الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مغاسل الملابس.. أمراض حساسية ووجع قلب وكلى

مغاسل الملابس.. أمراض حساسية ووجع قلب وكلى
2 يونيو 2014 12:50
يدفع ضيق الوقت ونمط الحياة العصرية الناس إلى ائتمان محال الغسيل على ملابسهم وأغطيتهم، وصحتهم، لتصبح هذه المهنة رائجة يختلط فيها الملتزم بقانون الصحة بالمهمل. وفي المغاسل، تتمازج الأزياء والألوان مثلما تتمازج الأمراض. فملابس الصحيح قد تتعانق مع ملابس المريض في دورات الغسالة، لتخرج ومظهرها نظيف خال من الأوساخ، لكنها ملوثة بجراثيم تلقي بصاحبها في عيادات الأطباء. ويعتقد كثيرون أن الماء الحار يجُبّ ما قبله، وهو اعتقاد قد يصح مع بعض الفطريات، لكنه لا يجدي نفعاً مع جميعها. تحقيق: منى الحمودي يتزايد اعتماد كثيرين على محال الغسيل والكي لتنظيف ملابسهم، حيث تستقبل هذه المحال آلافاً من قطع الملابس يومياً، وسط تأكيدات الزبائن بأنهم يريدونها «مغسولة مكوية» في أسرع وقت. ويهتم أشخاص بمستوى النظافة في تلك المحال وأسلوب الغسيل والكي المتبع فيها، ويغفل آخرون عن ذلك، معتبرين أن الغسيل والكي يقضيان على أي جراثيم. ويشدد متعاملون مع هذه المحال على أهمية عدم خلط الملابس، وغسل ملابس كل شخص على حدة، واضعين معياراً يقول: إن لجوء أي محل إلى كتابة أسماء أو رموز على ياقات الملابس أو طياتها يعني أنه يخلط الملابس ببعضها ولا يراعي فرزها بحسب صاحبها. ورغم جهود التفتيش والرقابة، فإن هناك محال لا تكترث لشروط الصحة والسلامة، وتغسل الملابس في بيئة تفتقر لأساسيات النظافة، مع ما يعنيه ذلك من انتقال الأمراض الجلدية وغيرها. ولا يخلو شارع في الدولة من محل لغسيل الملابس، بل هُناك محال غسيل في الشارع ذاته، وهو ما يخلق تساؤلات عن مدى التزامها بشروط النظافة. ويقول عاطف صدقي إن هناك محال لا يهمها سوى الربح، لذلك تعمد إلى شراء أنواع رديئة من المنظفات، والحملات الرقابية التي تنفذها الجهات المختصة تسهم في انخفاض المخالفات، وتزيد التزام المغاسل بتطبيق شروط النظافة والمحافظة على الصحة العامة. كما تلعب الحملات دوراً في توعية الأفراد بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع المغاسل، واختيار الأفضل منها، مع الإبلاغ عن أي مغسلة مخالفة أو تفتقر لشروط النظافة والصحة. ويؤكد علي المزروعي أنه مضطر للتعامل مع المغاسل، لعدم وجود بديل، مشيراً إلى أنه دائم التخوف من أساليب الغسيل التي تتبعها بعض المحال. وقال إن هناك مغاسل ملابس على مستوى عالٍ من الاهتمام والنظافة، ويعود ذلك للإشراف المباشر من مالكها على العمال، أما البقية فيقتصر دور صاحب المغسلة على فتح الرخصة من دون الاكتراث بجودة العمل. ويشير إلى أن المغاسل النظيفة «عملة نادرة»، لا يتم الوصول إليها بسهولة، إلا عبر ترويج من الأصدقاء والمعارف عقب تجربتهم لها. ثقة مفقودة وتؤكد مها علي أنها فقدت الثقة نهائياً بجميع مغاسل الملابس، فلم تعد تتعامل معها، حيث إن العاملين في تلك المحال يعمدون إلى كتابة أسماء أو رموز وأرقام على ياقات ملابسها، مما يتسبب في تغير ألوانها وتلفها، وأنه يتم خلطها مع ملابس آخرين، وهو