الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ما حدث بعد ذلك» نص يمزج الواقعي بالفنتازي

«ما حدث بعد ذلك» نص يمزج الواقعي بالفنتازي
6 أغسطس 2010 23:47
صدر مؤخرا عن إصدارات الهيئة العربية للمسرح النص الأدبي لمسرحية «ما حدث بعد ذلك» الحائز جائزة المركز الأول في المسابقة المسرحية العربية – فئة نصوص الكبار لهذا العام للكاتب هلال بن سيف البادي من عمان، وذلك في أربع وثمانين صفحة من القطع الطولي. واللافت في هذا النص الأدبي هو «لعبة» الكتابة المسرحية التي يستخدمها الكاتب، إذ يمارس جمعا بين ما هو فانتازي في المسرح وبين ما هو واقعي تماما، ضمن تبادل أدوار وفي إطار حكاية واضحة ومتبلورة ليست عسيرة على أي تناول إخراجي خلاق، وذلك في الوقت نفسه الذي يحمل فيه النص الأدبي «ما حدث بعد ذلك» موقفا واضحا ومتبلورا من الواقع ومن العالم، هو موقف نقدي من كل ما يحيط بنا، لكنه ترميزي وليس بترميزي في الوقت نفسه. ومن باب التوصيف، يتكون العمل من أحد عشر فصلا تظهر فيها أربع عشرة شخصية مسرحية، ويبدأ-أي العمل- بمشهد افتتاحي بين ممثل وكاتب، حيث أقل ما يمكن أن يوصف به أنه مشهد ذكي وربما يكون هو الذي كافأ صاحبه بهذا الفوز. يمكن القول إن في المسرحية مسرحية أخرى لكن منطق البناء في النص يجعلهما عملا مسرحيا ببنية أدبية راسخة ومتماسكة. إذ المشهد ليس مجرد مشهد افتتاحي بل هو المشهد الذي تنبني عليه بقية المشاهد الأخرى وفي حال إسقاطه من العمل سوف يسقط العمل كله، وهذه ميزة «ما حدث بعد ذلك» هو أنه متماسك في بنيته وواضح في أفكاره وشخصياته التي قد يُؤخذ عليها أنها كثيرة على المسرح الراهن في المنطقة العربية ككل، أما أن من الممكن اختزالها أم لا على الخشبة فهذا أمر يعود لذكاء المخرج نفسه. كما أن هناك أمرا ينبغي الإشارة إليه وهو أن العمل يتيح لقارئ عادي أن يمارس نوعا من التخيل أثناء القراءة، إذ أن المؤلف البادي لا يضطهد المعنى، ولا يستخدم لغة مغرقة في شعريتها مع أن العمل مغرق في الترميز. واعتيادا، فإن من بين الكتب التي من الصعب أن يقدم المرء عرضا لها في صحافة أسبوعية أو يومية هي كتب النصوص الادبية المسرحية، فيكاد المتابع لا يجد نصا أدبيا مسرحيا واحدا يجري تقديم عرض صحفي له في الصحافة العربية خلال عام بأكمله. وعلى وجه الخصوص، ربما لأن النص الأدبي لم يجر إعادة تأويله من قبل مخرج مسرحي فيتاح له تدوير الكلام عليه بدلالة المشهد المسرحي القائم على الخشبة في فضاء مسرحي تمّ اقتراحه من قبل مخرج مسرحي هو ديكتاتور لا يحق لأحد التدخل في صناعته وتأويل النص من طرفه وكيفية تدويره له باتجاهات مختلفة حتى الكاتب نفسه، وهذا أمر لم يعد خلافيا في أي حركة مسرحية في عالم المسرح المحترف الراهن، حيث أصبح الكاتب بالنسبة للمخرج والعمل عنصرا آخر من عناصره عندما يكون على الخشبة كالممثل وصانع السينوغرافيا وسائر العاملين في الفنون المسرحية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©