الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تربويون: الرحلات المدرسية جزء محوري من العملية التربوية وليست «مضيعة للوقت»

تربويون: الرحلات المدرسية جزء محوري من العملية التربوية وليست «مضيعة للوقت»
21 مايو 2011 22:39
تلعب الرحلات المدرسية دوراً متقدماً في صقل شخصية الطالب وتنمية معارفه ومهاراته العلمية والحياتية والسلوكية، عبر الاطلاع على أمكنة وثقافات جديدة، والاحتكاك بزملائه خارج إطار المدرسة، فضلاً عن دورها في كسر جمود المناهج وربط الطالب بقضايا وطنه وأمته، بحسب تربويين وأولياء أمور. ودعا هؤلاء إلى عدم تجاهل الرحلات المدرسية، مستنكرين وصفها بـ”مضيعة للوقت”، مؤكدين أهميتها في الارتقاء بسلوكيات الطالب وإكسابه عادات ومهارات عديدة. وينتظر الطلبة ذكوراً وإناثاً الرحلة المدرسية بفارغ الصبر، باعتبارها متنفساً للخروج من جو دراسي مكتظ بالأعباء والامتحانات والتقاويم وغيرها من متطلبات الدراسة، إلا أن هناك شكاوى من “فقر الأماكن الترفيهية”، التي تنحصر في الحدائق والمصانع وبعض المستشفيات والمراكز الطبية والمطارات وإدارات الشرطة والدفاع المدني والجامعات، فضلاً عن المتاحف والقرى التراثية، وسط مطالبات بمزيد من المرونة في المعايير المحددة للرحلات. وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أنّ المدرسة وفق النموذج المدرسي الجديد الذي طبقه مجلس أبوظبي للتعليم اعتباراً من بداية العام الدراسي الحالي تولي أهمية كبيرة للرحلات المدرسية، وهُناك معايير وضوابط تحدد آليات تنظيم المدارس لهذه الرحلات، ويقدم المعلم للطالب إرشاداً حول أبرز المعالم التي يمكن الاطلاع عليها في المنطقة التي تستهدفها الرحلة، ثم يقدم الطالب بدوره تقريراً أو عرضاً علمياً حول مشاهدته في هذه الرحلة، والدروس التي استقاها، وكذلك رؤيته لتطوير هذا المكان أو تعزيز نهضته، وأيضاً فإن زيارة الطالب لأماكن مثل: جزيرة دلما، وغياثي، والرويس، والسلع، وسويحان، وغيرها من المناطق تجعل الطالب أمام تجربة جديدة في التفاعل مع المجتمع، والمشاركة في تعزيز نهضته وريادته في مختلف المجالات. وشدد معاليه على أنّ الرحلات المدرسية تمثل محوراً أساسياً في النشاط غير المنهجي في استراتيجية مجلس أبوظبي لتطوير التعليم، حيث يركز هذا المحور على ضرورة أن ترتبط الرحلات المدرسية بالمنهاج الدراسي، بحيث يمكن المواءمة بين ما يدرسه الطالب، وما يراه في محيطه المجتمعي. ولفت إلى أن فلسفة الرحلات المدرسية تأتي من هنا، بحيث تكون مرتبطة بمعايير دقيقة تحدد ما هو المكان الذي ينبغي زيارته من قبل الطالب، وخصوصية هذا المكان وأهميته، ومدى ارتباطه بالمنهاج الدراسي، والسياق المعرفي الذي يوسع من مدارك الطالب ويجعله على وعي بالقيمة الأثرية أو السياحية أو التنموية لهذا المكان. وأوضح معاليه أنّ الرحلات المدرسية في استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم تختلف كلياً عن ذلك المفهوم الذي كان سائداً في السابق، فهي رحلات علمية في المقام الأول تتحقق من خلالها فوائد كثيرة للطالب، وتنمي وعيه، وترسخ من اعتزازه بهويته العربية الإسلامية، ولا تقف الرحلات المدرسية هُنا عند حدود مكان ما، فهي متنوعة بتنوع المراحل الدراسية والمنهاج الذي يدرسه الطالب. وأشار معاليه إلى أن المجلس يحرص على أن تركز رحلات رياض الأطفال على أن تكون رحلاتهم لاستكشاف المجتمع المحيط، والتعرف عليه، خصوصاً الأسواق الشعبية والمتاحف والمتنزهات وغيرها، في حين تكون خطة الرحلات للمراحل الابتدائية مختلفة تماماً وفي الوقت نفسه مكملة للخطة السابقة. لا