الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أدباء يطالبون باستحداث مهرجان إماراتي ثقافي يطلق محلياً وعربياً في الصيف

أدباء يطالبون باستحداث مهرجان إماراتي ثقافي يطلق محلياً وعربياً في الصيف
6 أغسطس 2010 23:46
تشهد النشاطات الثقافية هذه الأيام توقفاً ملحوظاً يصاحبه ركود تام في إقامة الفعاليات بمختلف أنواعها، حيث يبتعد المبدعون عن إقامة معارضهم وأماسيهم الشعرية والأدبية خلال أشهر الصيف لأسباب عديدة يجدون فيها أن هذا التوقف له ما يبرره والذي يمكن أن نطلق عليه بـ»البيات الثقافي الصيفي». وفي هذا الإطار وضمن تساؤلاتنا عن أسباب انحسار هذا النشاط صيفاً استطلعت «الاتحاد» آراء الأدباء الذين تناولوا الموضع من عدة جوانب كما اكدوا على اهمية استحداث مهرجان إماراتي ثقافي يجمع الجديد والموروث على ان يطلق على المستويين المحلي والعربي خلال فترة الصيف. ارتباط موسمي ويقول القاص حارب الظاهري عضو مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات رئيس فرع الاتحاد في أبوظبي « أولاً لابد أن نؤكد أن جمهور اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع ابوظبي عادة يرتبط بالفعاليات الموسمية، ولهذا نجد أن موسم الصيف يكاد يكون نشاطه متوقفاً ماعدا نشاط جماعة الأدب، لأنه نشاط حر، متنوع، لا يعتمد على الجمهور بقدر اعتماده على النخبة الأدبية كونه قراءة تطبيقية في نصوص أعضاء الجماعة ويعقبها حوارات نقدية». ويضيف الظاهري «إن هذه الحالة ليست جديدة على واقع فعاليات اتحاد الكتّاب، وربما أستطيع القول من خلال التجربة الطويلة في هذا الحقل الثقافي إن هذا التوقف يعطي مجالاً واسعاً من التجديد الذهني وابتكار الأفكار الجديدة التي ستعتمد في نشاط الفصل المقبل. مشيرا في هذا الصدد بقوله «إننا نعدُّ لنشاطات استثنائية هذا العام من مثل استضافة أدباء من خارج الدولة وتفعيل التواصل والتبادل الثقافي بين فروع الاتحاد والمؤسسات الثقافية، والاتحادات العربية الخارجية، وسبق لنا في العام الماضي أن استضفنا أدباء من مصر رداً على استضافة كتّاب وأدباء الإمارات» مضيفا «ربما ننوي هذا العام تنظيم زيارة ثقافية إلى سوريا من أجل توثيق عرى العلاقات الثقافية». وأكد الظاهري أن فرع الاتحاد في أبوظبي يشتغل خلال هذه الفترة وبشكل حثيث على تمتين الروابط بين الفرع وأعضائه عبر مشروع لتوثيق الصلة كتبني نتاجاتهم الجديدة لاصدارها وتحفيزهم على العضوية. وأضاف «أن هناك اتجاها لدعوة جميع الأدباء الإماراتيين للمساهمة في برنامجنا الثقافي المقبل، وهذا جزء من واجبهم الإبداعي كي نستطيع أن نحاورهم بأعمال جديدة». أما من جانب المؤسسات الثقافية في أبوظبي فأشار حارب الظاهري لها بالقول «نحن نبادر سنوياً بالاتصال بمختلف المؤسسات الثقافية للتعاون من أجل إخراج الموسم الثقافي بالصورة المثلى أو المتميزة ونأمل في دورتنا المقبلة أن يكون التعاون على أشده وأكثر فاعلية». بيات صيفي غير محبب من جانبه قال القاص إبراهيم مبارك «إن هذا البيات الصيفي إذا أعقبه نشاط كبير ومتميز في شتائنا المقبل، فهو بيات محبب، ورائع ولكن إذا امتد البيات هذا إلى زمن ومساحة أكبر فهذا هو البيات الدائم وهو البيات غير المحبب وغير المرغوب فيه وهو مؤشر لمراجعة البرامج والنشاطات والفعاليات، ولابد من البحث عن الأفكار الجديدة والاستعانة بمن هم بعيداً عن الساحة الثقافية الذين يمتلكون أفكاراً