الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رياضة الإمارات تتأرجح بين «الاتهام والبراءة» على «جناح عائشة»

رياضة الإمارات تتأرجح بين «الاتهام والبراءة» على «جناح عائشة»
15 يناير 2012
يحلّق الرياضي على أجنحة المجد، ومعه بلاده، حين يرتقي منصة التتويج، يرفرف خلفه العلم، وتصدح الأجواء بنشيد الوطن، وعلى مقربة منه، يقف الخاسر، ربما ليس حزيناً، لكنه أيضاً ليس سعيداً، يمني النفس بذات المشهد، وبيوم يقف فيه على «منصة الشمس». كلا المشهدين، معروف، غير أن هناك مشهداً ثالثاً، يوازي السقوط إلى الهاوية.. يعصف بالأحلام، ويتحول معه «الانتصار» إلى «شُبهة» و«أكاليل الزهور» إلى حجارة، تسقط على رأس من كان بطلاً، قبل أن يسقط في فخ المنشطات، وقبل أن تدينه «العينة»، فيتمنى لو لم يكن قد فاز. «المنشطات».. هذا هو الملف.. أما لماذا؟.. فيكفي ما حدث للرياضيين العرب في «ألعاب الدوحة»، والزيادة المطردة عالمياً وتنامي الأرقام المعلنة عما كان عليه الأمر في القرن الماضي، وهذا الجدل الذي علا ضجيجه، مؤكداً أن شيئاً ما يحدث، والأهم في طرح الملف، أننا نسعى إلى رياضة نظيفة، نفرح فيها لأبطالنا دون ترقب من أن يتحول الفرح إلى «كابوس». «الاتحاد» تطرح الملف الشائك، من أجل ألا يسرق أحد فرحتنا، وأن تبقى صفحة أبطالنا بيضاء. تماماً، مثلما هو حال رباعتنا عائشة البلوشي، تعيش رياضة الإمارات واقعاً متأرجحاً، بين الاتهام والبراءة، وعلى الرغم من أن حالة واحدة، تم اتهامها من بين رياضيينا بدورة الألعاب الرياضية العربية بالدوحة، إلا أن الحديث عن المنشطات، يطل برأسه من حين إلى آخر، والاتهامات يتداولها القائمون والمعنيون بالرياضة على استحياء، وفي كل الأحوال، هناك تأكيد ممن يتم اتهامهم على أنهم أبرياء. وكانت رباعتنا الإماراتية عائشة البلوشي قد فازت بالميدالية الفضية في وزن 58 كجم، بمنافسات رفع الأثقال بألعاب الدوحة، عندما تمكنت من تحقيق مجموع عام بلغ 145 كجم، في إنجاز للرياضة الإماراتية والنسائية على وجه الخصوص، قبل أن يتم سحب الميدالية بعد ذلك، لتعيش رباعتنا ومعها رياضة الإمارات حالة من التساؤل، عن حقيقة الاتهام وصحته، والتشكيك فيه.. أما عائشة نفسها، فبعد أن كانت تستعد للتواجد بين رباعات أولمبياد لندن، باتت تكافح الآن من أجل إثبات براءتها. في البداية، يؤكد إبراهيم عبد الملك الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة ثقته الكاملة في أن عائشة البلوشي ضحية وليست متهمة حتى لو جاءت نتيجة العينة (ب) إيجابية، مشيراً إلى أنه بقدر ما كانت السعادة بالغة وبلا حدود بفوز عائشة البلوشي بفضية الدورة العربية للمرة الأولى في التاريخ، كان الحزن عميقاً بعد سحب ميداليتها وهي في مقتبل العمر، مما عرضها لصدمة كبيرة، لافتاً إلى أن تلك هي المعضلة الأولى عند اكتشاف المنشطات أو السقوط في فخها، فبقدر ما تكون الفرحة، وربما أكثر منها، يكون الحزن. إجراءات نظامية وأكد عبد الملك أنه طلب من اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات اتخاذ كافة الإجراءات