الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن يتجنب معاقبة دولتي السودان

18 مايو 2012
نيويورك، الخرطوم، نيروبي (وكالات) - واصل مجلس الأمن الدولي جهوده لدفع السودان وجنوب السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات رغم تجاوزهما المهلة التي حددها المجلس لبدء التفاوض، وقرر المجلس الليلة قبل الماضية الامتناع عن فرض عقوبات على الخرطوم وجوبا، وذلك قبل ساعات من الموعد المحدد لوصول الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي إلى الخرطوم لإجراء مباحثات مع الرئيس عمر البشير ومسؤولين آخرين. وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في وقت متأخر مساء أمس الأول أن مجلس الأمن لن يصوت على عقوبات بحق الخرطوم وجوبا وذلك بهدف حثهما على العودة إلى التفاوض. وأقرت رايس بأن التقرير الذي عرضه خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن أمس الأول المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان وجنوب السودان هايلي منقريوس أشار إلى تراجع مستوى العنف بين دولتي السودان، وأضافت: “النبأ السار هو أن مستوى العنف تراجع بشكل كبير خاصة منذ عشرة أيام”. كما أشارت رايس إلى انسحاب قوات شرطة جنوب السودان من منطقة أبيي المتنازع عليها مؤكدة أن الانسحاب “تم التثبت منه وقد انجز” تطبيقا لقرار مجلس الأمن في الثاني من مايو، موضحة أن الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن “متفقة على المطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات السودانية” من ابيي. وحول المهلة التي انقضت أمس للجانبين لاستئناف التفاوض اعتبرت رايس “أن ذلك غير مفاجئ.. لكن الهدف يبقى أن يفعلا ذلك بأسرع ما يمكن وبلا تأخير إضافي”. وأضافت “الهدف من القرار لم يكن المعاقبة.. الهدف هو أن يتوقف الجانبان عن القتال ويعودا إلى طاولة المفاوضات” مؤكدة أن المجتمع الدولي سيجهد من أجل “ممارسة أشد الضغوط” في هذا الاتجاه. إلى ذلك قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية جوني كارسون خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو مع صحفيين أفارقة في نيروبي: “لم يحصل استئناف كامل للمباحثات بين الجانبين، لكن هناك أشياء تمت. نريد أن تجري الأمور بشكل أسرع مع تعهدات أوضح وبحماس أكبر”. وأضاف المسؤول الأميركي أن الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق ثابو مبيكي “على اتصال مع الطرفين” وذلك لتشجيعهما على إنهاء النزاع الحدودي الدامي بينهما خصوصا حول الثروات النفطية في المنطقة وعبور صادرات جنوب السودان النفطية عبر السودان. وتابع كارسون “يجب أن يجتمعا ويبحثا بجدية والبدء بالإقرار بأنه لا يمكنهما إحراز أي تقدم في ساحة المعارك. ويجب أن يلتقيا بانتظام والالتزام بالتعهدات التي يقطعانها”. ويفترض أن يكون امبيكي وصل إلى الخرطوم مساء أمس لإجراء مباحثات مع المسؤولين حول التفاوض والقضايا العالقة والمهلة التي حددتها الخارطة الأممية، بعد أن أعربت دولتا السودان عن استعدادهما لاستئناف المفاوضات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح لوكالة فرانس برس إن “الرئيس مبيكي سيصل الخرطوم الخميس ليلا”. وأضاف أن رئيس جنوب افريقيا السابق سيلتقي خلال زيارته الخرطوم التي تستمر يومين الرئيس السوداني عمر البشير ومسؤولين آخرين. ويتوقع أن يزور مبيكي أيضا جوبا عاصمة جنوب السودان. من جانبه قال وكيل وزارة الخارجية، رحمة الله محمد عثمان، لصحيفة “الصحافة” السودانية المستقلة إن مبيكي سينخرط عقب وصوله في مباحثات مع وفد التفاوض الحكومي. وقالت الصحيفة إن الوسيط الافريقي سيعقد لقاءات منفصلة مع البشير ونائبه الاول علي عثمان محمد طه ورئيس العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني ابراهيم غندور اليوم وغداً. وعلقت دولتا السودان مفاوضاتهما في مارس الماضي على إثر اندلاع القتال على حدود الدولتين. ولم تلتزم الدولتان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046 والصادر في الثاني من مايو وطالبهما ببدء المباحثات الاربعاء 16 مايو الحالي (أمس الأول) وإن أبدتا استعدادهما لاستئناف المفاوضات. وهدد قرار مجلس الامن الدولي الدولتين بعقوبات في حال عدم استئناف المفاوضات خلال أسبوعين دون شروط. وبعد شهر من التفاوض بوساطة من الاتحاد الافريقي انسحب السودان من المفاوضات على إثر احتلال جنوب السودان لحقل النفط السوداني الرئيسي في هجليج في العاشر من ابريل الماضي. وسبق احتلال هجليج قصف جوي مكثف لحدود دولة جنوب السودان مما أثار مخاوف باندلاع حرب شاملة. ودعا قرار مجلس الأمن لوقف فوري للقتال والانخراط في مفاوضات لحل القضايا العالقة عقب انفصال جنوب السودان عن الشمال في يوليو 2011 بموجب اتفاق سلام 2005 الذي أنهى حربا أهلية بين الجانبين امتدت من 1983 إلى 2005.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©