الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقائق علمية حول التحلية الغذائية

حقائق علمية حول التحلية الغذائية
9 أكتوبر 2016 09:04
لكبيرة التونسي (أبوظبي) استخدام التحلية الصناعية تزايد على مدى السنوات الماضية، فكل من المستهلكين ومصنعي الأغذية يلجؤون إلى استخدام التحليات الصناعية في المأكولات والمشروبات، رغم أن الدراسات قد أثبتت وجود علاقة بين الاستهلاك المفرط للسكر الأبيض وتزايد الإصابة بمشاكل صحية كزيادة الوزن، السمنة، السكري، والسرطان، وأيضاً لها تأثير على صحة الأسنان. وتلقي أخصائية التغذية جنا هزيم من مركز «لايف لي»، الضوء على هذا الموضوع لمعرفة المزيد من الحقائق عن التحليات الصناعية، مؤكدة أنها تسبب العديد من الأمراض وعلى رأسها السكري والسمنة. توضح هزيم أن التحليات نوعان: المغذية وغير المغذية، مشيرة إلى أن التحليات المغذية تحتوي على الكربوهيدرات والطاقة (أي السعرات الحرارية)، وتتواجد طبيعياً وتشمل الفروكتوز «سكر الفاكهة» والسكروز «سكر المائدة»، عصير الفواكه، والعسل، كل منها يوفر 4 سعرات حرارية للجرام الواحد. ويرتبط الإفراط في تناول السكريات باستهلاك كمية عالية من السعرات الحرارية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السمنة، وداء السكري النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية. وهناك بعض التحليات المعروفة بـ«البوليولات» تسمى أيضاً باسم بدائل السكر مثل المانيتول، الإكسيليتول، والسوربيتول، هي أيضاً تحليات مغذية، ولكن نظراً لأن هذه التحليات لا يتم هضمها وامتصاصها كلياً في الجسم فهي توفر ما يقارب سعرتين حراريتين فقط للجرام الواحد. البوليولات لا تسبب تسوس الأسنان، فالإكسيليتول مثلاً «غالباً ما يستخدم في العلكة الخالية من السكر»، كما يمنع تزايد البكتيريا في الفم، وبالتالي يساعد على منع تسوس الأسنان. غير المغذية التحليات غير المغذية، المعروفة أيضاً باسم التحليات الصناعية أو بدائل السكر، وتحتوي هذه على كمية قليلة من السعرات الحرارية وحتى بعضها لا يمد بالطاقة نهائياً. وطعم هذه التحليات تفوق حلاوة سكر المائدة بآلاف المرات. وبعض التحليات الاصطناعية مثل الأسبارتام يحتوي على السعرات الحرارية، ولكن نظراً لأن كمية ضئيلة جداً منه تكفي لإضفاء حلاوة على المنتج فإن محتوى الطاقة منه لا يكاد يذكر. المحافظة على الوزن توضح هزيم أن التحليات الصناعية المستخدمة في الطبخ، أو التي يتم إضافتها على المشروبات توفر الطعم الحلو «مذاق السكر» من دون السعرات الحرارية، مشيرة إلى أن الكثير من الأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن الزائد غير المرغوب فيه، أو الذين يسعون للحفاظ على وزنهم الحالي يميلون إلى استخدام التحليات الاصطناعية «الخالية من السعرات» بدلاً من السكر العادي «كل 1 ملعقة صغيرة من السكر - 5 جرام، تحتوي على 20 سعرة حرارية» لتقليص عدد السعرات المستهلكة يومياً، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الانتشار الكبير لمرض السمنة يتزامن مع زيادة انتشار استخدام مواد التحلية الاصطناعية. ويشير الباحثون إلى عاملين رئيسين وراء النتائج التي توصلوا إليها: التحليات الصناعية، بسبب شدة حلاوتها، تجعلنا نميل إلى تناول الأطعمة الحلوة الطعم والاعتماد على السكر، فالإنسان بفطرته يفضل الطعم الحلو على الأطعمة ذات المذاق المختلف «المالح، الحامض، المر..»، كما أن التناول المتكرر للطعم الحلو يدرب أجسامنا على تفضيل هذه النكهة أكثر وأكثر، مما يجعلنا نستهلك المزيد من الأطعمة والمشروبات الحلوة، وبالتالي المزيد من السعرات الحرارية، كما أن تناول أطعمة حلوة الطعم من دون سعرات حرارية يفعّل جزئياً ما يسمى «foodreward pathway»، أو مسار المكافأة بالغذاء في الدماغ، هذا التفعيل الجزئي يدفعنا لتناول أطعمة أكثر، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة. مكافحة داء السكري تعتبر الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مواد التحلية الاصطناعية مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، ولكن هذه التحليات تبقى اصطناعية ولها تأثير على كيفية تعامل الجسم مع السكر، فعلى سبيل المثال: فإن دراسة جديدة أجريت على الفئران أشارت إلى أن التحليات الاصطناعية يمكنها رفع مستوى السكر في الدم من خلال إحداث تغيير جذري في تكوين الميكروبيوتا «البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي»، ولكن بالمقابل فإن نتائج الدراسات على الإنسان ليست نهائية، وهي في غالبيتها تشير إلى أن تأثير التحليات الاصطناعية لجهة رفع مستوى السكر في الدم يبقى أقل بكثير من تأثير السكر العادي. مخاوف الكل يعلم أن التغذية السليمة هي مفتاح النمو الطبيعي، لكن الاستهلاك اليومي للأطعمة والمشروبات الفقيرة بالوحدات الحرارية قد يؤثر على عدد الوحدات الحرارية الإجمالية وعلى توافر كل العناصر المغذية، خاصة أن البعض يعمد استبدال المشروبات ذات القيمة الغذائية العالية مثل الحليب قليل الدسم والزبادي والعصائر الطازجة بالمشروبات غير المغذية، هذا التغيير اللاصحي قد يزيد من مخاطر سوء التغذية والهزال خاصة عند الأطفال. لذلك فمن المستحسن دائماً استشارة اختصاصي التغذية للمساعدة على اتباع نظام متوازن يلبِّي الحاجات الغذائية اليومية. عند الطهي تحت درجات حرارة عالية، قد تتعرض بعض التحليات الصناعية لتغيرات كيميائية تؤدي إلى إحداث تغيير في طعم وصفات المنتج، لذا ينصح بقراءة الملصق قبل استخدام المحلي الاصطناعي، كما لا يسمح للأشخاص الذين يعانون من مرض الفينيلكيتونوريا (PKU)، وهو مرض وراثي نادر يتمثل بعدم القدرة على استقلاب الأحماض الأمينية «الفنيل ألانين» في الجسم. وتشير أخصائية التغذية جنا هزيم أنه على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء وأكثر الدراسات المنشورة تؤيد سلامة استخدام التحليات الاصطناعية، وأنه حتى الآن لا وجود لأدلة علمية قاطعة تشجع أو تنهي عن استخدامها بشكل منتظم. لذلك، ولصحة أفضل، ينصح باستهلاك كميات محدودة جداً من كل من السكر الأبيض والتحليات الصناعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©