النظامية وفق اللوائح بداية من الاستماع للرباعة الإماراتية، وفحص العينة (ب) والاطلاع على تقرير البعثة ورأى اللجنة الأولمبية لاتخاذ الموقف المناسب الذي يراعي الحفاظ على حق الرباعة وتوضيح الموقف بمنتهى الشفافية للرأي العام. وأوضح عبدالملك أن الهيئة ملتزمة باتفاقات مكافحة المنشطات وتدعم عمل اللجنة التي تشكلت برئاسة الدكتور أحمد الهاشمي والتي تقوم بجهود كبيرة في مختلف الألعاب الرياضية من أجل التوضيح والتثقيف واطلاع كل الرياضيين على المستجدات في المواد المحظورة أولاً بأول. وأشار إلى أن تكاليف فحص العينة الواحدة للاعب تصل إلى 1500 درهم وهو ما يرفع القيمة الإجمالية للتكاليف لعدة ملايين في كل موسم رياضي، وتابع: الهيئة العامة قامت بدعم اللجنة بكافة المطالب التي تحتاج إليها وبخاصة فيما يتعلق بالمشروع الجديد الخاص بالفحص الخارجي للاعبين بعيداً عن الملاعب والمنافسات، وهو ما يزيد من الإنفاق، ولكنه يعكس حرص الهيئة على القيام بدورها وجعل الرياضة الإماراتية سليمة تماماً وبعيدة عن المنشطات، كاشفاً عن أن هناك ميزانية سنوية تخصص لمصاريف اللجنة، وأن الهيئة تراقب آلية العمل باللجنة ونتائج فحص العينات، وتطبق العقوبات وفق ما تقره اللوائح الخاصة بهذا الجانب. أما المستشار محمد الكمالي رئيس اللجنة الفنية باللجنة الأولمبية الوطنية، فقال: الرسالة الأولى التي يجب أن نعيها بعدما حدث في دورة الألعاب الرياضية، وبعدما تم الكشف عن ثبوت إيجابية عينات 14 رياضياً هي أن اللجنة المنظمة تعاملت مع القضية بكثير من الجدية، وأعطت للموضوع أهمية كبيرة، وهذا شيء يحسب لها. أضاف: لن أكون مدافعاً عن اللجنة الأولمبية حين أقول إننا اتخذنا كافة الإجراءات السليمة من فحوص، ومحاضرات تثقيفية لأن هذا تم بالفعل ولا يستطيع أحد أن ينكره، وقد خضعت عائشة لفحص المنشطات مع بقية أعضاء البعثة التي مثلتنا في ألعاب الدوحة، وكانت النتائج سلبية، ومن بينها تحليل عائشة الذي جرى يوم 5 ديسمبر بمعرفة اللجنة الأولمبية الوطنية، ولدينا فحصها السلبي. وقال الكمالي: اتبعنا الإجراءات القانونية في التعامل مع الموضوع، حيث جرى تحقيق في الواقعة بقرار من رئيس الوفد، وتم تشكيل لجنة طبية وإدارية، استمعت لأقوال عائشة والإدارية التي كانت ترافقها، وذلك بالتنسيق مع الدكتور أحمد الهاشمي الذي كان متواصلاً معهم من فرنسا، وأعدوا تقريراً وافياً، كما أن النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية طلب منا الإعداد لعقد ندوة موسعة تحت إشراف الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بمشاركة عدد كبير من رياضيينا والإداريين لإطلاعهم على آخر ما وصلت إليه الأمور في هذا المجال. وتابع: نتواصل مع اتحاد رفع الأثقال حالياً، وننتظر التقرير الصادر عنه، من أجل مساندة موقفه، ونحن مدركون للحالة النفسية السيئة التي تعيشها عائشة، ونتفهم موقفها، فهي ليست متهمة، ويجب أن نستفيد من هذا الأمر في تحويل سلبياته إلي إيجابيات، لأنه جرس إنذار للجميع ويجب أن يكون بداية لتحفيز الرياضيين علي الالتزام