ما يجعل تلك المغاسل بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم، وخلط الملابس أثناء الغسيل يهدف إلى توفير المصروفات من كهرباء وماء ومواد تنظيف. ويطالب عبدالله المانعي وضع ضوابط ولوائح لجميع مغاسل الملابس بالدولة، بحيث لا تقتصر على حجم المحل وديكوره، بل تشمل نوعية المواد التي يتم استخدامها، وطريقة غسيل الملابس، وتشديد الرقابة على خلط الملابس. وأوضح أن هناك مغاسل تسعى إلى الكسب المالي من دون الاهتمام بنوعية المواد المستخدمة أو مدى تأثيرها السلبي على الإنسان، كما أن بعض المحال يهتم بواجهة المحل وديكوراته أكثر من نظافة الآلات وجودتها، ولا بد من قيود ورقابة صارمة على هذه المحال، وأن يتعاون المتعاملون مع المغاسل مع الجهات المختصة بالإبلاغ عن أي مخالفة. مغاسل تؤكد التزامها ومع استحالة العثور على مغسلة يعترف العاملون فيها بمخالفاتهم، فإن الكل يؤكد التزامه بالشروط الصحية، والحرص على النظافة وعدم خلط الملابس. ويؤكد مامو، وهو عامل في إحدى المغاسل، أنه ملتزم بغسل ملابس كل شخص على حدة، وأن الغسالات جميعها إلكترونية، تقوم وحدها باستخدام مياه جديدة في كل غسلة. كما أن هناك غسالات خاصة للستائر والأغطية وغيرها. وأكد أن من يقوم بخلط الملابس هو الذي يعمل على ترقيم هذه الملابس ووضع رموز لها حتى يسهل فرزها بعد عملية الغسيل. كما يشير شوكت إسلام، عامل في مغسلة، إلى أن مغسلة الملابس التي يمتلكها تخضع للرقابة من البلدية، وأنها حددت الاشتراطات والقوانين من أجل تنظيم عملية الغسيل، وأن المحال التي تخلط الملابس لا تراعي صحة الناس وسلامتهم. ويوضح أن الخاسر الأكبر من خلط الملابس وعدم الاهتمام بالنظافة هو محل غسل الملابس نفسه، فهو من سيخسر زبائنه. فالزبون عندما يشعر بأن ملابسه تختلط بملابس آخرين يحجم عن التعامل مع المغسلة. وقالت إن الغسل الحراري للملابس يحد من انتقال الفطريات، إضافة إلى عملية الكي والتي تسهم أيضاً في القضاء على الفطريات والبكتيريا. وتضيف أن خلط الملابس في الغسيل قد يتسبب في حساسية الشخص من المواد التي اختلطت مع ملابسه مثل الزيوت والمواد الكيماوية والدم، كما أن استخدام منظفات ذات جودة رديئة أو عدم تنظيف الملابس جيداً من المواد الكيميائية يزيد فرص الإصابة بالحساسية. وتلفت إلى أن من يتعرضون لهذه المواد يصابون بالحساسية بشكل مفاجئ، ويتحول لون الجلد إلى الاحمرار، ثم يبدأون حك الجلد بعد إفراز الجسم مادة الهستامين المسببة لأعراض الحساسية. وتثبت دراسات حديثة منشورة أن خلط الملابس يزيد فرص انتقال أمراض جلدية مع أمراض العدوى البكتيرية والأجهزة التناسلية والعيون وغيرها. كما تذكر دراسة أخرى لمركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة المغربية أن استعمال مادة «البيركلور إيثيلين» في تنظيف الملابس، يتسبب في السرطان، والقصور الكلوي، وأمراض القلب، ومشاكل في التنفس وغيرها. معايير واشتراطات ملزمة فيما يخص شروط المغسلة من ناحية الموقع والمدخل، فيجب أن يكون بعيداً على الأقل 5 أمتار عن أي نشاط للأطعمة، وأن يتوافق تصميم الديكور الخارجي مع التصميم الصادر من بلدية