الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ارتفاع اسعار السمك في الساحل الشرقي 100%

ارتفاع اسعار السمك في الساحل الشرقي 100%
6 أغسطس 2010 23:30
ارتفعت أصوات مواطنين ومقيمين في مناطق مختلفة بالإمارات الشمالية شاكية من شح الأسماك في الأسواق وارتفاع أسعار الموجود منها، وسط مطالبات بفرض مزيد من الرقابة على الأسواق للحؤول دون استغلال التجار قدوم شهر رمضان المبارك. وشددت بلدية رأس الخيمة على أهمية التزام باعة الأسماك بالأسعار المحددة في أسواق مدينة رأس الخيمة والمعيريض والدقداقة على الرغم من قلة المعروض في الأسواق. وأشارت إلى أن أسعار البيع المحددة من قبل اللجنة تعتبر مناسبة للمستهلك والبائع على الرغم من أن بعض الباعة يشكون من عدم وجود هامش ربحي لهم إلا أنه يطلب منهم الالتزام بالأسعار وعند ضبط المخالفين بالتلاعب بالأسعار يتم إنذارهم وفي حال التكرار يتم فرض غرامات مالية عليهم. وتذرع صيادون وتجار لرفع الأسعار بارتفاع درجات الحرارة ومدى تأثيرها على السمك المعروض في السوق المحلية، حيث تبتعد الأسماك عن الشواطئ بحثاً عن المياه الباردة، وعزوف معظم الصيادين عن الخروج إلى البحر، في حين ذهب آخرون إلى تحميل الآسيويين مسؤولية التلاعب بالسوق وتقليل العرض لزيادة الطلب ورفع الأسعار، إضافة إلى إلقاء اللائمة على القوانين المفروضة على الصيادين. وكانت دكات بيع السمك في أسواق رأس الخيمة شهدت انخفاضاً في أنواع وكميات الأسماك المعروضة للبيع والتي تحظى بطلب أهالي الإمارة، حيث يعد السمك الغذاء الرئيس لهم. وتراوحت زيادة أسعار الأسماك في الساحل الشرقي من 15 إلى 30 درهماً للكيلوجرام الواحد، حيث بدأ سعر الصافي من 40 إلى 50 درهماً للكيلوجرام، والشعري 20 درهماً، والهامور 50 درهماً، والبياح 50 درهماً، والجش 30 درهماً، والقابط 30 درهماً، والنقرور 20 درهماً. ورأى يوسف مبارك أنه لا يوجد مبرر لهذا الارتفاع الكبير للأسعار، لأن فصل الصيف اقترب من نهايته، ومعظم الصيادين عادوا من الإجازة ويخرجون للبحر بشكل مكثف، عازياً السبب إلى تلاعب الآسيويين في الأسواق وغياب الرقابة على الباعة وأصحاب الدكك. وقال محمد، وهو بائع في سوق أم القيوين، إن أسعار الأسماك ارتفعت خلال الأيام الماضية بسبب عدم خروج الصيادين إلى البحر، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ، لافتاً إلى أن المعروض أصبحت نسبته قليلة عن الأيام التي تشهد برودة في الجو. وأضاف أنه على الرغم من قلة الأسماك المعروضة في سوق السمك بأم القيوين، إلا أن المعروضة تبقى طازجة وذات نوعية جيدة، وتباع بسعر أقل عن الذي يتم عرضه في المراكز التجارية التي يمضي عليها أيام في البرادات وسعرها غال. وأشار إلى أن السوق يشهد في الفترة الحالية عرض سمك الشعري الذي وصل سعره إلى 20 درهماً، لافتاً إلى أن الأسعار تتغير بين يوم وليلة، وذلك على حسب الوفرة والكمية المعروضة. ولفت إلى أن سوق السمك بأم القيوين يشهد أحياناً انخفاضاً في أسعار الأسماك، إلا أن هناك أيضاً أياماً ترتفع فيها الأسعار، نظراً لقلة المعروض، وتقلبات الطقس التي لها دور كبير في تغيير الأسعار. وقال أبوبكر، بائع في سوق السمك بأم القيوين، إن أسعار السمك ترتفع وتنخفض باستمرار، وذلك بحسب حالة الجو والتغيرات المناخية، التي تشهدها الدولة. وأشار إلى أنه على الرغم من عزوف المستهلكين عن شراء الأسماك بالأسعار الحالية، إلا أن الأسعار ظلت مرتفعة دون أن تنخفض، نظراً لعدم توافر كميات كبيرة من الأسماك، مشيراً إلى أن السوق يشهد