الكامل بتعليمات الأطباء والمدربين، وعدم تناول أي أدوية دون الاستشارة، وفي نفس الوقت، لابد من محاسبة أي مقصر لأن الثواب والعقاب أساس النجاح. ليست جديدة ويرى الدكتور سعيد عبدالله محمد بن اسحاق نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات أن ظهور العينات الإيجابية ليست ظاهرة جديدة على العالم أو الوطن العربي، وأن الأمر الذي لفت الانتباه فقط ارتبط بكثرة عدد الحالات التي رصدت في دورة الدوحة الأخيرة عن كل المرات التي سبقت، مشيراً إلى أنه برغم وجود حالات كثيرة جداً في مختلف دول العالم بما فيها الدول المتقدمة، إلا أنه لو تم إعداد استطلاع للرأي حول نسبة الوعي لدى الرياضيين في الوطن العربي بقضايا المنشطات لوجدناها الأقل في العالم. وقال: في أوروبا وأميركا ربما يكون عدد السيارات أكثر مما لدينا في الوطن العربي، وربما تكون الطرق أكثر، والثقافة السكانية أكثر، ولكن في نفس الوقت، وفي كثير من الدول العربية تكون نسبة حوادث الطرق لدينا أعلى من الموجودة في الدول الأوروبية، لأن نسب ومعدلات الأمن والسلامة أعلى لديهم، وهذا مثله تماما مثل الوعي بمخاطر المنشطات، والمواد المحظورة، وتأثيرها على الرياضي، والعقوبة التي تقع عليه نتيجة لتناول مادة ربما تكون ليس لها أي قيمة بطريق الخطأ. وتابع ابن اسحاق: اللجنة الوطنية قبل أن تكافح المنشطات من خلال برامجها التي وضعتها والمعترف بها دولياً، لها دور أساسي في توفير الأمان للرياضي، والبحث عن حقوقه إذا كان قد تعرض للظلم من أي جهة، ومن هنا فإن تشكيل لجنتنا يضم قانونييين وحقوقيين، كما أن طرق التقاضي لها مراحل مختلفة، والحكم علي الرياضي المتعاطي للمنشطات ليس نهائيا، لأن له حق اللجوء لأكثر من جهة لإثبات حقه، ونحن من جانبنا لن ندخر أي جهد في المطالبة بحق عائشة البلوشي بكل الطرق المشروعة، خاصة أن سحب الميدالية منها تم بموجب فحص العينة(أ) فقط، وحتى تاريخه لم تفحص العينة (ب). وعن عقوبة الإيقاف ومدتها ومعايير إصدارها خاصة أن البعض يعاقب بثلاثة أشهر، والبعض الآخر تصل عقوبته لمدة عامين، أكد أن العقوبة تتوقف على ظروف كل حالة على حدة. أكد حضورهم جلسة الاستماع الحمادي: اتحاد الأثقال لن يتنازل عن حق «الرباعة» أبوظبي (الاتحاد) – يؤكد فيصل الحمادي أمين السر العام باتحاد رفع الأثقال وعضو لجنة التحكيم في الاتحاد الدولي للعبة أنه حرص على حضور جلسة الاستماع الخاصة بالرباعة عائشة البلوشي في اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات بدبي، وأن اللجنة تضم الكثير من الخبرات المعروفة دولياً، وقد أبدت تعاطفاً مع عائشة عندما استمعت لملابسات المنافسة وإجراءات فحص المنشطات التي خضعت لها. أضاف أن اتحاد اللعبة عقد اجتماعاً، وشكل لجنة لمتابعة هذا الموضوع من أجل استكمال كافة مسوغات القضية قبل التحرك للمطالبة بحقها في الوقت المناسب، خصوصاً أن عائشة من أكثر الرياضيات في الدولة خضوعاً للفحص، وكانت كل عيناتها سلبية حتى قبل الدورة بأيام معدودة، كما أن الاتحاد يقف بجوارها، ويدعمها بكل قوة للمطالبة بحقها