مدينة أبوظبي، ولا تسبب المعدات الخارجية ضوضاء أو تحجز المشاة أو تقلل جودة الهواء وأن يكون في المغسلة مخارج ومسارات طوارئ خالية من العوائق وبها علامات واضحة إضافة إلى ضرورة الالتزام بقوانين ولوائح الدفاع المدني، والحد الأدنى لمساحة المحل: غسيل كامل (يتضمن الاستلام) - 40 متراً مربعاً، وكي فقط (يتضمن الاستلام، من دون غسيل) 30 متراً مربعاً، والاستلام والتوزيع فقط - 20 متراً مربعاً، ويجب أن تقسم المغسلة إلى منطقة استقبال وكي وطي الملابس مع وجود علّاقة للتجفيف، إضافة إلى أن علاقات الملابس يجب ألا تكون مصنوعة من مواد تتعرض للصدأ، وأن تكون الخدمة المتنقلة مجهزة بمركبات تفصل بين الغسيل المتسخ والنظيف. ويجب أن تكون الآليات والمعدات بشروط معينة وسهلة الاستخدام مع وجود نظام السلامة من الحرائق ومكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى نظافة المغسلة وتوفير مكان مناسب للغسيل للمحافظة على نظافته بتغليفه أو وضعه في حاويات نظيفة، وأن يكون المخزن جيد التهوية ومنفصلاً، مع مراعاة توفير أرفف مناسبة لمواد التنظيف والكيماويات والتركيبات، وأن تكون الكاونترات مناسبة ونظيفة وتلبي احتياجات الزبائن وذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تكون الجدران والأرضيات غير مسامية ومشيدة بحيث يسهل تنظيفها ومنحدرة بصورة متساوية لتقوم بالتصريف من دون تكوين تجمع مياه، والأسقف نظيفة وخالية من القشور والبقع والشقوق، وأن تكون التهوية جيدة ومناسبة للتخلص من الحرارة والروائح والجسيمات المتطايرة. وبالنسبة للأنظمة الكهربائية، يجب أن تتوافق كل الكوابل والأنابيب والممرات مع المعايير واللوائح المعترف بها ويجب إخفاؤها في الجدران أو السقوف، وأن تتوفر إضاءة جيدة وكافية، وأن تكون إمدادات المياه قابلة للإغلاق ومعزولة بصورة جيدة بمواد مناسبة، ويجب أن تكون المياه المستخدمة في التشغيل من مزود خدمة محلي معتمد أو من مصدر آمن معتمد ومؤكد بأنه مناسب للاستخدام المنزلي مع مراعاة أن تكون الخزانات بعيدة من المصادر المحتملة للتلوث مثل المجاري. وتحظر الاشتراطات التدخين تماماً في أي مكان بالمحل، إضافة إلى عدم تناول أو تحضير الأكل بالمحل. وبالنسبة للعاملين يجب أن يكونوا مدربين بصورة جيدة لتجنب المخاطر المهنية، واحترام التقاليد، والاهتمام بالنظافة الشخصية للعمال. المغاسل بيئة خصبة لانتقال الأمراض الجلدية تؤكد الدكتورة مريم سعيد استشارية الأمراض الجلدية أن المغاسل بيئة خصبة لانتقال الأمراض الجلدية، وأن عدم الاهتمام بطريقة غسل الملابس يتسبب في نقل الأمراض، مشيرة إلى أن خلط ملابس شخص سليم بملابس مصاب بأمراض جلدية أو فطريات يتسبب في انتقال العدوى، خصوصاً إذا كان الماء المستخدم في الغسيل بارداً. وقالت إن الغسل الحراري للملابس يحد من انتقال الفطريات، إضافة إلى عملية الكي والتي تسهم أيضاً في القضاء على الفطريات والبكتيريا. وتضيف أن خلط الملابس في الغسيل قد يتسبب في حساسية الشخص من المواد التي اختلطت مع ملابسه مثل الزيوت والمواد الكيماوية والدم، كما أن استخدام منظفات ذات جودة رديئة أو عدم تنظيف الملابس