الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدباء رأس الخيمة يحتفون بثقافة المكان

11 فبراير 2006
رأس الخيمة ـ صبحي بحيري:
'التجارب الإبداعية التي تجسد ثقافة المكان' كان عنوان ندوة استضافها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برأس الخيمة هذا الأسبوع··· فعندما تقدم ثلاثة من المبدعين العرب بمشروعات كتب خلال العام الماضي إلى الاتحاد وجدوا مساندة وتشجيعا من القائمين على الاتحاد، بل إن جهات العمل التي يتبع لها المبدعون ساندت هذه الأفكار، وخلال الأسابيع القليلة الماضية خرجت إلى النور موسوعة عن الغوص واللؤلؤ في منطقة الخليج أعدها الباحث مصطفى هبرة، بينما قدم الباحث د· أزوشير عادل دليلا للمستثمرين في الأوراق المالية حمل عنوان 'الأسهم طريقك للثروة'، وقدم الشاعر عامر عبد الكريم ديوانه الأول 'حرائق الياسمين'·
وكانت الندوة التي عقدت على هامش تدشين الأعمال الثلاثة أكثر ثراء، وناقشت بعمق هموم الثقافة العربية في ظل العولمة، ومدى تأثير المكان في البناء الثقافي للإنسان، والآثار الإيجابية للتفاعل بين الشعوب وغيرها من القضايا· في البداية تحدث الكاتب والباحث نجيب الشامسي عن ثقافة المكان، وقال إن الإنسان وليد بيئته وأن ثقافة المكان تتشكل طبقاً للمعطيات البيئية، حيث يظهر ذلك جلياً في المجتمع الإماراتي خلال العقود الماضية من خلال التفاعل الحضاري بين الأخوة العرب الذين جاؤوا إلى البلاد وبين أبناء الوطن·
هجرة داخلية
وأضاف الشامسي: إن حقبتي السبعينات والثمانينات شهدت هجرة داخلية للعديد من المثقفين العرب الذين استطاعوا أن يؤثروا إيجاباً في المجتمع المحلي، وكانت هناك تجارب إبداعية متعددة في أكثر من موقع، واستطاع هؤلاء القادمون أن يحدثوا التفاعل بين الثقافة المحلية التي هي عربية أصيلة وبين تجاربهم في بلادهم، وازدهرت الحياة الثقافية رغم كل التحديات التي واجهتها في تلك الفترة، وأنا شخصياً كنت واحداً من الذين استفادوا من قدوم مثقفين وأكاديميين من البلاد الشقيقة إلى الإمارات في هذه الفترة، وحاجتنا اليوم إلى التفاعل الثقافي أكثر من ذي قبل في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع وهي تحديات لا تقتصر على مجتمع الإمارات فقط لكنها تشمل كل البلاد العربية· وأشار الشامسي إلى أن السلبية التي يمارسها المثقفون اليوم وضعت كل المجتمعات العربية أمام تحدي الاختراق، حيث باتت الثقافة الوافدة تهدد المجتمعات وبات المجتمع يعاني من 'أنيميا' ثقافية بعد أن تخلى المثقفون عن دورهم الريادي، ومارس بعضهم السلبية وباتت الساحة مرتعاً للدخلاء ومدعي الثقافة الذين ساهموا في إفقار المجتمع·
التفاعل الثقافي
الشاعر أحمد العسم رئيس الهيئة الإدارية لكتاب وأدباء رأس الخيمة تناول القضية من منظور آخر وقال: إن التفاعل الثقافي بين المجتمعات العربية يعتبر جدار الصد في وجه زحف التغريب الذي تعاني منه المجتمعات العربية، فهو يرى أن إفساح المجال أمام المبدع العربي -كما هو حادث الآن في الإمارات- وسيلة لإبداع ثقافة عربية قادرة على مواجهة التحديات· وأضاف: إن موضوع ندوة اليوم هو أكبر دليل على ذلك حيث ندشن اليوم ثلاثة أعمال مرتبطة بشكل كبير بالبيئة، فالعمل الأول تحدث عن العوض واللؤلؤ، والثاني تحدث عن كيفية الاستثمار في الأوراق المالية، والثالث ديوان شعري اختلطت فيه تفاصيل 'جلفار' القديمة بالبصرة والرمادي وبغداد·
وللوافدين إسهامهم