بكل الطرق المشروعة من منطلق قناعته بإخلاصها للعبتها. وقال: لا نشكك في أحد، ولكننا يجب أن نكون منصفين، وقد كنت قريباً من عائشة في المرحلة الأخيرة، وأدركت أنها عاشت حالة نفسية سيئة جداً عندما تلقت الخبر، وبرغم محاولاتنا في التخفيف عنها، إلا أنها كانت مصدومة لثقتها بنفسها، ولأنها من أوائل الرياضيات التي قامت بإجراء الفحص في مدة لا تزيد على 5 دقائق عندما طلب منها، ونحن نعتز بها في كل الظروف، لأنها أصيبت أثناء المنافسات في عنقها، وأصرت على استكمال المنافسة وهي ليست المرة الأولى التي تمثل فيها الإمارات ولكنها تمثل الدولة منذ 3 سنوات وتحقق إنجازات كبيرة وكانت دائما نموذجاً مشرفاً. وأضاف: هذا الموضوع يحظى بمتابعة كبيرة من قبل الشيخ سلطان بن مجرن رئيس الاتحاد، ونتمنى أن نصل إلى النتيجة التي نتمناها بالنسبة لعائشة، وسوف نكون على تواصل مع المجتمع الرياضي ونعقد مؤتمراً صحفياً في الوقت المناسب للإعلان عن المستجدات في هذا الموضوع. دراسة علمية: واحد من كل 10 أدوية «عادية» يحمل مادة محظورة أبوظبي (الاتحاد) - كشفت دراسة علمية نشرتها صحيقة التلجراف البريطانية في صيف 2008، أن هناك عقاراً دوائياً واحداً على الأقل من بين كل 10 عقاقير شهيرة، يحتوي على مادة محظور تناولها بناء على قرارات الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وهنا مكمن الخطورة، حيث لا يجب على أي رياضي تناول الأدوية “العادية” إلا بناء على استشارة الطبيب. وقالت التلجراف في تقريرها إنه تم فحص 152 مادة دوائية، فثبت بالدليل العملي أن 10 % منها على الأقل يحتوي على مواد منشطة ومحظور تناولها، وهو الأمر الذي يؤكد أن هناك عدداً كبيراً من نجوم الرياضة في مختلف المسابقات، قد تتم إدانتهم بتناول المنشطات، على الرغم من أنهم لم يتناولوها بطريقة مباشرة متعمدة، وإنما قد يحدث ذلك عن طريق الخطأ. نائب رئيس اتحاد رفع الأثقال: طلبنا من اللاعبين عدم «الأكل» إلا بتعليمات أبوظبي (الاتحاد) – صرح عبدالله الزعابي نائب رئيس اتحاد رفع الأثقال في تعليقه على قضية الرباعة عائشة البلوشي والميدالية الفضية المسحوبة في وزن 58 كجم أن أتحاد اللعبة يتابع الموقف أولاً بأول، وأن الاتحاد سوف يعقد اجتماعاً عندما يتلقى التقرير النهائي لمناقشة الموضوع برمته، بعد الإطلاع على التقارير الصادرة من البعثة، واللجنة الأولمبية. وقال الزعابي: تحدثت مع ربيع العوضي مدير البعثة، وطلبت منه التقرير الطبي الخاص باللاعبة عائشة البلوشي، وقد تسلمناه بالفعل، وننتظر تقرير اللجنة الأولمبية حول الواقعة، وسوف نطلب العينة (ب) لتقديمها إلي اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات في الإمارات حتى تفحصها، ونتعرف على الحقيقة منها، لأننا نثق بلاعبتنا، وسوف نكون معها قلباً وقالباً، وبقدر ما بذلت من جهد لتحقيق إنجاز لبلادها، بقدر حرصنا عليها لأننا على ثقة بأنها ضحية، وإذا كان لها حق فسوف نطالب به، ولن نتخلى عنها لأنها طوال الفترات السابقة كانت نموذجاً في تحمل المسؤولية، والالتزام بالتدريبات، وطاعة مدربيها والجهاز الطبي، وقد جمعت معلومات حول المادة التي ظهرت في العينة (أ) ولن أكون مستبقاً للأحداث إذا قلت إنها مهدىء حسبما علمت، وأن نسبتها دون الـ 1 ?