6 أغسطس 2010 23:48
صدرت للشاعر العراقي علي شبيب الورد مجموعة شعرية جديدة حملت عنوان «ناطحات الخراب» وجاءت في ثمانين صفحة تضم قصيدة مطولة في مقاطع، وهي محاولة لقراءة موضوع الحرب بلغة تهكمية ساخرة. ويعلن الشاعر في «ناطحاته» أن «هذه الناطحات التي شهدنا تشييدها منذ خمسة وثلاثين عاما لم نرى منها سوى الوهم وبساطيل جند ممزقة، فوق سواتر ترابية». ويستعين الشاعر هنا بالذاكرة المثقلة بالحوادث الدموية، ويطلق العنان للأحداث المتشابكة في المشهد الجنوني للخراب، فتمارس هذه الأحداث حضورها الفاعل في اللحظة الشعرية الراهنة، أي لحظة ولادة النص، هاربة من زمانها ومكانها المبعثرين (هناك..أمس) في ذخيرة الوجدان الشخصي للشاعر.
وعن تقطير الوقائع ومزجها بما تراه العين النشطة من مشاهد يومية مملة ومكررة آلاف المرات، ينطق النص بما تحضره تلك الحوادث المخزونة ليقيم حوارا معها، حوار الرؤية الصافية غير المشوبة بغبار الوقائع، حيث لحظة المعاناة الحقيقية تبدأ مع الكتابة فتتم المعاينة المتألمة والمتأملة.
ومن بين القصائد القصيرة نختار من قصيدة «ذات صفعة» هذا المقطع:
ذات صفعة..
رَزَمَ يومَهُ في حسرة
اندلقت الساعات
تطهو اليأس
لعشّاق يتعاطون الذّكرى
بتواريخ تبكي أشجارا تمتهن الموت وقوفا.
قرّر..
أن يغتال الوقت
بقصيدة.
المصدر: دبي
عدد اليوم