أحياناً تقلبات في الأسعار. وتوقع أن يشهد السوق خلال الأيام المقبلة انخفاضاً نسبياً في أسعار الأسماك في حال تحسنت الأجواء، حيث ستسهم في عرض أنواع كثيرة من الأسماك. وأكد محمد مصطفى، بائع في سوق السمك بأم القيوين، أن قلة المعروض تؤدي إلى رفع أسعار السمك، وبالتالي فإن المستهلك يضطر إلى شراء السمك بالسعر الحالي، باعتبار أن الأسماك تعرض طازجة وذات نوعية جيدة. وأضاف أن السوق يشهد استيراد بعض الأسماك من الأسواق الأخرى، لسد حاجة المستهلكين في الإمارة، والتي تساعد على خفض الأسعار، والحد من احتكار الأسماك لبعض الباعة. وقال إن سوق السمك بأم القيوين يشهد إقبالاً متزايداً يومي الجمعة والسبت، خصوصاً من أشخاص يأتون من خارج الإمارة، لافتاً إلى أن معظم الزبائن يقومون بحجز أنواع معينة من الأسماك عن طريق الهاتف. قوانين صارمة وقال ارحمة أحمد نائب رئيس جمعية الصيادين في رأس الخيمة إن القوانين الصارمة التي تفرضها وزارة البيئة والمياه على الصيادين مع قلة الدعم أسهمتا في عزوف عدد كبير من الصيادين عن الخروج إلى البحر لممارسة مهنة الصيد، حيث يوجد في مدينة رأس الخيمة وحدها 1200 طراد ومركب مخصصة للصيد ولا يبحر منها الآن للصيد سوى 200 فقط. وأشار إلى أن غالبية العاملين حالياً في قطاع الصيد من الهواة، وذلك بعد إلزام وجود النوخذة على ظهر قارب الصيد، مطالباً بضرورة وضع القوانين التي يعود نفعها على الصيادين المواطنين وذلك من خلال إتاحة الفرصة لمساعدي النوخذة العمل في البحر. وأكد أنه في معظم الوقت تصل أسعار بيع السمك إلى نسبة 100%، نتيجة قلة المعروض من الأسماك في الأسواق نتيجة عدم خروج الصيادين المواطنين إلى البحر، داعياً الجهات المعنية عامة ووزارة البيئة والمياه خاصة إلى الأخذ بيد الصياد المواطن من خلال توفير الدعم الكامل له لتمكينه من ممارسة مهنة الآباء والأجداد بكل سهولة ويسر من خلال إزالة المعوقات التي تعترض طريق عملهم. وأضاف ارحمة أن جمعية رأس الخيمة التعاونية لصيادي الأسماك أسهمت في خفض عدد كبير من مستلزمات الصيد بنسب تزيد على 25% منها الزيوت والخيوط وعدد من معدات الصيد التي أسهمت في توفير المصروفات على الصياد المواطن. ويعمل في مهنة الصيد في مختلف المناطق الساحلية في إمارة رأس الخيمة الموزعة على مرافئ المعيريض ورأس الخيمة والجزيرة الحمراء والرمس وغليلة وشعم والجير وخورخوير 2845 صياداً، منهم 1345 مواطناً و1491 غير مواطن يستخدمون 1375 زورقاً بحرياً ويقومون بصيد 12590 طناً من الأسماك سنوياً والتي تبلغ على مستوى الدولة 100 ألف طن سنوياً. وقال الصياد المواطن محمد إبراهيم سبيعان إن إلزام النوخذة المواطن بالخروج للبحر قلل من خروج كثير من الصيادين المواطنين للبحر بسبب كبر سنهم وبقيت منهم فئة قليلة، وما زال أبناؤهم يمارسون المهنة في أوقات إجازتهم الأسبوعية والسنوية، ما أسهم في انخفاض المعروض من الأسماك مقارنة بالسنوات الماضية، مضيفاً أن هروب 13 نوعاً من الأسماك من القاع إلى عمق البحر بسبب حرارة الطقس إضافة إلى الآثار السلبية التي خلفها المد الأحمر الذي ضرب سواحل الإمارة العام الحالي مما تسبب في نفوق عدد كبير من الأسماك وكذلك في شح عرض الأسماك المتنوعة التي كانت تزخر بها أسواق الإمارة. وأكد الصياد سيف سعيد منكوس من أم القيوين، أن موسم الصيف دائماً يشهد هجرة للأسماك إلى الأعماق، بحثاً عن البرودة، وبالتالي فإن الصياد يصعب عليه الخروج إلى البحر في ظل ارتفاع درجة الحرارة التي تصل أحياناً إلى 48 درجة مئوية. وأشار إلى أن