الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الشاشة الفضية تنبض بـ «قلب جنين»

الشاشة الفضية تنبض بـ «قلب جنين»
6 أغسطس 2010 23:44
عادت الشاشة الفضية إلى مدينة جنين بعد توقف دام 23 عاماً، في مؤشر على بداية جديدة لمدينة بالضفة الغربية كانت معقلاً للنشطاء المسلحين في أوج الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وبعد إغلاق سينما جنين وسط الأجواء القاتمة لعام 1987 أعيد افتتاحها أخيراً الليلة قبل الماضية بعرض فيلم (قلب جنين) وهو فيلم وثائقي كان حافزاً على تجديدها. ويروي الفيلم حكاية إسماعيل الخطيب الذي قتل الجنود الإسرائيليون ابنه بالرصاص عام 2005 حين تصوروا خطأ أن البندقية اللعبة التي كان يلعب بها حقيقية. وفي لفتة غير مألوفة تنم عن التسامح تبرع الأب المكلوم وقتها بأعضاء ابنه القتيل للمرضى الإسرائيليين. وقال المخرج الألماني ماركوس فيتر الذي أخرج الفيلم الوثائقي "أعدنا بناء السينما برسالة من إسماعيل مفادها: هناك أمل". وفاز فيلم (قلب جنين) بجوائز عديدة، من بينها جائزة أفضل فيلم تسجيلي في ألمانيا. ولكن فيتر قال إنه أدرك أنه لا توجد دار للسينما لعرض الفيلم في جنين نفسها. وقدمت الحكومة الألمانية 325 ألف يورو (428900 دولار) لتجديد دار السينما، فضلاً عن تبرعات من حكومة فياض ورجال أعمال فلسطينيين محليين. وعرض الفيلم أمام 500 متفرج في احتفال بإعادة افتتاح الدار، وهي علامة فارقة في التحول السلمي للشوارع التي كان القانون منعدماً فيها ذات يوم. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي كان بين الحضور "هذا يدل على تصميم أبناء شعبنا على الأمل وطي صفحة اليأس وفتح صفحة الأمل". وكانت الميليشيات المتنافسة تتجول في أنحاء جنين تستعرض أسلحتها خلال الأيام الصعبة من الانتفاضة الثانية التي بدأت عام 2000. وأطلق الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على جنين وقتها اسم "جنينجراد" على نسق لنينجراد في عهد السوفييت. وفي عام 2002 شهدت جنين واحدة من أشرس المعارك بين النشطاء الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية سقط خلالها عشرات القتلى من الجانبين. واليوم أصبحت جنين نموذجاً لسياسة دعمتها الولايات المتحدة ساعدت الفلسطينيين على تكوين قوة أمن محترفة مثل التي تحدثت عنها اتفاقات أوسلو المؤقتة للسلام الموقعة عام 1993. وعاد الصخب إلى البلدة التي يعيش بها 40 ألف نسمة وتستقطب زبائن من عرب إسرائيل. وحلت قوات الشرطة بزيها الأزرق الموحد محل المسلحين الذين كانت لهم اليد العليا في الشوارع. ويوجد في جنين حالياً قاعتان للعرض السينمائي، إحداهما مغطاة والأخرى مكشوفة، فضلاً عن شركة للإنتاج ومعهد للسينما ومكتبة رقمية للأفلام الموسيقية والكتب. واستعرض السينما أفلاماً روائية عربية وأجنبية في المستقبل. وقال جوتز لنجينتال ممثل ألمانيا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله "افتتاح هذه السينما حدث استثنائي. إنه يعكس المصالحة والسلام. ليس هناك أفضل من جنين لإظهار أن إحراز التقدم ممكن".
المصدر: جنين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©