فإن العديد من المشروعات الحضرية التي وعدت الحكومة بتنفيذها انتهى بها الحال إلى الإلغاء أو التأجيل. وخلال كأس القارات لكرة القدم التي أقيمت العام الماضي، وهي حدث يهدف إلى الإحماء استعداداً للمونديال، خرج ما يزيد على مليون شخص إلى الشوارع في أكبر احتجاجات شهدها هذا الجيل. وكانت الجماهير تطالب بأن يصبح بناء المدارس والمستشفيات على نفس المستوى الذي تنشأ به الملاعب لتلبية معايير الهيكل التنظيمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وفي الطريق الرئيسي المزدحم أمام أحد المستشفيات كتب بالطباشير الخضراء عبارة «انقذوا الصحة». وفي هذا السياق يقول «فينيسيوس سيلفا»، البالغ من العمر 36 عاماً، والذي أنهى لتوه تدريباته بإحدى صالات الألعاب الرياضية القريبة «في الدورات الماضية لكأس العالم، كان السكان يستخدمون شعارات إيجابية لتشجيع الفريق، بخلاف الحال الآن». أما «ريفالدو دا سيلفا» الذي يبلغ من العمر 59 عاماً ويعمل في جمع القمامة، وهو أحد المتعصبين للعبة كرة القدم، فقد عبر مدخل المستشفى حاملاً مكنسته تحت ذراعه بينما كان يدحرج إحدى سلال القمامة البرتقالية. وقال دا سيلفا: «ينبغي أن نكون أكثر اهتماماً بالرعاية الصحية ومكافحة الجريمة أكثر مما نفعل من أجل كأس العالم لإرضاء حفنة من السياح». وعلى العموم فالحالة المزاجية ليست أفضل في أماكن أخرى من المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 6,4 مليون نسمة. ففي حي «فلامينجو» الأنيق، زين شارع بأكمله بأعلام كافة الدول المشاركة في مباريات كأس العالم. وعلى رغم ذلك، فقد تدلى من إحدى النوافذ علم البرازيل وقد زين بعبارة تحمل اعتراضاً شعبياً من المتظاهرين مع سؤال: «كأس العالم لمن؟» أما منتخب البرازيل الوطني، الذي احتفل به الآلاف من المشجعين البرازيليين وهم يلوحون بالأعلام في الخمس مرات التي عاد فيها إلى الوطن حاملاً كأس العالم، فقد لاقى معاملة سيئة من قبل المعلمين المضربين عندما غادر متجهاً لمعسكر التدريب قبل يومين. وقد لوح المتظاهرون بلافتات تنتقد البطولة وامتلأت جوانب الحافلة الفاخرة التي تقل اللاعبين بملصقات تدعو إلى تخصيص المزيد من الأموال للمدارس. وكان رد فعل الحكومة أن أصدرت منشوراً يؤكد أنها استثمرت أكثر من مائة ضعف على الصحة والتعليم من المبلغ المخصص لإعداد 12 ملعباً لمباريات كأس العالم والمقدر بحوالي 8 مليارات ريال برازيلي (3,6 مليار دولار) وقد ذكر الرئيس السابق «لويس إيناسيو لولا دا سيلفا» أنه لم يكلف دافعي الضرائب سنتاً واحداً. وفي المرة الماضية، كان الباعة بمدينة «ريو» يبيعون قبعات وأعلام وقمصان كأس العالم، وكانت البلاد مفعمة بشعور من الثقة بالنفس. ففي عام 2010، كان الاقتصاد ينمو بمعدلات أسرع وتيرة مما كان عليه في أكثر من عقدين. ومنذ ذلك الحين، تباطأ الاقتصاد إلى أضعف معدلاته خلال ثلاثة أعوام. كما انخفض مؤشر ثقة المستهلك إلى أدنى مستوياته منذ عام 2009. وحتى مع إقامة مباريات هذه الدورة على الأراضي البرازيلية، فإن مبيعات الأدوات والمعدات المتعلقة بكأس العالم انخفضت عما كانت عليه عندما كان الفريق يلعب في جنوب أفريقيا خلال الدورة السابقة. ومن جانبه، قال «مارسيلو حداد»، وهو رئيس إحدى وكالات تشجيع الاستثمار بمدينة «ريو» إن البرازيليين لديهم الوقت الكافي لتشجيع فريقهم القومي بينما تدفع الدول الأخرى فاتورة تأييد منتخباتها الوطنية. وعلى الجانب الآخر من السوق، كان «كلاويديو مونيز» يشعر أيضاً بالقلق. فمتجره الذي يتألف من طابقين مكتظ بأدوات ومتعلقات كأس العالم مثل الملصقات والشعَر المستعار والأبواق صينية الصنع. ويأمل «مونيز» أن تتحسن الأمور عندما تستضيف «ريو» دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية لعام 2016. ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©