الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالحة عبيد: اهتمامي بالكتابة نابع من الرفقة الروحية التي جمعتني مع الكتب

صالحة عبيد: اهتمامي بالكتابة نابع من الرفقة الروحية التي جمعتني مع الكتب
21 مايو 2011 22:58
تعمل القاصة الشابة صالحة عبيد حسن حالياً على إصدار مجموعتها القصصية الثانية بعنوان “ساعي السعادة”، التي لم تختر بعد جهة أو مؤسسة ثقافية معينة لإصدارها. وكانت صالحة قد أصدرت العام الماضي باكورة أعمالها الأدبية وهي مجموعة قصصية بعنوان “زهايمر” صدرت عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقد تمت ترجمتها مؤخراً إلى اللغة الألمانية. وتعمل صالحة في الوقت ذاته على الانتهاء من اللمسات الأخيرة لمشروع آخر وهو إصدار كتاب بعنوان “عتبة المانوليا” (والمانوليا هي شجرة تنبت الزهر يسمى زهر المانوليا) يتضمن نصوصاً نثرية وكتابات مفتوحة وتأملات ذاتية، ويصدر قريباً ضمن منشورات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وتعتبر القاصة صالحة عبيد من الأصوات النسائية الواعدة التي تمتلك نزعة لغوية مختلفة وذات خصوصية تضعها في موقع متفرد في المشهد القصصي المحلي، كما أنها ترتحل من خلال كتاباتها إلى فضاءات ومناخات مدهشة، لا تتقاطع ولا تتشابه مع الأساليب والمواضيع المبثوثة في التجارب النسوية الجديدة أو على الأقل المتقاربة مع تجربتها زمنياً. “الاتحاد” التقت القاصة صالحة عبيد للتعرف إلى هواجسها الإبداعية ومرجعية الكتابة لديها وكذلك حول ميلها الواضح للسرد الغرائبي وتصديها للقصة القصيرة جداً، حيث أشارت إلى أن اهتمامها بالكتابة “نبع أصلاً من الصداقة الداخلية أو الرفقة الروحية التي جمعتني مبكراً مع الكتب، خصوصاً مع القصة ثم الرواية ثم مع الدواوين الشعرية”، وتضيف “هذه الكائنات الورقية الصغيرة دفعتني إلى إجراء حوار داخلي معها، ورأيت أن الحوار لن يكتمل إذا لم أقم شخصياً بالكتابة التي تتناغم وتنسجم وتتداخل مع تلك الحروف والكلمات والعبارات التي صادفتها وتعرفت إليها في صفحات الكتب”. وحول لجوئها للقصة المكثفة أو القصيرة جداً، قالت صالحة “هذا الميل للقصة المكثفة نابع من اهتمامي بالتفاصيل التي ألتقطها وأشعر بتأثيرها ولكن الآخرين لا يعيرونها اهتماماً، لأنهم ينظرون للأشياء من منظار شمولي وعام، ولذلك أشعر من خلال هذا التكنيك السردي أنني أصطاد هذه التفاصيل المشبعة بقيمتها الجمالية كي أقذفها بعد ذلك وبكل حضورها وتأثيرها وصدمتها نحو وعي القارئ”. وحول كتاب القصة العالميين والمعروفين التي اهتمت بهم وتواصلت مع تجاربهم، أشارت إلى أنها انجذبت كثيراً لروايات غابرييل غارسيا ماركيز لقدرته على إشراك القارئ في عوالمه الغريبة وتوريطه في منطقة سحرية آسرة ومغرية، كما تابعت في بداياتها روايات نجيب محفوظ التي تناولت زخم وإيقاع الحياة اليومية والشعبية، ولم تتجاهل رواياته أيضاً المشاعر والرغبات المخفية والمتوارية في دواخل الشخوص أو الكائنات المتأرجحة بين الواقع والخيال. وفي سؤال حول البيئة الممهدة التي احتوتها وورطتها في عوالم الكتابة، أشارت إلى أن والدها كان المشجع الأول لها ولشقيقاتها، حيث كان يشير عليهن باختيار موضوع معين في الصحف وإعادة نسخه وكتابته، وقالت إنها ومن خلال هذه الطريقة انجذبت للقصص التي تحدث حول العالم، خصوصاً في الصفحات الأخيرة من الجرائد، وهو ما دفعها بالتأكيد للارتباط والتواصل والانتباه لأهمية القصة وتأثيرها المعرفي والجمالي. وعن هيمنة الرواية على المشهد الثقافي والإغواءات التي أحدثتها لجلب الكتاب إليها بقصد أو من دونه، وعن رغبتها في الدخول إلى هذا الحقل الشائك والمثير في الوقت ذاته، قالت صالحة “لا شك أن الرواية باتت هي الغالبة الآن على خيارات القراء وأصبحت مسيطرة على المناخ الأدبي السائد حالياً، ولكنني لم أفكر حتى الآن للدخول في هذا الحقل الصعب والمغري أيضاً، لأن كتابة الرواية كما أراها تحتاج لتجربة حياتية ممتدة ومتشعبة، كما تحتاج لنفس طويل وإلى تفرغ ونضج على مستوى التكنيك والأسلوب، وكذلك على مستوى البحث والتقصي والاهتمام بالمعلومات التاريخية والاجتماعية المتعلقة بموضوع الرواية وبشخوصها أيضاً”. «غاردينيا» أَصَابِعُ الغاردِينيا النَازِفَةْ غُرِستْ فيْ عُقِرْ وِحدتيْ وقَدْ كُنتْ للتوِ قَدْ تَصالَحتُ والحَنينْ . . . فأهْدِيتهُ تلكَ البقْعَةْ الأخيرةَ المُعشِبَةْ عَلىْ جَسَدِ الَهزيمةْ . . . . ! أَصَابِعُ الغَارِدِينيا الحَادةْ ملأتْ هَوامشيْ بالنتوءْ القانِيةْ . . . وآنستنيْ بالنزيفّ فاغِرةً مِصّرَاعَيّ الذِكرىْ . . . . كَاشفَةً عَنْ تِلكَ المساحاتِ العظيمةَ مِنْ قِلّةْ الحيلةْ . . . ! «ناقوس الأمنيات» علىْ ناصية الريحْ يجثوْ عاصفٌ موجعْ يهدْ بصراخه عاتي الروح لا زلتُ أقرعنيْ على ذات النمط الحائر . . . وأبحث في نفسي عن ذلك الفرح الشجيْ لكن الرنين بروحي يأتي مشوهاً . . . والأنغام مكسورة . . . ولاشيء يُسمع لاشيء يُفقه إلا ذلك الطنين المفزع . . .
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©