السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مذيعون: لا توجد حرية للإعلاميين للتعبير في شبكات التواصل الاجتماعي

مذيعون: لا توجد حرية للإعلاميين للتعبير في شبكات التواصل الاجتماعي
21 مايو 2011 22:49
لم تطل حمى شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد العديد من النجوم الإعلاميين في القنوات الفضائية والصحف العربية. ولم يكن السؤال عن تحديد هويتهم في العالم الافتراضي من خلال أكثر مواقع التواصل الاجتماعي التي يركزون نشاطهم وتواصلهم فيها، سوى إحراج ضاحك لاضطرارهم لكشف غيابهم عن تلك الشبكات و”جهلهم” بها، خلال منتدى الإعلام العربي الذي شاركوا فيه ودارت جميع جلساته عن قطبي الإعلام “الجديد” و”التقليدي” وفق ما تمت تسميته. وبالنسبة لآخرين، فإن أناملهم التي لم تهدأ على لوحة أزرار الهاتف النقال حتى خلال الجلسات التي شاركوا فيها كمتحدثين، وارتسام انفعالاتهم في سياق يخرج عن مجريات النقاش، يُفصح عن “إدمان للإعلام الجديد” خصوصاً موقع “تويتر” أو “تغريد”، الذي لا يخرق استخدامه بالنسبة لهم شيئاً من الخصوصية التي يودون الحفاظ عليها. وفي الوقت الذي تلعب فيه أدوات الإعلام الجديد دور المنبر الحر بالنسبة لشباب العالم العربي في ظل الثورات الحاصلة فيه، لا يجد بعض الإعلاميين أن العالم الافتراضي يمكن أن يعطيهم مساحة من الحرية بعيداً عن خط المؤسسة الإعلامية التي يمثلونها. وهم الحرية “الافتراضية” وتقول أوكتافيا نصر مقدمة البرامج السابقة على قناة CNN ومديرة شركة “جسور” الإعلامية إنها من دون شك واحدة من رواد الإعلام الجديد. فهي ناشطة على موقع تويتر طوال النهار، في حين وصل عدد أصدقائها على الفيسبوك إلى 5000. وتؤكد نصر أن النشاط على تلك المواقع لا يعني على الإطلاق أن للإعلامي حرية التعبير عن رأيه بمنأى عن محيط عمله، ومن يعتقد غير ذلك فهو بالتأكيد واهم بحسب رأيها. وتبقي نصر حسابها على تويتر مفتوحاً بشكل دائم، حتى خلال فترة العمل، إذ بعد كل 3 ساعات عمل تعود إلى مكتبها الافتراضي للتواصل واللحاق بما فاتها، إلا أن العمل بحدّ ذاته هو مصدر أساسي لما تصدّره إلى التابعين لها على تويتر، فإذا وقعت على خبر ما، أو سمعت بشيء ما تسارع إلى نشره على صفحتها. ولا ترى نصر مانعاً من إضافة كل من يرسل لها طلباً بإضافته إلى لائحتها كصديق، مشيرة إلى أنها تجيب عن معظم الأسئلة التي تردها من تلك اللائحة، إلا تلك الرسائل السلبية التي تتضمن شتماً وسباباً فتتجاهلها تماماً. تخلف مخجل وبالنسبة لمحمد كريشان المذيع بقناة الجزيرة، فيعتقد مازحاً أن إدارة الفيسبوك قد أغلقت حسابه الذي فتحه منذ عام ولم يعد إليه مطلقاً، في حين أنه لم ير بعد ملامح موقع تويتر، واعتبر أن ذلك “تخلف مخجل” يجب الخروج منه والانفتاح على قنوات العالم الافتراضي والتواصل، وعزا عزوفه عن هذه الشبكات إلى الوقت الكبير الذي تستهلكه، معتبراً أنها تحتاج من الإعلامي إلى أخذ إجازة لكي يتمكن من إطلاق صفة الناشط على نفسه. وقال إنه يكفيه بصراحة الشعور بأنه مقصّر في متابعة الأخبار والمطالعة، فلن يجعل تلك المواقع تأخذ المزيد من وقته. ورأى أنه لا بد له من أن يتدارك أمره قريباً، أولاً من باب الفضول الصحفي، وثانياً خجلاً من أبنائه الذين يهزأون منه لابتعاده عن تلك المواقع. أما الإعلامي جورج قرداحي، فإنه بشكل عام يستعين بالإنترنت لأهداف البحث والمعرفة، أما مواقع التواصل الاجتماعي فلا تعنيه على الإطلاق، معتبراً نفسه “متأخراً” في