جديدة». وحول هذه الأفكار الجديدة يقول مبارك «إن الذي يشتغل في الدائرة نفسها وبخاصة الثقافية هنا لابد أن تغيب عنه الأشياء الكثيرة، وربما يدله الآخرون الذين يقفون على بعد من الساحة الثقافية وهم في الآن نفسه متابعون للحراك الثقافي ونحن بالحقيقة نجد الكثير من الناس من يهتم بالثقافة وهم القادرون على أن يدلوك على مواطن الإضاءات لتفعيل النشاط الثقافي». واضاف «إنني هنا ربما أقترح أن يضاف إلى نشاطاتنا التراثية والفنية نشاطاً ثقافياً يختص بالشعر وبالتشكيل وبالموسيقى وأيضاً الندوات الثقافية وبهذا نخرج الأديب من عزلة هذا البيات الصيفي». وأكد «أننا يمكن أن نستغل مجموعة كبيرة من المسميات الكبرى في مشترك يضم مختلف المؤسسات الثقافية والحكومية المعنية لكي تصبح هذه المهرجانات تقليداً سنوياً يكبر باستمرار، ونموذجنا العربي منتدى «أصيلة» ومهرجان «المربد»، حيث يختلط التراث بالثقافة وبالفن والموسيقى وبالحرف، وهما مثال ذات دلالة قوية حتى لو توقفا، لذا أجد أن مهمة القائمين على الثقافة استحداث نموذج إماراتي ثقافي وموروثي لإطلاقه في الثقافة المحلية والعربية، خلال فصل الصيف وأجد أننا يجب أن نقر حقيقة أن هناك مدناً تصلح أن تطلق مهرجاناتها صيفاً وأخرى شتاء كونها تصلح لهذا دون ذاك» مؤكدا على ان «هنا مكمن الإبداع عندما نمزج الثقافة بالتراث وبالفنون في مهرجان إماراتي مئة بالمئة». ارتباطات عائلية من جهة اخرى يقول الشاعر والروائي الفلسطيني أنور الخطيب رئيس اللجنة الثقافية في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي «إن نشاط الاتحاد عادة ما يديره مجموعة من الأدباء الذين يعملون في مجال التدريس أو الوظائف العامة، وهؤلاء مرتبطون خلال الإجازة الصيفية مع عوائلهم بشكل استثنائي، طبيعي، وحتى المثقف الإماراتي نجده يرتبط بذات الروابط التي تستدعيه للسفر في كثير من الأحايين». ويضيف «ولكن هذا - بحسب تصوري - يجب ألا يمنع أن يمارس النشاط بشكل متواصل بطرق مختلفة بعيداً عن أسلوب المحاضر، كما تفعل جماعة الأدب في فرع اتحاد الأدباء على سبيل المثال، بالإضافة إلى نوادي القصة والشعر» ويقول «هذا الحديث يخص نشاط المؤسسات الثقافية ولكننا لو أردنا أن نتحدث عن النشاط الذاتي أو الفردي للأديب لوجدناه بعكس ذلك تماماً حيث يزداد اشتغال الأدباء ثقافياً وإبداعياً ونقدياً وقت الصيف وبعضهم ربما تقام لهم أمسيات خارج البلد، إذ أنني على سبيل المثال أحييت أمسية شعرية في مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان قبل أسبوع تماماً، وهذا جزء من نشاط ثقافي خاص يعني أن الأدب والأديب لا يمرا في البيات التقليدي المعروف». وأضاف «بتصوري أن مهمة الاتحادات والمؤسسات الثقافية في الإمارات يجب أن تبتكر أنشطة للصيف بالتنسيق مع المؤسسات التي تنظم مهرجانات الصيف على سبيل المثال مثل: معارض، رحلات، مهرجانات يجب أن يشرك فيها الأديب، الروائي، القاص والشاعر لتفعيل الدور الثقافي في هذه التجمعات الاجتماعية». وقال «إنني أود أن أطرح فكرة بسيطة وهي أن على المبدع في الإمارات أن يكون أكثر جرأة في التواصل مع المتلقي نظراً لخصوصية المكان هنا في الإمارات والخليج العربي بحيث يقترح نفسه في تجمعات او مهرجانات هي موجودة في الأصل، وما مهمته سوى أن يتواصل معهم ولكن مشكلة مثقفنا أنه ينتظر من يطرح عليه المشروعات الثقافية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©