تباشر شرطة دبي مطلع شهر رمضان المبارك المقبل بتطبيق نظام الكتروني غير مسبوق في دورياتها المرورية لملاحقة وضبط السيارات المطلوبة على خلفية قضايا مرورية، بعد أن كانت طبقت خلال الشهرين الماضيين هذا النظام في العديد من سيارات دورياتها الأمنية لضبط المركبات المطلوبة جنائياً.
وأفادت المعلومات التي حصلت عليها “الاتحاد” ان النظام المستحدث حقق نتائج لافتة على جهة الهدف منه وترى الاوساط القيادية في شرطة دبي ان هذا النظام الالكتروني الجديد سيكون له شأن كبير في الحد من الجريمة ومكافحتها فضلاً عن دوره في الحفاظ على أمن وسلامة الطريق.
وبحسب المعلومات فإن شرطة دبي نجحت حتى الآن من تسيير 30 دورية مزودة بهذا النظام فيما تقوم ورشة إدارة الاتصالات التابعة لها بتجهيز مركبة يومياً من دوريات الشرطة بمتطلبات هذا النظام المتمثلة في الكاميرات وجهاز الكمبيوتر المبرمج وجهاز الاتصال وعمل التوصيلات والفتحات اللازمة في جسم السيارات.
وتعول قيادة شرطة دبي على النظام الجديد في تعزيز قدرتها على مكافحة الجريمة وحفظ الأمن والحقوق العامة والخاصة لما يتمتع به من تقنيات حديثة تتيح له بتأدية مهامه الدورية باقتدار فريد من نوعه بالصوت والصورة وتقول الاوساط القيادية في شرطة دبي إنها تعتزم مستقبلاً التوسع في هذا النظام ليشمل كافة دورياتها.
وأكد المقدم سيف مهير المزروعي مدير الإدارة العامة لمرور دبي بالنيابة لـ “الاتحاد” ان الإدارة العامة لمرور دبي ستسير دورياتها المزودة بهذا النظام اعتباراً من شهر رمضان المقبل، مشدداً على أن النظام الجديد سيعزز من خطط شرطة دبي المرورية على مدى السنوات العشر القادمة، فيما سيشكل رادعاً كبيراً للمركبات التي ترتكب مخالفات خطيرة او تلك التي تجوب شوارع الإمارة برخص منتهية من خلال ميزاته المتعددة التي تمكن الدورية المرورية المزودة بهذا النظام من رصد وضبط المركبات المطلوبة مرورياً سواء اثناء سيرها على طرقات الإمارة او خلال توقفها في المواقف العامة.
وبحسبما أفصحت عنه شرطة دبي فإن كاميرات التعقب التي يحتوي عليها النظام التقني الجديد موصولة بالدوريات في حين يتمتع النظام بقدرات واسعة للتعرف إلى السيارات المطلوبة باختلاف لوحات ارقامها من إمارة الى أخرى من بين مئات آلاف المركبات التي تسير على طرقات الإمارة او المتوقفة في المواقف العامة وملاحقتها وضبطها فضلاً عن ان قاعدة بيانات السيارات المطلوبة في الإمارات التي تم إدخالها ضمن برمجيات النظام كبيرة بحيث تمكن النظام الجديد من تحليل 35 ألف مركبة سيارة مطلوبة على مستوى الدولة.
ويعمل النظام التقني الجديد لتعقب المركبات المطلوبة من خلال ثلاث كاميرات يتم تثبيتها على قاعدة اللوح الضوئي اعلى سيارة الدورية تحتوي كل كاميرا منها على عدستين تعمل الأولى في اوقات النهار والثانية ليلاً يتحكم سائق أو مسؤول الدورية في اختيار الكاميرا والعدسة المطلوبة للتشغيل حسب موقع واتجاه المركبات المراد تصويرها وتتحرك العدسة التي تم اختيارها لتمسح كافة الاتجاهات فيما تقوم الكاميرا المحددة خلال مرور سيارة الدورية في احد الشوارع او المواقف العامة للسيارات بمسح وتصوير كافة لوحات أرقام المركبات الواقفة او المتحركة فيما تكون الكاميرا المختارة موصولة بجهاز كمبيوتر داخل الدورية يحتوي على قاعدة المعلومات الخاصة بالسيارات المطلوبة للحجز بحيث يقوم النظام بإصدار صوت للتنبيه عند لوحة كل مركبة مطلوبة للحجز ويثبت صورتها على جهاز الكمبيوتر ويقوم بإنزال البيانات الخاصة بها للتأكد مبيناً لمسؤول الدورية الإجراء الواجب اتخاذه لتنفيذ الضبط والحجز لمصلحة الجهة التي طلبته.
يشار هنا الى أن اختيار شرطة دبي لتطبيق هذا النظام الجديد وقع على شركة محلية متخصصة في تصميم هذه البرمجيات المتقدمة ضمن المواصفات التي حددتها هي لتنفيذ هذا النظام من بين 12 شركة شاركت في المناقصة التي كانت طرحتها أواخر العام 2009 بحيث انخرط فنيو هذه الشركة ومهندسو الشرطة منذ يناير وحتى نهاية مارس الماضيين في عمليات متصلة لإجراء التجارب التقنية وأعمال تركيب الأجهزة والكاميرات المناسبة في سيارات الدوريات في حين تمكن الفريق المشترك المكون من 30 فنياً من تذليل التحديات والمصاعب التي واجهت النظام الجديد والمتمثلة في اختلاف اشكال لوحات المركبات بين إمارات الدولة من خلال إيجاد الحلول البرمجية المناسبة التي مكنت النظام في نهاية المطاف من التعرف إليها جميعاً واختيار المطلوب منها للحجز وباتت كافة لوحات مركبات في الدولة معرفة ومشمولة في تقنيات النظام الجديد.
كما نجح الفريق كذلك في تجاوز تحدي آخر تمثل بعدم تحمل الكاميرات المثبتة في سقف سيارات الشرطة درجات الحراراة المرتفعة نظراً لتعرضها للشمس بشكل مباشر طوال ساعات النهار، وتم ذلك من خلال إدخال بعض التعديلات على تصميم الكاميرا كتغيير لونها الأسود الجاذب للحرارة وتغير بعض الأجهزة الداخلية لتصبح أكثر قدرة على تحمل درجات الحرارة العالية.
100 سيارة دورية بالنظام الجديد سبتمبر المقبل
كان الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي قد دشن في مايو الماضي الدورية الاولى من مجموع 100 سيارة دورية تعتزم شرطة دبي تسييرها في شوارع الإمارة خلال العام الجاري وتفيد معلومات شرطة دبي أنها ستكون مع حلول سبتمبر المقبل وفي أقصى الظروف مع نهاية العام الحالي مزودة بهذا النظام الإلكتروني الخاص بتعقب والبحث عن السيارات والمركبات المطلوبة للجهات الأمنية والعدلية على خلفية دعاوي مدنية لمطالبات بنوك أو شركات تمويل او على خلفية جنائية، وكذلك المركبات المطلوبة مرورياً لارتكابها مخالفات مرورية تستدعي حجزها.
عدد اليوم