الناقد هيثم الخواجة تحدث عن ثقافة المكان فقال: عندما اعتمدت الهيئة الإدارية لاتحاد كتاب وأدباء رأس الخيمة من محاور نشاطها لهذا الموسم محور 'ثقافة المكان' فلأنها تعرف تماما قيمة هذه الثقافة في الحراك العام من الأنشطة وتبلور المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة· وتابع الخواجة: من البديهي القول إن ثقافة المكان يشارك بها إلى جانب أبناء الإمارات الوافدون الذين حطوا رحالهم سعيدين مطمئنين في الإمارات ليمضوا ردحاً من عمرهم في رحابه، وبين جنباته، واليوم يجسد الاتحاد هذا المحور عملياً ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نحيي باسم الهيئة الإدارية كل من ساهم في ثقافة المكان وجهد لكي يقدم وينتج ويترك أثراً طيباً في هذا البلد·
إضافة إلى المكتبة
الباحث مصطفى هبره الذي أصدر العديد من الكتب والدواوين والقصص والسلاسل التاريخية وكلها كانت تجسيداً لثقافة المكان، تحدث عن موسوعة الغوص واللؤلؤ في مجتمع الإمارات (المجلد الأول والثاني) وعن الجهد الكبير الذي بذله من أجل أن تخرج هذه الموسوعة إلى النور، مشيراً إلى أنه حصل على دعم كبير من كل الجهات المعنية بالإمارة عندما شرع في إعداد هذه الموسوعة· وألمح إلى أن العديد من النقاد أكدوا أنها تشكل رافداً علمياً وتاريخيا للمكتبة العربية· واستعرض هبره تاريخ صيد اللؤلؤ ومعاناة الغواصين وما عكسه ذلك من قضايا اقتصادية واجتماعية· وقال: كان للؤلؤ تأثير كبير في العادات والتقاليد في مجتمع الإمارات، حيث كان الحراك الاقتصادي في المجتمع مرتبطا بهذا الموسم الذي يبدأ عادة في بداية شهر يونيو وينتهي في نهاية شهر سبتمبر من كل عام، وعندما كان أحد الغواصين يموت أثناء عمله كانت أسرته تعيش أفضل مما كان عليه الحال قبل وفاته عن طريق دعم زملائه الذي يستمر حتى يكبر أبناؤه ويأخذون طريقهم في الحياة، وعندما كان الرجال يذهبون إلى البحر ويبقى المرضى وكبار السن يقوم هؤلاء على رعاية كل الأسر لحين عودة الرجال من البحر·
الحاجة أمّ التأليف
د· ازوشير عادل في كتابه 'الأسهم طريقك للثروة' يقدم دليلا مبسطا للمستثمرين الداخلين إلى سوق الأسهم، ويحدد من خلاله طريقة اختيار السهم وكيفية تحليل ميزانيات الشركات وتعريف السهم والعديد من القضايا الأخرى المرتبطة بالاستثمار في هذا المجال· يقول إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برأس الخيمة كان له الفضل في إصدار هذا الكتاب من خلال التشجيع المتواصل وكذلك الرعاية والاهتمام التي قدمها نجيب الشامسي مدير الدائرة الاقتصادية التي عمل بها د· ازدشير لسنوات كباحث اقتصادي· ويضيف اعتبر هذا المؤلف الأول في ثمرة من ثمرات ثقافة المكان فلو كنت في مكان آخر لما استطعت إنجاز هذا العمل الذي يعتبر استجابة لحاجة ملحة في المجتمع المحلي بعد أن صارت الأسهم حديث الناس من المواطنين والوافدين على مدى ساعات النهار·
الشاعر عامر عبد الكريم الذي وقع ديوانه الأول 'حرب الياسمين' في الندوة قال: إن ثقافة المكان يقابلها ثقافة اللامكان بما يعني عولمة الثقافة التي تعني في الأساس إلغاء الخصوصية واستبدالها بسمات حضارية افتراضية وهذا لا يعني عدم الانفتاح على ثقافات الشعوب· يقول عامر: إن الإمارات من الأماكن التي أثرت كثيراً في ثقافتي من خلال الانفتاح على ثقافات شعوب عدة، خاصة وأنني قدمت من العراق الذي عاش لسنوات معتمداً على إلغاء ثقافة الآخر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©