الأسماك ترتفع أسعارها خلال فترة الصيف، نتيجة قلة المعروض، وكذلك ليتمكن الصياد من تغطية مصروفات المحروقات، والتي أصبحت تكاليفها مرتفعة بعد ارتفاع سعر البنزين وزيت المحرك. وقال إن الصياد يعاني كثيراً أثناء خروجه إلى البحر لمسافات طويلة، بحثاً عن الأسماك، التي تتجمع في الأماكن العميقة، لافتاً في حال عودة الصياد من البحر بكمية سمك قليلة، يضطر إلى عرضها بسعر مرتفع، من أجل تغطية خسائره. وقال المواطن محمد سعيد إن سبب ارتفاع الأسعار يعود حسب رأيه إلى احتكار الآسيويين، داعياً المواطنين إلى العمل بمهنة بيع السمك الذي يعد الغذاء الرئيس لسكان الإمارة. وقال سالم أحمد إن حرارة الجو وقلة المعروض أسهمتا في رفع أسعار بيع السمك في أسواق رأس الخيمة، حيث وصل ارتفاع الأسعار ما نسبته 25%، مقارنة بالأيام التي يكون فيها الطقس معتدلاً. وأيده محمد حسن الذي أكد أن ارتفاع أسعار الأسماك يعود إلى قلة المعروض، وذلك بسبب عدم توافر الأسماك في المياه الضحلة بسبب حرارة الطقس ونتيجة تداعيات المد الأحمر الذي ضرب سواحل الدولة عامة ومنها رأس الخيمة، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار طال أسماك الجش والقباب والكنعد والبياح مع عدم توافر كميات سمك الشعري بعد أن كان متوافراً في الفترة الماضية، متوقعاً عودة الأسماك الهاربة من حرارة الطقس إلى المياه الضحلة في أعقاب شهر رمضان المبارك. وحول تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الصيادين، قال الصياد إبراهيم حسن: “أنا أمارس مهنة الصيد طوال العام بعد تقاعدي منذ سنوات، ما عدا فصل الصيف حيث رفعت قاربي إلى الميناء، وحفظته من حرارة الشمس، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ولا أستطيع احتمال هذا الارتفاه، كما أنه يؤثر على صحتي، كما أن الوضع مشابه لدى عدد كبير من زملائي الذين يأخذون استراحة من البحر خلال فصل الصيف تجنباً لارتفاع الحرارة الشديدة”. وقال الصياد محمد سالمين إن ارتفاع الحرارة يلعب دوراً سلبياً في عملية صيد السمك، حيث يؤثر على الطرفين، ويؤدي إلى عزوف الصيادين عن البحر، كما يؤدي إلى هروب الأسماك من المياه المحلية، إلى الأعماق في عرض البحر بحثاً عن برودة المياه”. ولفت إلى أن عملية الصيد طوال العام مريحة، “حيث كنا نخرج للصيد على مسيرة نصف ساعة أو أكثر قليلاً للصيد، أما في الصيف فإن الصيادين يقطعوا بقواربهم مسير ساعتين أو أكثر في عرض البحر للوصول إلى (محادق) الصيد”. هروب مؤقت وعبر الصياد علي محمد عن أمله في أن يشهد الشهر الحالي ومع حلول شهر رمضان المبارك عودة أكثر من عشرة أنواع من الأسماك السطحية إلى جانب نظيرتها القاعية التي تحظى بإقبال وطلب المستهلكين من المواطنين والمقيمين إلى دكات بيع السمك في أسواق رأس الخيمة، لافتاً إلى أن الأسماك التي تنتظر عودتها للأسواق هي المعروفة محلياً بأسماء (اليمام والقابض والقرفاء والجش والقباب والحمر والكوفر والضلع والفرو والبياح والصافي والقيشران والسنسكر)، إضافة إلى الروبيان (الجمبري) والقباقب (السلطعونات أو الكبوريا) والتي تحظى بطلب الجمهور ستعود مرة أخرى إلى دكات السمك بعد طول غياب. وفي السياق نفسه، أكد الدكتور سيف الغيص أستاذ الأحياء البحرية في جامعة الإمارات المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة أن منتصف شهر أغسطس وخلال شهري سبتمبر وأكتوبر تبدأ الأسماك في العودة إلى سواحل الدولة، عازياً ذلك إلى هبوب التيارات البحرية المعروفة باسم تيارات الصومال التي تجلب معها الأملاح