هذا المجال من دون وجود أي نية أو دافع للتراجع عن ذلك ورمي النفس في أحضان شبكات التواصل الاجتماعي. “أنا فضيحة” تقول راغدة ضرغام، فقد سجلت على موقعي فيسبوك وتويتر، إلا أن النشاط الوحيد الذي تقوم به هو تعليق مقالتها الأسبوعية في صحيفة الحياة على فيسبوك، في حين أنها لم تقرر بعد دخول مجال تويتر، بالإضافة إلى كونها بطيئة في الطباعة باللغة العربية بشكل لا يساعدها في تعزيز نشاطها. لكن ما يشجع ضرغام ويحفزها على ضرورة تكثيف نشاطها، أنها وجدت الكثير من الزملاء الإعلاميين الذين استفادوا مهنياً من تلك المواقع وأغنوا كتاباتهم من خلال التواصل المستمر مع عدد هائل من الأشخاص. وينحاز زافين قيومجيان مقدم برنامج “سيرة وانفتحت” على قناة المستقبل اللبنانية إلى موقع تويتر الذي يجسّد هويته في العالم الافتراضي منذ اندلاع الثورة المصرية. ويؤكد أنه يمكن للإعلامي نشر رأي مخالف لسياسة المحطة، إذا أراد التعجيل باستقالته! ولفت إلى أنه يحمي نفسه من تلك المشاكل من خلال الابتعاد عن زواريب السياسة اللبنانية. أما بالنسبة للفيسبوك، فيرى زافين أنه اصبح جزء من العمل، كونه كان من اوائل الإعلاميين الذين استخدموا الفيسبوك لخدمة البرنامج ومشاهديه، وبالتالي فإن أصدقاءه في الحياة لا يشكلون سوى 10% من لائحة أصدقاء مفترضين يصل عددهم إلى ما يزيد على 7 آلاف، ويؤكد أن التواصل على تويتر بشكل خاص أصبح جزءاً من يومياته التي لا يمكنه الاستغناء عنها. ناشط مقصّر أما طالب كنعان، الإعلامي في قناة العربية، فيجد أنه ليس للمؤسسة الإعلامية التي يعمل فيها أي تأثير أو سيطرة مباشرة أو غير مباشرة على رأيه المعلن على المواقع الإلكترونية، أما المواقف السياسية، فهو أمر آخر ومعقّد وخصوصاً إذا كان يخالف توجهاتها. ويعتقد أن القناة يحق لها محاسبة الإعلامي خلال عمله على الهواء وليس على موقعه الخاص على شبكات التواصل الاجتماعي، وأكد أنه والقناة يتقبلان النقد بكل صدر رحب، على أساس أن تحمّل النقد والبدء بنقد الذات أولى الطرق المؤدية إلى المعرفة. ووصف كنعان نفسه بـ”الناشط المقصّر” على موقع فيسبوك، معتبراً نفسه ما يزال يتبع إلى حد ما النمط التقليدي أي الإعلام المرئي من خلال برنامجه “حوار العرب”، لافتا إلى أنه يفكر في تكثيف نشاطه كـ”مغرّد” وعلى الفيسبوك. وقال إنه يتواصل مع الأصدقاء والمجموعات التي تطرح عليه أسئلة وتطلب رأيه السياسي في قضية ما، أو تطرح ملاحظاتها قبيل البرنامج وبعده، إلا أنه يعترف بتقصيره في التركيز على هذه المواقع لعدم وجود وقت متاح لذلك، إذ إنه يفضل خلال أوقات الفراغ المطالعة أو الراحة التامة. ولا يخصص مجدي الجلاد أكثر من نصف ساعة في اليوم على موقعي تويتر وفيسبوك، كما أنه انتقائي بالنسبة للائحة الأصدقاء، ولا يضيف إلا من يود فعلاً معرفة آرائهم وتعليقاتهم في مختلف المجالات. ويؤكد الجلاد أن تراكم الوعي السياسي لدى المجتمع والذي لعب فيه الإعلام دوراً مهماً طوال العقود الماضية، أدى إلى اندلاع ثورة 25 يناير وليس شبكات التواصل الاجتماعي. ورأى أن الرصاصة الأخيرة في تلك المسيرة أطلقتها شبكات التواصل، والتي يراها مولودا طبيعيا جاء من رحم حركة سياسية وإعلامية طويلة سابقة. وساق الجلاد مثالاً على ذلك وهو أن محاكمة بعض المسؤولين المصريين السابقين بالنسبة لقضية الغاز المصري، لم تأت بشكل ارتجالي فالإعلام المصري هو الذي حرك تلك القضايا في وقت سابق.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©