الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهاتف الذكي.. وراء تصدع العلاقات الزوجية

الهاتف الذكي.. وراء تصدع العلاقات الزوجية
13 أكتوبر 2016 09:47
أبوظبي (الاتحاد) «الهاتف المتحرك شر لابد منه»، هذا هو الشعار الذي يرفعه الجميع اليوم مع تطور وسائل الاتصال الحديثة، وكما يعترف الجميع بأنه سرق منهم أوقاتهم وشتت تركيزهم، وجعل أفراد الأسرة، خاصة الأزواج «غرباء» تحت سقف واحد، نتيجة كثرة التطبيقات التي تجذبهم، حتى بات الكثير منهم لا يستغني عن الهاتف ويصطحبه معه أينما ذهب، ومع هذا التطور الذي صاحب الثورة التكنولوجية لم يكن هناك وقت كاف لوضع حدود لاستخدام هذا الهاتف الذكي. في هذه الصدد، أشارت دراسة أجراها فريق من العلماء إلى أن العلاقات الزوجية ستفقد مكانتها العاطفية والإنسانية، وقد تصاب بالتصدع، بسبب الإفراط في استخدام أجهزة المحمول، فالوقت الذي يقضيه الزوج مع هاتفه المحمول خاصة ليلا، يجعله يفقد الحاجة إلى التواصل مع زوجته. وأوضحت الدراسة أن الزوج سيصبح مشغولاً، فهو يفضل فحص وإرسال رسائل بريده الإلكتروني أو الرسائل القصيرة، أو مشاركة أصدقائه المنافسة في لعبة، بدلاً من التحدث مع زوجته في أمور ومشاكل الحياة الأسرية والاهتمام بالأولاد. مشاحنات كثيرة تعترف هند عبدالله «30 عاماً»، بأن جهاز «الموبايل» كان سبب خراب بيتها، سرق وقتها من زوجها وأبنائها، بعد أن شاركت في الكثير من التطبيقات ما بين تويتر وفيسبوك، وانستغرام والسنابشات، موضحة: مجرد جلوسي مع زوجي نجد أنفسنا منشغلين بالموبايل، وكأننا أزواج نعاني الصم، وأصبحت حياتنا باردة بلا تواصل. وتقول «أضع الهاتف بجواري، وعندما أستيقظ ليلاً أجد الكثير من الرسائل التي وصلتني عبر الواتساب، وأبدأ في الرد عليها، معترفة أن إدمانها للهاتف الذكي تسبب في الكثير من المشادات بينها وزوجها، بعد انعدام التواصل بينهما، رغم أنهما يعيشان تحت سقف واحد. وتضيف «إهمالي لزوجي بسبب الهاتف الذكي كانت الشرارة الأولى للمشاكل اليومية حتى وصل الأمر به إلى تحطيم الهاتف أمامي. شعار الصمت رغم ما يتصف به الهاتف الذكي من مميزات، إلا أن له تأثيراً كبيراً في الحياة، بتلك الكلمات تلفت عائشة خلف الزرعوني «متزوجة»، إلى أن وسائل الاتصال الحديثة غيرت معالم كثيرة في حياتنا العملية والعائلية أيضا، حيث حملت معها من المشاكل الأسرية ما لم نكن نتوقعه، كما أنها طوقت أفراد الأسرة بجدار العزلة، حيث انفرد كل زوج منكباً على هاتفه الذكي ذات الحجم الصغير، غارقا في الحوارات مع أصدقاء أو مع أناس مجهولين، يقيم معهم علاقات مختلفة، بعضها جاد ومفيد، وبعضها لأغراض التسلية واللهو، حتى أصبح الزوجان يعانيان «الخرس»، وهذا ما ألت له حياتي الزوجية مع شريك حياتي، فقد أصبحنا ننشغل بالهاتف أكثر من انشغالنا بأمورنا الأسرية، وأصبحنا نعيش داخل إطار العالم الافتراضي، ونتواصل مع القاصي والداني، ونتبادل شجون الحياة ولكن حياتنا وعواطفنا تعرضت للتصدع، وأصبح الصمت شعار العلاقة الزوجية. عزلة وجفاء في هذا السياق، يقول خليفة المحرزي المستشار الأسري، «يظل الموبايل أحد أسباب فقدان الحوار بين الزوجين، وقد يكون بحسب هذه الدراسات السبب الرئيس لانعدام الحوار والحب والتواصل بين الزوجين». ويضيف «هناك أوقات يجب أن يتوقف فيها الزوجان عن استخدام الموبايل أو أي أجهزة ذكية أخرى، ليس من باب المثالية، بل من باب الانتباه على ما يمكن أن تتسبب فيه هذه الأجهزة من عزلة وجفاء»، وختم بالقول: «انتبهوا لذلك مبكرا، الحياة الزوجية أهم وأبقى من أي من تلك الوسائل التقنية، والحياة الأسرية هي الحامي الأهم لنا كبشر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©