، وبالتالي حتى لو ثبت وجودها في العينة (ب) فإننا نتوقع أن تكون العقوبة مخففة جداً. وتابع: الرباعة عائشة أجرت فحوصاً ضد المنشطات قبل السفر بأسبوع، وحملتها معها وهي في طريقها للدوحة، وكنا متأكدين أنها على خير ما يرام، وقبل أن تسافر أيضا كانت هناك جلسة مع كل اللاعبين واللاعبات، وتحدث معهم المسؤولون بالاتحاد والأطباء عن ضرورة أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع كل الأطعمة والمشروبات، إلى الدرجة التي طلبنا فيها من اللاعبين واللاعبات عدم شرب الماء إلا بتعليمات الطبيب، وعدم شرب الماء من أي زجاجة سبق لأي فرد أن شرب منها، وكذلك عدم تناول أي طعام إلا بالرجوع للطبيب، وعدم تناول أي أطعمة كانت مكشوفة ولو 5 دقائق، أو لم تخضع لفحص الطبيب، وكان التجاوب كبيراً من كل اللاعبين واللاعبات، وكنا نتلقى تقارير دائمة من الدوحة عن التزام اللاعبين واللاعبات بكل التوجيهات، ونحن نلتمس العذر لرباعتنا لو ثبت وجود المادة المحظورة في عينتها الثانية لأنها مازالت صغيرة، وتشارك للمرة الأولى في بطولة بهذا الحجم، وشعرنا بأن كل الأضواء كانت مسلطة على لاعباتنا لأنهن رائدات في تلك اللعبة على المستوى الخليجي. وطرح عبدالله الزعابي نائب رئيس اتحاد رفع الأثقال تساؤلاً يراه مهماً، فيقول: هل لسحب الميدالية من الرباعة عائشة البلوشي علاقة بمطالبة وفدنا هناك باحتساب 3 ميداليات مثلما كان متبعاً في كل الدورات العربية السابقة، ومثلما هو متبع في الاتحادين الدولي والآسيوي، خصوصاً أن اتحاد اللجان الأولمبية تضامن مع رأينا وأصدر بياناً تأييدياً يطالب فيه اللجنة المنظمة بالعدول عن احتساب ميدالية واحدة؟، ويرد الزعابي على تساؤله: أتمنى ألا يكون الأمر كذلك. أكدت أن المادة التي وجدوها في تحليلها تجلب النوم والكسل عائشة البلوشي: أثبت براءتي ثم أعتزل اللعبة أبوظبي (الاتحاد) – تعيش الرباعة الإماراتية عائشة البلوشي حالة نفسية سيئة، فبعد أن كانت تتوقع أن اللجنة المنظمة لدورة الألعاب العربية الأخيرة بالدوحة، أن تنصفها وتمنحها 3 ميداليات بدلا من واحدة بواقع واحدة لـ«الخطف»، وثانية لـ«النتر»، وثالثة للمجموع العام في وزن 58 كجم، مثلما كانت تحتسب ميداليات الدورة العربية السابقة، استيقظت على كابوس لم يكن على أكثر المتشائمين ان يتوقعه، إذ باتت متهمة بتعاطي المنشطات. ولمن لا يعلم فإن عائشة ابنة الـ 19 عاما تشارك في البطولات منذ 3 سنوات على كافة المستويات، وقد ضحت كثيرا في التدريبات وتحدي التقاليد من أجل إثبات ذاتها، وبعد ذلك عادت لتضحي من جديد مع الأهل الذين منعوها من العودة للعب من جديد بعدما تداولتها وسائل الإعلام أخيرا في أعقاب الإعلان عن سحب الميدالية منها، وهي الآن ترى الحلم الذي عاشت من أجله، وتحدت الكثير من أجله، وهو التأهل لأولمبياد لندن، يكاد يتبخر أمام عينيها. وفي محاولتنا للحصول على تصريحات من