الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نبراس الأصالة وعنوان التقاليد

نبراس الأصالة وعنوان التقاليد
21 يناير 2018 02:03
? إنَّ أصالة الإبل تظهر بشكل واضح في الميدان، سواء على مستوى المطية أو مالكها، والأصالة بمعناها التراثي تبدو في السبق والزين، والسمتان معاً تبرزان مكانة الإبل من حيث مواصفات الجمال والسرعة. ? إنَّ الهدف الرئيس من مهرجان سلطان بن زايد التراثي، يتمثل في تحقيق الأصالة والمحافظة على تقاليد ومفردات الموروث الشعبي المحلي. ? إنَّ التراث هو أصل ثقافة أي شعب، وأن مهرجان سلطان بن زايد التراثي، حافل بالتنوع والثراء على مستوى أجمل الإبل في مسابقة جمال الإبل الأصايل «المزاينات»، وأسرعها في السباقات، والنخبة من محبي التراث الذين يسعون جميعاً لإنجاح هذا العرس التراثي الوطني، والاحتفال الكبير الذي أصبح ملتقى للأجيال في سويحان. ? أصبح مهرجان سلطان بن زايد التراثي حدثاً تقليدياً كبيراً يسجل للتاريخ، إذ بات جسراً للتواصل الإنساني والثقافي بين ماضي الآباء والأجداد وتراثهم الثري وحاضر الأبناء ومواكبتهم أدوات العصر، وليس من قبيل المصادفة أن يحقق المهرجان هذه المكانة العالمية التي جاءته نتيجة تصميم وإرادة القائمين عليه، بأن يكون جسراً يربط الإمارات وشعبها بدول وشعوب العالم، جاذباً الانتباه الإقليمي والعالمي للإبل، ورافعاً مكانتها في الثقافة العربية، إذ استطاع المهرجان أن يفرض نفسه إقليمياً ودولياً، وارتقى ليصبح ظاهرةً تراثيةً ثقافيةً وسياحيةً واقتصاديةً تستحق الإشادة. ? نعتز باحتفالية مهرجان سلطان بن زايد التراثي في سويحان، كونها تجمع أبناء الدولة والمنطقة، من محبي رياضات الهجن، وما يصاحبها من فعاليات تراثية وثقافية ومجتمعية ورياضية وعادات وتقاليد أصيلة، تبعث على الفرح وتجديد لفرص التواصل والتفاعل بين أبناء الوطن الواحد، ومصدراً للفخر والاعتزاز بما تحقق على هذه الأرض الطيبة المعطاء من تلاحم اجتماعي في مجتمع بات نسيجه يشكل صورة مثلى مشهود لنجاحها وتميزها عربياً ودولياً وتستحق كل التقدير والإعجاب كونها تسهم في ترسيخ ثوابت الهوية الوطنية والموروث الشعبي لدى أبناء الدولة. ? نشيد بدور نادي تراث الإمارات في الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الوطنية، فما زال وبنجاح نوعي، يقوم بدور فاعل لإحياء مختلف الرياضات التراثية والتقاليد الشعبية، وتقديم الدعم والمساندة للشباب لنشر وتطوير الرياضات التراثية بمختلف أنواعها. ? منذ البداية، ومنذ كان نادي تراث الإمارات فكرة تتراءى في ذهني ملامحها، كانت دعوة الوالد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» للاهتمام بالتراث وإحيائه وبناء المستقبل، فكرة تلح علي أن تظهر مجسدة فاعلة في حيز الواقع والتطبيق، وكنت أرى مهمات هذا النادي تشمل تراث الإمارات كله، من الناحية الجغرافية بمعنى أن يشمل عمله كل بقعة من بقاع هذا الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه ومن أطرافه إلى أطرافه. ? إنَّ نشاط نادي تراث الإمارات قد برز بتفوق وظهرت آثاره واضحة جلية في مجال التطبيقات التراثية المحسوسة والخطاب الثقافي العقلاني المتوازن التي نشهدها حيَّة دون انقطاع منذ إنشائه، وهو أمر نفتخر به ونسعى لكي يستمر ويتعاظم كمّاً ونوعاً. ولا يعني أن اهتمام النادي سيكون مقتصراً على هذه النشاطات، وإنما نعني أنه يجب علينا زيادة جرعة التركيز والاهتمام بجوانب التراث الأخرى من شعر شعبي وحكايات شعبية وأمثال وحكم وموروث وما إليها. ? إنَّ الإنجازات الحضارية الكبيرة والرائدة المتحققة على أرض الإمارات، لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والعمرانية والمادية، إنما جانب العبقرية فيها يكمن في أهميتها على تحقيق المزاوجة النادرة بين روح وتراث وثقافة المجتمع وأدوات العصر على إبهارها التكنولوجي. ? أدعو أبناء الإمارات من الشباب إلى مزيد من الارتباط بروح الماضي المشرّف للأجداد، وإلى مزيد من الافتخار والارتباط بذاكرة الوطن الجماعية، لأن في كل هذا تحقيق للهوية الحضارية وتجسيد للانتماء الوطني والاجتماعي، وتأكيد على عراقة الأرض وأبناء هذه الأرض فوق ثرى دولة الإمارات العزيزة على قلوب أبنائها جميعاً. ? إنَّ التوقف كل عام والاحتفاء بالوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، يأتي من إيماننا المطلق جميعاً بأن الشيخ زايد قائد استثنائي ورمز شامخ وهو خالد في ذاكرة الأجيال. ? سوف يقف التاريخ طويلاً عند رحيل الشيخ زايد يوم التاسع عشر من رمضان عام 2004، رجل أحب الناس وأحبوه ومنح شعبه الكثير وكان «رحمه الله» مدرسة حقيقية بمعنى الكلمة تعلمنا منها الصبر والجلد والحب والاحترام والمثابرة والإخلاص في العمل والعدل والرحمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©