السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«آرزو آكغون وفنون من تركيا» يقدم الجمال في التكنيك

«آرزو آكغون وفنون من تركيا» يقدم الجمال في التكنيك
18 مايو 2013 23:07
جهاد هديب (دبي) - يبدو أن الانشغال الحقيقي لمجمل الفنون في تركيا هو التكنيك الذي عبره يقدم الفنان رؤاه الجمالية وما يثيره هذا التكنيك من تأملات لدى الناظر إلى العمل سواء على صعيد إثارة الفضول المعرفي تجاه طبيعة هذا التكنيك أم على صعيد إدراك ذلك السرّ الكامن خلفه، أنها اقتراحات لافتة على مستوى تكنيك صناعة اللوحة واستكشاف طرائق أخرى لتقديم رؤى فنية غير معهودة في تقديم العمل الفني. بهذا المعنى فإن المعرض الذي يحمل العنوان: “معرض شخصي لآرزو آكغون وفنون من تركيا” الذي يستمر في صالة برو آرت غاليري في مركز بالم ستريب في منطقة الجميرا 1 بدبي، حتى الأول من يونيو المقبل، يقدم نمطا مفاجئا وصعبا في آن معا. يشتمل المعرض على خمسين عملا فنيا تنوعت بين الجرافيك والرسم بالألوان الزيتية لأربعة فنانين تُرك معاصرين هم آرزو أكغون، وديفريم أربيل وديمير كارداس ومورات غيرمين. تولي آرزو آكغون اهتماما خاصا بتلك الأشياء والمشاعر والأفكار التي هي جزء أساسي من حياتنا اليومية كأفراد وذلك بتحويل صور هذه الأشياء إلى عناصر ومعطيات في لوحاتها متعددة السطوح، والتي مادتها الأساسية من ألواح خشبية، عِوضا عن السطح التصويري الورقي المصنوع يدويا أو غير ذلك. ويلحظ الناظر إلى أعمال آكغون أن العملية الإبداعية قد انبثقت شرارتها الأولى من أشياء سبق أن استهلكت لتبرز من خلال العلاقة بين عناصر اللوحة ذلك الأثر الذي تتركه العلاقات الشائكة بين ما هو ملموس، وتم اختباره على مستوى المشاعر والأفكار من جهة وبين والفرد من جهة أخرى. نساء آرزو آكغون مطرقات وحزينات وغالبا ما تقول أعينهن الصامتات الكثير عن حبّ مفقود، لقد حمّلَتْهن الفنانة رغبات ومخاوف بوصفها أحاسيس ومشاعر تخصّ المرأة في أي مكان في العالم، فلا إشارة لزمان أو مكان بعينه في لوحات آكغون، بل هي خلفية من زخارف ملونة ذات طابع إسلامي جعلت أعمالها أكثر إنسانية وشمولية وصدقية ربما. من بين الأعمال الأخرى البارزة في “معرض شخصي لآرزو آكغون وفنون من تركيا” أربعة أعمال فريدة حقا لديمير كارداس، وتقع بين التجريدية المحضة والتجريدية التعبيرية، وهي جرافيكيات منفذة بتقنية صعبة هي ما يعرف بـ”السيلك سكرين” أو الطباعة الحريرية، وهي من أصعب أنواع الجرافيك عندما تكون مساحات لونية موزعة على السطح التصويري أكثر مما أنها مجرد أشكال هندسية بالأبيض والأسود. تشبه أشكال كارداس الأجنّة، لكن لا تدري هل الواحد منها يدخل إلى الرحم أم يخرج منه، كما لو أن هناك شيئا ما آلي أو قدَري الطابع يأخذها إلى مصير ما. والمثير لعين الناظر إلى هذه الأعمال هنا هو ذلك التوزيع للمساحات اللونية على السطح التصويري بهذه الدقّة العجيبة، إذ يخلق بينها الفنان توازنات وتناغمات بمعجم لوني قليل المفردات: الأحمر والأسود والأزرق غالبا ثم بياض الورق. وعلى الرغم من أن أعمال الفنانين الآخرين في “معرض شخصي لآرزو آكغون وفنون من تركيا” فريدة حقاً إلا أنها من ذلك النوع الذي لا يستدر كلاماً كثيراً عليه إلى حدّ أنها تكتفي بأنها تملأ عين الناظر إليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©