عائشة البلوشي وجدنا بعض المعاناة لأنها بعد العودة كانت قد تعرضت لصدمة، وامتنعت عن الكلام، في نفس الوقت الذي عانت فيه أيضا من نظرات الآخرين لها وكأنها متهمة، وأيضا لرغبة مسؤولي الاتحاد في إبعادها عن وسائل الإعلام خوفا من الوقوع في المحظور، وانتظرنا طويلاً حتى بدأت تخرج من حالة الصمت، فكان هذا الحوار الساخن. في البداية، تؤكد عائشة أنها بريئة من تهمة تعاطي المواد المحظورة في دورة الألعاب العربية، وأنها ستسعى بكل ما تملك من قوة لإثبات براءتها وتقديمها إلى الرأي العام قبل إعلانها اعتزال ممارسة هذه الرياضة الشاقة، مشيرة إلى أنها خضعت لستة فحوص كان آخرها قبل يومين من الفحص الرسمي الأخير وجاءت كل العينات سلبية. وتقول عائشة: المادة التي قالوا إنها ظهرت في عينتي لا أعرف اسمها حتى الآن وهي تصيب بالخمول والكسل والنوم حسب كلامهم وهذا شيء غريب جدا لأنني لو فكرت في المنشطات سيكون التفكير عكسياً، وأخبروني بأنها دخلت جسمي عن طريق الاستنشاق، أثناء وجودي بالدوحة. أضافت: منذ أن سافرت من الإمارات للمشاركة بالدورة لم آخذ معي أي نوع من أنواع الأدوية أو المواد التي تستنشق، ولكن أجواء المنافسات في الصالة التي لعبنا فيها يوم 14 ديسمبر، كان غريبة للغاية، حيث كانت الصالة بها رائحة «إسبراي» بشكل كبير، وهو النوع الذي يوضع على عضلات اللاعبين المصابين للتسكين، حتى إن مدير الصالة طالب بإخراج كل الموجودين، وبعدم استخدام هذه الرائحة التي ملأت الجو. وعن مادة الإسبراي أو«البينج» المسكن، قالت: كل لاعبات منتخبات تونس والمغرب واليمن استعملنها، أما أنا فلا، ومن تزايد رائحة «البينج» في الصالة، شاهدت الحكم الكويتي يعاني هو الآخر من ضيق التنفس، وطالب بإخراج معظم اللاعبات من صالة المنافسات لبعض الوقت. وعن إجراءات أخذ العينة، قالت: بدأت اللعب في الواحدة من ظهر يوم 14 ديسمبر، وأنهيت مشاركتي في الساعة الثانية ظهرا، وفي الثانية وعشر دقائق طلبت للتحليل، وكنت أسرع لاعبة أنهي هذه الإجراءات، ففي الثانية والربع كنت أسلم الأمبول للطبيب، ولكني وقعت في خطأ يفتح الباب أمام الاجتهادات وهو أن غطاء الأمبول ضاع مني في الحمامات، فأعطيته العينة «مكشوفة» وعليها منديل ورقي فقط، ولاحظت على الطبيب أنه متوتر لسبب لا أعلمه، وتحدث معي بطريقة متشددة غير معهودة، إلى الدرجة التي هددني فيها، فرددت عليه: أنا لاعبة رفع أثقال ولست أضعف منك، فقال لي: «لا..أنا أقوى منك». ظروف المنافسات أما عن الظروف التي تلقت فيها الخبر، تقول: في ظهر يوم 17 كنت موجودة في الدوحة أعد حقائبي للعودة إلى الإمارات، وحدثتني مشرفة الفريق النسائي وقالت لي إن عينتي إيجابية بدون مقدمات فشعرت بتوتر كبير، وقضيت أسود ليلة في حياتي أنتظر الذهاب في الصباح إلى اللجنة للإدلاء بشهادتي ولأطلب فحص العينة (ب) للتأكد، وفعلا ذهبت لأرى العجب العجاب، فقد تعرضت للتهديد من الطبيب الموجود بلجنة المنشطات، وقال لي بالحرف الواحد: هل تريدين إغلاق المعمل الإسباني؟ المعمل لن يغلق، وأنت التي ستتوقفي 4 سنوات، وستتعرضين لفضيحة كبيرة في كافة وسائل الإعلام لتناولك مواد منشطة، وجرى هذا الكلام في حضور ربيع العوضي المدير الإداري للوفد الرياضي. تتابع عائشة: قلت للطبيب: لابد أن أدافع عن نفسي، وأنني أخشى على سمعتي، وسمعة أهلي، وأنني واثقة من موقفي، وكان التوتر هو عنوان الحوار، ولم أتمكن من إملاء طلب إعادة فحص العينة (ب) للأسف، ولم أجد من ينصحني في هذا التوقيت، وللأسف أصر الطبيب على موقفه بعدم فتح العينة (ب)، وعندما عدت إلى قرية الرياضيين فكرت في نقل العينة (ب) إلى معمل آخر في لندن على نفقتي، ولكني لم أفلح في ذلك أيضاً. فحص تاريخ المواد وعن موقفها من القضية، قالت: لن أتنازل عن حقي وسوف ألجأ إلى طلب إعادة فحص العينة التي أخذت مني، في مختبر آخر حتى ولو على نفقتي الخاصة، وسأجرى فحصاً لتاريخ جسمي الطبي لكشف جميع المواد التي دخلته في الأشهر الستة الأخيرة، وسوف أقدمها إلى اللجنة الوطنية للمنشطات، ولا أستبعد تورط أحد المنافسين في تبديل العينة، بعد أن ارتكبت خطأ بترك عبوة العينة مفتوحة قبل تسليمها إلى الكادر الطبي. وقالت: هناك أسرار كثيرة تؤكد براءتي، سوف أحكيها للجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، وأشكر كل من وقف معي من اتحاد اللعبة، ولكن لا يمكنني أن أنسى الأيام الطويلة السيئة التي عشتها لأن حالتي حظيت بمتابعات وكتابات إعلامية أكثر من كل الحالات الأخرى، وفي كل مرة كانت وسائل الإعلام تقول إن عائشة البلوشي تسببت في صدمة لبعثة الإمارات، وحتى بعد عودتي وجدت الأهل في حالة غاضبة جدا، وطلبوا مني عدم ممارسة تلك اللعبة مرة أخرى. وكشفت عائشة عن نيتها الاعتزال النهائي عقب استرداد حقها والحصول على البراءة، وأشارت إلى أنها تحملت الكثير من أجل أن تمارس رياضة رفع الأثقال، وتغلبت على مشكلات ممانعة الأهل والعادات والتقاليد، من أجل أن تمثل الإمارات. أكد أن زيارات اللجنة للأندية ليست مهمات «بوليسية» الهاشمي: لن نعلق «المشانق» لمن يتعاطون «دون قصد» دبي (الاتحاد) – أكد أحمد الهاشمي رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، أن اكتشاف العينات الإيجابية في أي بطولة أو فعالية رياضية ليس أمراً مشيناً، وأنه لا يجب أن يتم التعامل معه على أنه «كارثة» أو خطأ لا يغتفر لأنها ليست نهاية العالم، فكبار النجوم العالميين في الألعاب الفردية أو حتى الجماعية سبق أن سقطوا في فحوص للمنشطات علي حد قوله، وهو ما يقع أيضا في بطولات عالمية كبرى مثل الأولمبياد، أو كؤوس العالم أو غيرها من البطولات الضخمة، ما يعني ضرورة عدم تعامل مجتمعاتنا مع الأمر وكأنه شيء مدمر. أضاف أن التجربة أثبتت أن معظم الحالات العربية التي تم كشفها تعود إلى 3 أسباب، إما لقلة ثقافة ووعي اللاعب الذي يتصرف في بعض الأحيان دون الرجوع لطبيبه المتخصص، أو نتيجة لغياب التنسيق، ووجود إهمال من الأجهزة الطبية نفسها في المشاركات الخارجية، حيث يجب أن يعي اللاعب خطورة أن يتلقى أي علاج دون الرجوع لطبيبه الرياضي المتخصص، أو حتى الحصول على أي مشروب من مشروبات الطاقة أو غيرها. وقال: كل هذه الأسباب