جيداً من المواد الكيميائية يزيد فرص الإصابة بالحساسية. وتلفت إلى أن من يتعرضون لهذه المواد يصابون بالحساسية بشكل مفاجئ، ويتحول لون الجلد إلى الاحمرار، ثم يبدأون حك الجلد بعد إفراز الجسم مادة الهستامين المسببة لأعراض الحساسية. وتثبت دراسات حديثة منشورة أن خلط الملابس يزيد فرص انتقال أمراض جلدية مع أمراض العدوى البكتيرية والأجهزة التناسلية والعيون وغيرها. كما تذكر دراسة أخرى لمركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة المغربية أن استعمال مادة «البيركلور إيثيلين» في تنظيف الملابس، يتسبب في السرطان، والقصور الكلوي، وأمراض القلب، ومشاكل في التنفس وغيرها. 95 مخالفة دون إغلاق خلال 2014 تبذل بلدية أبوظبي جهداً مضاعفاً لضمان التزام 1050 مغسلة ملابس بالشروط الصحية، انطلاقاً من حرصها على صحة وسلامة المجتمع وأفراده، والقضاء على جميع المخالفات عبر حملات رقابة وتوعية مستمرة. ويؤكد خليفة الرميثي مدير إدارة الصحة العامة بالبلدية أن في أبوظبي 648 محلاً لغسيل وكي الملابس، و6 للغسيل فقط، و374 للكي، و7 لغسل السجاد وتنظيفه، و15 لغسيل الملابس وكيها وغسل السجاد وتنظيفه، وأن القانون يفرض على مالك الرخصة الالتزام بنوع النشاط المثبت فيها، فمالك رخصة محل كي ملابس لا يسمح له بغسيلها. وأشار إلى الجهود التي تبذلها إدارة الصحة العامة من أجل منع المخالفات، فلم يشهد العام الماضي إغلاق أي مغسلة، ولكن حررت الفرق التفتيشية 95 مخالفة متنوعة منها عدم النظافة أو مخالفات متعلقة بصيانة المحل، ووضع الملابس على الأرض مما يجعلها عرضة للتلوث، ومخالفة ترك المياه تتسرب للشوارع العامة. ويضيف أنه في حال تكرار هذه المخالفات، يتم إحالة المغســلة المخالفة للمحكمة، ما يؤدي إلى إغلاقها بشكل مؤقت، أو دائم حسب نوع المخالفة. ويوضح أن إدارة الصحة العامة في بلدية أبوظبي تحرص على تحقيق المعيار الأعلى للصحة، من خلال التشديد على التزام المنشآت بقواعد النظافة العامة، عن طريق وضع آلية للرقابة على هذه المنشآت، وخطط مدروسة لحملات الرقابة والتفتيش، للتأكد من التزامها بالاشتراطات، عبر فريق من المفتشين الذين يخضعون لثلاث دورات تخصصية سنوياً ضمن برنامج تدريبي لرفع كفاءتهم. وقال إن الرقابة على مغاسل الملابس مخططة من قبل مسؤول المفتشين الذي يتولى توزيعهم بحسب المناطق الجغرافية داخل أبوظبي وخارجها، ويكون التفتيش بشكل دوري، بحيث تتم زيارة المنشأة مرة كل شهر. وإذا كانت هناك ملاحظات أو عدم تطبيق لبعض الاشتراطات الصحية، تتضاعف أعداد الزيارات حيث يتم إنذار المنشأة ومراجعتها، للتأكد من إزالة أسباب الإنذار. وإذا أنذرت المنشأة أكثر من مرتين، تحرر لها مخالفة وتحال إلى المحكمة. وأشار إلى أن المعايير والاشتراطات الواجب توافرها في مغسلة الملابس، هي تبدأ بالحصول على ترخيص وموافقات وخدمات أعمال تجارية من السلطات المختصة مثل شركة أبوظبي للتوزيع، وخدمة الكهرباء والمياه، وبلدية أبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، ودائرة التنمية الاقتصادية، وهيئة الصحة في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©