الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدايات الاستيطان في دولة الإمارات من العصر الحجري إلى ما بعد العصر الجليدي

بدايات الاستيطان في دولة الإمارات من العصر الحجري إلى ما بعد العصر الجليدي
27 نوفمبر 2008 01:32
يمكن تتبع بدايات الوجود البشري بدولة الامارات كجزء لا يتجزأ من منطقة الخليج العربي إبان عصور ما قبل التاريخ، منذ العصر الحجري القديم، وقد ارتبط توزيع أماكن الأستيطان البشري إبان تلك الحقبة بالمساحات الصالحة للسكن، وبالتغيرات التى عاصرتها الفترات المطيرة في الخليج والأراضي التي تقع في نطاقها، مما سمح بحياة مزدهرة، لذا نجد معظم الآثار التي خلفها الإنسان الأول من بقايا تعود إلى هذه الفترات، إلا أنه لم يوجد لها أثر في دولة الامارات، لكن في أعقاب العصر الجليدي الرابع أخذت الاحوال المناخية في الجزيرة العربية تتحول بالتدريج الى الظروف الصحراوية السائدة في الوقت الحالي، مما عرض القبائل للجفاف وبالتالى للهجرة إلى عمان والهلال الخصيب طلبا لحياة أفضل· الفينيقيين مروا بعمان والبحرين والاحساء، وخلفوا وراءهم آثارا مازالت تدل على تواجدهم بها، وكذلك الإسكندر الأكبر عندما دخل اسطوله الخليج في عام 324 ق·م· مستوطنات ومجتمعات لقد تمكنت بعثة الآثار الدانماركية بين عامي 1971 ـ 1958م، من كشف اثنين وسبعين موقعا أثريا من ضمنها أبراج ومدافن أثرية مبنية من الاحجار، تنتشر في أماكن مختلفة من الدولة، بالاضافة الى انقاض مستوطنات كانت آهلة بالسكان، على شكل تلال متباينة الارتفاع والأشكال، ترجع لفترات زمنية مختلفة، أقدمها يرجع الى عصر جمدة نصر بوادي الرافدين، في حدود الألف الرابع ق·م· ولا شك أن وجود أعداد كبيرة من المدافن، بدولة الامارات العربية المتحدة، يدل على وجود مجتمع خاص، مارس حياة خاصة به، على أنه يجب ان لا نغفل ما كان للطرق التجارية التي تربطه بالعالم الخارجي من أثر كبير· مكتشفات الألف الأول كانت الامارات محطة تجارية للقوافل البحرية الوافدة من وادي الرافدين، حيث كانت تسير بمحاذاة الساحل الغربي للخليج، لأنه أكثر ملاءمة للملاحة من الساحل الشرقي، ويدل على ذلك آثار جزيرة أم النار· ولقد تعددت المستوطنات البشرية، التى تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد في دولة الامارات، و خير دليل على ذلك مكتشفات ''بنت مسعود'' في العين بواحة البر، و''القصيص'' شمال شرق دبي، و''مليحة'' في الشارقة، و''الدور'' في شمال أم القيوين، و''مصفوت''، و''المنامة'' في عجمان، وجميعها يعود الى مرحلة الأف الأول ق·م· ولتحديد أصل الأقوام الذين سكنوا المستوطنات المذكورة سابقا، فإن كل ما يعرف عن حضارة أولئك الأقوام في تلك الفترة الزمنية، جاءت عن طريق اكتشاف المدافن وما احتوته من فخاريات· إن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترات التاريخية، يعد جزء من تاريخ عمان، فقد قال ''ابن خلدون'' فى مقدمته عن عمان ''أنها من ممالك جزيرة العرب، وهي إقليم سلطانى منفرد على بحر فارس من غربه مسافة شهر، شرقيها بحر فارس، وجنوبها بحر الهند، وغربها بلاد حضرموت، وشمالها البحرين، كثيرة النخل والفواكه وبها مغاص اللؤلؤ، سميت بعمان ابن قحطان أول من نزلها، بولاية أخيه يعرب وصارت بعد سيل العرم للأزد، وملك عمان من البحر ملوك فارس غير مرة· وهي كما يذكرها محمد عبداللطيف في كتابه ''تاريخ العراق القديم'' بأنها تمتد من شبه جزيرة قطر حتى بحر العرب، وهو القطاع الذي يشمل سلطنة عمان، بالإضافة لمشيخات دولة الامارات· وقد ذكرها ''المسعودي'' في كتابه ''مروج الذهب'' وقال عنها ''الاندلسي'' بأنها ''ثلاثون فرسخاً وصحار سوقها ومرساها فرسخ فرسخ''· وكانت عمان تتبع بلاد الفرس قبل سيل العرم، كما ورد في ''تحفة الاعيان بسيرة أهل عمان'' وخرجت قبائل الأزد منها الى مكة، وأرسلوا روادهم في النواحي يرتادون الأمكنة، حتى يقال إن أول من قدم عمان من الازد ''مالك بن فهم بن غانم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن حارث بن عبد الله بن مالك بن مضر بن الأزدي''، و كان نزوله بعد معركة مع الفرس في منطقة الجوف· وأطلق الأزد اسم عمان عليها، لأن منازلها كانت على واد لهم بمأرب يقال له عمان فشبهوها بها، أما الفرس فكانوا يطلقون عليها اسم مزود· ü باحث في تاريخ وحضارة الجزيرة العربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©