بدائل متنوعة واتفق منسقو الرحلات على مستوى المناطق التعليمية بالدولة على أن أكثر الأماكن التي تتم الموافقة عليها، هي التي تخضع لإدارة البلدية وإشرافها باعتبارها مواقع آمنة للطلاب، ويمكن أن يتم تحديد الفئات المستهدفة بالرحلة، إلى جانب تحقيق الهدف العلمي منها بشكل واقعي أكثر من غيرها من الأماكن في مختلف المراحل الدراسية، ابتداء بمرحلة رياض الأطفال وانتهاء بمرحلة الصف الثاني عشر بقسميه العلمي والأدبي. وأعرب المنسقون عن أن أكثر ما يؤرقهم في بعض المناطق التعليمية، عدم وجود بدائل متنوعة يتم استغلالها لتحقيق الغرض الرئيسي من الرحلات المدرسية، خصوصاً أنهم يواجهون في كل عام مشكلة اقتصار الأماكن التي تخدم أهداف القسم، باعتبار الرحلات وسيلة من وسائل التعلم التي يكتسب الطالب من خلالها معلومات علمية وسلوكيات مختلفة، مثل الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وخلق علاقات اجتماعية مع شرائح المجتمع والتعرف على الجانب الآخر في الحياة، وتزويده بحقائق ومفاهيم مستمدة من الخبرة المباشرة التي تسمح له برؤية الأشياء على حقيقتها، بالنسبة للرحلات العلمية وغيرها من الأمور التي يخرج بها الطالب من كل رحلة. وأوضحت هدى جابر منسقة الرحلات المدرسية بمنطقة رأس الخيمة التعليمية أن نظام الرحلات المدرسية يعتمد بالأساس على طرفين رئيسيين، هما إدارة المدرسة وقسم الرحلات المدرسية بالمنطقة التعليمية، حيث تقوم المنطقة بإرسال مقترحات قبل نهاية كل عام دراسي بالأماكن المقترحة لمختلف المراحل الدراسية، وعليه ترسل المدرسة مقترحاتها أيضاً للإدارة لاعتمادها، خصوصاً أن الرحلات الترفيهية والعلمية متروك تقييمها لإدارة المدرسة لقدرتها على ذلك، بهدف خدمة المنهج بطلب من الاختصاصي الاجتماعي للمدرسة، بعد الاجتماع مع معلمي المدرسة ووضع مقترحاتهم للعام الدراسي. ولتفعيل الرحلات المدرسية، أصدرت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجهات المختلفة مسابقة الرحلات المدرسية العلمية، والتي تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الطالب لتوسيع مداركه وتشجيعه على الإقبال على البحث والتعلم والمعرفة، وربطه بالواقع العلمي وفق الأطر النظرية للمناهج الدراسية التي يتعلمها، والتي يسعى عبرها القائمون على العملية التعليمية إلى إعداد النشء وتزويده بمقومات السلوك السوي. تعزيز الانتماء وحول دور الرحلات المدرسية في تعزيز الانتماء الوطني، أكد الخييلي أن هُناك دوراً كبيراً لهذه الرحلات في ترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن من خلال زيارة الطلبة للمتاحف، والمنشآت التنموية المختلفة، والاطلاع على حجم النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة في جميع المجالات، مما يجعل الطالب فخوراً بقيادته الرشيدة التي حققت هذه المنجزات، وبانتمائه لوطنه الذي يضم هذه الحضارة بجذورها التاريخية. وقال الخييلي إنّ الرحلات المدرسية تستهدف أيضاً تعريف الطالب بالبيئات الموجودة في مجتمع الإمارات، بحيث يكون على دراية بالقيم والعادات التي ترتبط بكل بيئة من هذه البيئات، وأن يتعرف على أنماط المعيشة السائدة في هذه البيئة أو تلك. وقال سعيد الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية إن للزيارات الميدانية تأثيراً إيجابياً واضحاً بمعزل عن طبيعتها، علمية كانت أو ترفيهية، إذ أنها تعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية الاجتماعية، كما أنها تزرع في نفوس الطلبة سلوكيات إيجابية، مثل الانضباط والتهذيب وتفتح آفاقهم وتزيد حصيلتهم المعرفية