مرتبطة بغياب العقلية الاحترافية عند اللاعبين، ليس فقط في الإمارات ولكن في الوطن العربي ككل، وهو ما أدى لاكتشاف الحالات التي وقعت مؤخراً بالدورة العربية بقطر. وطالب الهاشمي بعدم تعليق «المشانق» للاعبين واللاعبات المتورطين فيها لأن سقوط اللاعب في الاختبار ناتج عن تعاطيه دواء لعلاج إصابة معينة، أو أنه تناول مشروباً أو غذاء به مواد محظورة لا علم للاعب بها، وهي كلها أمور واردة الحدوث. وتابع: من المتعارف عليه أن العقوبات التي تسري على مثل هذه الحالات تتراوح من 3 أشهر إلى عامين، حسب ظروف كل حالة والمادة التي تناولها الرياضي، وما إذا كان تناولها بقصد أو بغير قصد. الأخطاء واردة وعن احتمالات وقوع بعض المخالفات في إجراءات الفحص، قال الهاشمي: مستوى تنظيم ألعاب الدوحة كان متميزاً للغاية، ولكن عدد اللاعبين واللاعبات المشاركين في المنافسات كان ضخماً للغاية (6 آلاف رياضي ورياضية)، ومن الوارد وقوع أخطاء لأننا في النهاية بشر، كما أن الأعداد كانت تفوق طاقة أي لجنة للفحص في أي بطولة اعتدنا على تنظيمها في المنطقة العربية. وتابع: العمل كان يتم بصورة إيجابية للغاية وقد كنت عضواً مراقباً لبعض الوقت بالدورة وشاهدت بنفسي المجهودات التي قامت بها اللجنة خلال أيام الدورة، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير من قبل المسؤولين على إنجاحها، ولكن كل الاحتمالات تبقى واردة على ضوء الضغط والعدد الكبير من المشاركين والمشاركات بما في ذلك الوقوع في بعض الأخطاء الإجرائية. وتابع: تتجه النية لتطبيق فحوص المنشطات على جميع البطولات الرسمية، وللأسف مازالت لدينا بعض الدول التي لا تملك لجنة لمكافحة المنشطات إلا قبل فترة قصيرة، وهو ما يعني ضرورة عدم جلد الذات وانتقاد وقوع بعض اللاعبين في فحوص المنشطات بالدورة، حيث توجد جهود جبارة تبذل في هذا المجال. وقال الهاشمي: نحن لا نيأس من عملنا في نشر ثقافة مكافحة المنشطات بين أبنائنا الرياضيين، وسنقوم بزيارات للأندية والاتحادات الرياضية ونعقد المحاضرات التثقيفية للأجهزة الطبية، وعلى الجميع أن يدرك أن زياراتنا تلك ليست مهمات «بوليسية» أو ترهيبية، ولكن الهدف منها توعية الرياضيين واللاعبين والأجهزة الطبية، لاسيما مع اقتراب بداية العام الجديد الذي يشهد تعديلات في القوائم الخاصة بالمواد المحظور تناولها من قبل الرياضيين وتدخل ضمن جدول المنشطات، وسنقوم بتعميمه في القريب العاجل. 70 عضواً وعن قوام اللجنة الوطنية من محاضرين ومتخصصين مدربين، قال: لدينا 70 عضواً في اللجنة وجميعهم لديهم التأهيل العلمي والإداري للقيام بالدور التوعوي خلال الفترة القادمة أملاً في نشر ثقافة مكافحة المنشطات. ولفت الهاشمي إلى أن الإمارات كانت في مقدمة الدول العربية والخليجية التي تطبق فحص المنشطات، وهو ما يعني وجود خبرات جيدة وكفاءات قادرة على مواصلة المشوار في هذا الجانب، وقال: يجب أن ندرك أن التوعية ونشر الثقافة بين الرياضيين هي الطريق الوحيد للقضاء على المنشطات نهائياً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©