التي تلعب دوراً رئيساً في غذاء الأسماك والكائنات البحرية التي تشهدها سواحل الخليج في هذه الفترة من كل عام. وأشار إلى أن سواحل الدولة تزخر بـ 400 نوع من الأسماك ويستهلك منها محلياً 200 نوع من الأسماك القاعية والمهاجرة فقط وهو ما يتم طرحه في الأسواق المحلية. أهالي الفجيرة: السمك الطبق الرئيس لوجبة السحور الساحل الشرقي (الاتحاد) - يعتمد مستهلكو الأسماك في الساحل الشرقي على السمك باعتباره المكون الرئيس لوجبة السحور خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن ارتفاع أسعار الأسماك يهدد هذا التقليد الممتد إلى عقود. وارتفعت أسعار السمك في مناطق الساحل الشرقي، الذي يضم 2606 صيادين، ويبلغ عدد وسائل الصيد في المنطقة 1673 وسيلة. وتعد هجرة أعداد هائلة من الأسماك إلى الأعماق البعيدة للبحر هرباً من حرارة الماء خلال فصل الصيف وبحثاً عن المياه الباردة من المؤثرات الطبيعية في شح كميات الأسماك وبالتالي ارتفاع أسعارها. وقال المواطن عبدالرزاق عبدالله من الفجيرة: “نحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل، وللأسف أسعار السمك في ارتفاع ملحوظ، ما سيترتب عليه حرمان كثير من الأسر من تناول السمك على وجبة السحور كما هو متعارف عليه بين أهالي الساحل الشرقي”. وقال المواطن عبدالله اليماحي إن سعر الكيلوجرام من سمك الكوفر يتعدى 30 درهماً، علماً أن الكيلوجرام الواحد يعادل سمكة واحدة متوسطة الحجم، بمعنى أن الأسرة الكبيرة تحتاج إلى ثلاث أو أربع سمكات للوجبة، وبذلك يتعدى سعر الوجبة 120 درهماً، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على ميزانية الأسرة”. «البيئة»: الصيف يلقي بظلاله على كل أنواع الثروة السمكية الفجيرة (الاتحاد) - أكدت وزارة البيئة والمياه أن فصل الصيف يعتبر من أهم العوامل الطبيعية المؤثرة على الثروة السمكية، حيث يلقي بظلاله وتأثيراته السلبية على كل مفردات قطاع الثروة السمكية من حيث كميات الصيد، أو على نسبة العائد المادي للصيادين جراء عمليات الصيد، ففي فصل الصيف تقل كميات الصيد من الأسماك، وذلك بسبب التغييرات المناخية والتغييرات الفيزيائية للمياه، حيث تكون المياه الضحلة القريبة من الساحل مناطق حارة طاردة للأسماك، فالأسماك في هذه الحالة تلجأ إلى المناطق البعيدة والتي تتميز ببرودتها. وذكرت وزارة البيئة أن ابتعاد الأسماك عن المناطق الحارة التي ترتفع فيها درجات الحرارة ينتج عنه انخفاض في جهد الصيد المبذول والموجه للأسماك وذلك لقلة رحلات الصيد التي يقوم بها الكثير من الصيادين، وهذا له آثاره الإيجابية على المخزون السمكي، إلا أنه له تأثير سلبي على الصيادين والمستهلكين، ففي هذا الموسم تقل وتندر الأسماك، الأمر الذي يؤدي إلى قلة العرض من الأسماك وارتفاع الأسعار. وبما أن مهنة الصيد تعتبر مهنة مواسم، أوضحت الوزارة أن الأسماك الموسمية أو كما يطلق عليها الأسماك المهاجرة التي توجد في مياه الدولة في فصل الشتاء هي الكنعد، الخباط، القرفا، الصداء، التبان والقباب، ولكون هذه الأسماك هي أسماك سطحية مهاجرة يتم اصطيادها بالشباك وتختلف هذه الشباك حسب نوع الأسماك المستهدفة، فهناك شباك العشاري، السباعي والتساعي وخلال فترة الصيف ونتيجة لارتفاع درجة حرارة مياه البحر فإن الأسماك تتوجه للمناطق الباردة ويكون جهد الصيد مركزاً في هذه الفترة على الأسماك القاعية إضافة إلى صيد العومة والبرية والذي يستمر طوال العام.
المصدر: الفجيرة، رأس الخيمة، أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©