وتنمي مهاراتهم الحركية والفكرية. وأكد مصطفى موسى مدير مدرسة المعرفة أن الرحلات الميدانية بجميع أنواعها العلمية والثقافية والدينية والترفيهية والاجتماعية يحتاجها الطلاب، بمختلف فئاتهم العمرية باعتبارها جزءاً محورياً من العملية التربوية، لأنها تبني معالم الشخصية، وهذه الرحلات والزيارات الميدانية سواء كانت داخل الدولة أو خارجها تشكل ركناً أساسياً من أركان التربية. وأشار إلى أن فوضوية الرحلة تؤدي إلى نتائج سلبية على سلوك الطلبة، فضلاً عن أن تكرار الزيارة لذات الموقع يفقد الرحلة بريقها بحيث يعزف الطالب عن المشاركة فيها. واعتبرت وفاء الملا، مديرة مدرسة، الرحلات المدرسية من أهم الأنشطة غير المنهجية، حيث إنها تطور قدرات الطالب العقلية وتنمي مهاراته الفنية والعلمية والاجتماعية، كما أنها وسيلة ناجعة لقضاء وقت الفراغ بصورة إيجابية وبناءة وتعود بالفائدة على الطالبات، كما أنها تدعم المنهاج المدرسي لأنها تطبيق عملي للمادة العلمية. وقالت إن الرحلات الخاصة بطلبة المرحلة الثانوية تخصص عادة للجامعات والأماكن التراثية والتاريخية في الإمارة، بغرض تعريف الطلبة على تاريخ وتراث أمتهم وزرع روح الانتماء لدى النشء. عزوف عن الرحلات واتفق طلبة من مختلف المراحل الدراسية على حاجتهم للرحلات المدرسية التي تسهم في إخراجهم من أجواء الكتب والامتحانات وضغوط العام الدراسي، للتعرف على معالم جديدة برفقة أقرانهم وزملائهم، متمنين أن تكون هناك مراقبة على إدارة المدارس من حيث مدى التزامها بالرحلات المدرسية. وتعزف بعض المدارس عن تنظيم رحلات مدرسية لطلبتها، بذرائع تتمثل في ضغط العام الدراسي والسعي وراء الانتهاء من المناهج المدرسية في الوقت المحدد، خصوصاً عقب تطبيق قرار الفصول الثلاثة الذي أسهم في تراكم المنهاج المدرسي، دون أن يعطي المعلم والطالب فرصة للقيام برحلة مدرسية، وفق ما قالت معلمات. وقالت آمنة سالم الشميلي مدرسة طالبات مرحلة ثانية: إن الرحلات المدرسية المخصصة لهذه المرحلة مقتصرة على الجامعات وكليات التقنية، لتعريف الطالبات بواقع التعليم العالي وإتاحة الفرصة لهن لتحديد مستقبلهن بعد التخرج في المدرسة، في حين يندر القيام برحلة ترفيهية لهذه المرحلة، على الرغم من إقرارها بأهمية الرحلات المدرسية في خدمة العملية التعليمية وإعداد شخصية مستقلة للطالب واكتشاف المواهب المختلفة والمتنوعة فيه. وشدد خلفان الرويمة مدير مدرسة الخليج العربي على أهمية تنوع الرحلات بين علمية وترفيهية، لافتاً إلى أن الرحلات العلمية مهمة للطلاب حيث إنها تعمل على توسيع مداركهم وأفقهم، أما الترفيهية فتعمل على تجديد النشاط والحيوية. ودعا أولياء أمور الطلاب والطالبات الذين لا يوافقون على مثل هذه الرحلات إلى منح أبنائهم فرصة، لأن عدم موافقتهم تحرم أبناءهم من فوائد تربوية واجتماعية. واستنكرت منى الرصاصي، مديرة مدرسة، وصف بعض الأشخاص للرحلات المدرسية بأنها “مضيعة للوقت”، مؤكدة أنها جزء من العملية التربوية والتعليمية، خصوصاً للمرحلة الابتدائية، حيث تعلم الطالب الاعتماد على النفس وتكسبه مهارات عديدة، وتنمي وتغرس لديه مشاعر إيجابية وسلوكيات حسنة مثل التعاون وحب العمل الجماعي والصبر. وقالت إن أغلب الرحلات الترفيهية تكون موجهة للطلاب في الصفوف الأولى وتشمل الحدائق والمتنزهات العامة والأماكن الترفيهية، مشيرة إلى أن الأنشطة الطلابية لها دور حقيقي في بناء شخصية الطالب وتنمية مواهبه وقدراته عبر حزمة من البرامج تتصدرها الرحلات الميدانية بشقيها الداخلي والخارجي، باعتبارها أداة تحفيزية وتشجيعية تعمل على تنمية القدرات، فضلاً عن تعريف الطالب وربطه بالمجتمع ما يؤدي إلى زرع الانتماء الوطني. وعلى الصعيد ذاته، طالب أولياء أمور بالاهتمام بالرحلات المدرسية، منادين بجعلها جزءاً من المنهاج كوسيلة تعليمية بأسلوب تطبيق المعرفة والبعد عن الأساليب التقليدية. وقال علي السنوسي، والد طالب في الصف الحادي عشر، إن فكرة الرحلة المدرسية فكرة جميلة ولكن لابد من ربطها بالمنهاج، مؤكداً أهمية ربط التعليم بالترفيه. كما اتفق طلبة على أن الرحلة المدرسية من أمتع الأنشطة التي يشتركون فيها، لأنها تضيف إليهم معلومات جديدة، وتجدد نشاطهم الدراسي، مؤكدين أن الرحلة مع أصدقاء الدراسة أكثر متعة من الرحلات الأسرية. وقالت مريم زياد، طالبة في الصف العاشر، إن الرحلة المدرسية تجعل فهم المادة أكثر سهولة، لافتة إلى أن مدرستها نظمت رحلة واحدة خلال العام الدراسي الحالي شملت حديقة الحيوان، عازية ذلك إلى قصر الفصلين الدراسيين الأول والثاني. وأشارت رفيقتها نور نورياني إلى شغفها بالرحلات المدرسية، مستذكرة زيارتها لمعرض داينو الخاص بالديناصورات، قائلة: “كانت رحلة ممتعة، جعلتني أطلع بشكل واسع على عالم الديناصورات والفترات التي عاشت خلالها تلك المخلوقات”. شروط ومعايير الرحلات المدرسية على مستوى الدولة رأس الخيمة (الاتحاد) - أكدت هدى جابر منسقة الرحلات المدرسية بمنطقة رأس الخيمة التعليمية أن الموافقة على الرحلات المدرسية يجب أن تستوفي شروط الوزارة، والتي تضع في شرطها الأساسي الابتعاد عن المراكز التجارية باعتبارها أماكن عامة، كما اتفقت المنطقة بالتعاون مع الجهات المشاركة على تحديد أيام لرحلات الذكور وأخرى لرحلات الإناث، حيث تم تخصيص أيام الاثنين والأربعاء من كل أسبوع لرحلات مدارس البنين، وأيام الأحد والثلاثاء والأربعاء للمدارس المؤنثة ومدارس البنات ورياض الأطفال، ولا يحق لأية مدرسة القيام برحلة مدرسية علمية إلى أية مؤسسة أو شركة أو مرفق عام دون الحصول على إذن مسبق، حفاظاً على مصلحة الطالب ووقته وعدم التسبب في إرباك الجهات الأخرى. كما ألزمت الإدارة المدارس بإرفاق مدرس المادة أثناء الرحلة المدرسية، بحيث لا يقل عدد المشرفين عن اثنين، ويمنع مرافقة المستخدمين للرحلة للإشراف على الطلاب، ويمنع اصطحاب آلات تصوير وضرورة الالتزام بموعد العودة إلى المدرسة قبل نهاية الدوام الرسمي. وقالت جابر إن أكثر ما يؤثر على سير ونجاح الرحلات عدم التزام المدارس بتلك الشروط والمعايير، مشيرة إلى أن عدداً من المدارس تقوم بإرسال الطلاب إلى المراكز التجارية في رحلات مدرسية ويتم على الفور معاقبتها. كما أن هناك تعميماً ترسله إدارة المنطقة قبل نهاية كل عام دراسي للمدارس، لإخطارها بخطة العام الجديد بالنسبة للرحلات المدرسية ليتم بالتالي وضعها ضمن قوائم الرحلات التي يعتمدها قسم الأنشطة والرعاية الطلابية، سواء كانت الداخلية أو الخارجية ووفق احتياجات المرحلة المدرسية، مضيفة أن أكثر المراحل الدراسية التزاماً هي مرحلة الحلقة الثانية في مدارس البنات. وأوضحت جابر أن القسم يرسل في كل عام استبياناً للمدارس ورياض الأطفال للتعرف على مدى توافق الأهداف مع ما حققته الرحلات المدرسية والإيجابيات والسلبيات التي واجهها المشرفون والطلبة، إضافة إلى مدى تعاون الجهات التي تمت زيارتها وغيرها من الأمور التي يطلع عليها القسم ليتم تفاديها في الأعوام المقبلة، مشيرة إلى أنه لا توجد ميزانية مخصصة للرحلات لأنها جميعاً مجانية، لذلك وجب التأكد من نتائجها ومدى نجاحها.
المصدر: أبوظبي، الشارقة، رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©