ندوة الهامور تدعو لحماية الشعب المرجانية كإحدى موارد إدارة مصائد الأسماك

واصلت أمس الندوة الإقليمية حول بيولوجية وتقييم وإدارة مجموعة أسماك الهامور التي تنظمها هيئة البيئة - أبوظبي أعمالها· حيث دعا المشاركون فيها إلى حماية الشعب المرجانية كأحد الموارد الرئيسية لإدارة مصائد الأسماك وباعتبارها أحد الموائل الرئيسية لأسماك الهامور· وتحدث ستانلي هارتمان من هيئة البيئة أبوظبي عن مصايد الأسماك في إمارة أبوظبي وذكر أن هيئة البيئة تنفذ برنامجا رئيسيا لجمع بيانات إحصائية عن المصايد في الإمارة منذ العام ،2001 مشتملا البرنامج على جمع معلومات عن الإنزال، وجهد الصيد، والكمية، والتنوع، ومعدل صيد الأنواع التجارية الرئيسية الهامة· وأشار هارتمان إلى أن مصايد الأسماك التجارية في إمارة أبوظبي هي عبارة عن أسطول يعمل على نطاق ضيق ويستخدم معدات الصيد التقليدية، حيث يوجد نوعان من قوارب الصيد: الطراد واللنش، مشيرا إلى أن صيادي اللنشات يستخدمون القراقير لصيد الهامور في المياه العميقة· في حين أن صيادي الطرادات يستخدمون الحلاق، والدفارة، والحظرة والسكارة وهي الأدوات المستخدمة في المياه الضحلة· ومن بين ستة مواقع تجارية لإنزال الأسماك في إمارة أبوظبي يعتبر الميناء الحر وجزيرة دلما من المواقع الرئيسية لأسطول كبير من اللنشات التي تحمل أعلى نسبة من الهامور من مجموع إنزال أنواع الأسماك القاعية· ونظرا للإجراءات التي اتخذتها الهيئة في نهاية عام 2003 ، فقد تراجع استخدام اللنشات بدرجة كبيرة· ويعتبر الهامور من الأسماك المفضلة في معظم أنحاء إمارة أبوظبي، حيث وصل إجمالي قيمة الهامور الذي تم إنزاله إلى 24,3 مليون درهم، أي ما يعادل 44% من القيمة الإجمالية للبيع للأنواع القاعية التي تم إنزالها في عام ·2007 وتحدث دكتور جاري مورجان، عن مدى تأثر أسماك الهامور بالاستغلال والتدهور البيئي، وقال إنه رغم أن الإحصائيات في مختلف أنحاء العالم تشير إلى أن إنتاج الهامور، الذي يتجاوز الآن 250,000 طن، شهد زيادة مطردة على مر السنوات الـ 50 الماضية ، إلا أنه وفي دراسة أعمق للكميات التي يتم إنزالها تظهر اتجاهات مثيرة للقلق· وأشار إلى أن العديد من مصائد الأسماك الرئيسية لأنواع أسماك الهامور في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، وبلدان منطقة البحر الكاريبي وأستراليا والخليج، أظهرت انخفاضا ملحوظا في عمليات الإنزال، حيث أن بعض الحالات تطلبت اتخاذ إجراءات جذرية لوقف التدهور في أعداد الهامور· وقدم أدوين غراندكورت من الهيئة ملخصاً عن الأبحاث التي تجريها الهيئة حول أسماك الهامور في مياه أبوظبي· وأشار إلى أن الهيئة تقوم تنفيذ برنامج أبحاث شامل لتقييم وإدارة مصايد الأسماك في إمارة أبوظبي منذ عام ·2001 وتشير البيانات التي جمعتها الهيئة إلى أنه كان هناك انخفاض هائل في أعداد الهامور في الخليج العربي وخليج عمان بين عامي 1978 و ،2002 ودلت نتائج الدراسات على أن مخزون اسماك الهامور في مياه أبوظبي انخفض إلى 3؟ من المخزون غير المستغل· ويتأكد ذلك بمقارنة الإنتاجية مع البيانات البيولوجية المرجعية، حيث أن كميات الصيد في عام 2002 كانت أكثر بسبع مرات من المستوى الأمثل للاستدامة· وأوضح جراندكورت أنه في حين أن مجموع الكتلة الحيوية للأسماك القاعية في مياه أبوظبي أظهرت تقلبات كبيرة بين أشهر الشتاء والصيف، إلا أن أعداد الهامور لا تزال مستقرة على مدار السنة· ووجد أن الشعاب المرجانية من أهم الموائل لأسماك الهامور مع كثافة تصل إلى 26,8 طن متري/كم·2 ولقد بينت صور الأقمار الاصطناعية، التي تم استخدمها لرسم خرائط الشعاب المرجانية في المناطق الضحلة، تعرض مساحات واسعة من الشعاب المرجانية في أبوظبي للدمار نتيجة لسلسلة من الوفيات الجماعية المرتبطة بطول فترات شهدت ارتفاعا غير طبيعي في درجة حرارة مياه البحر في الأعوام 1996 و 1998 و ·2002 ولهذا فمن الضروري المحافظة على المناطق المتبقية من الشعب المرجانية كأحد الموارد الرئيسية لإدارة مصايد الأسماك· وقدم ثابت زهران آل عبد السلام مدير إدارة التنوع البيولوجي البحري بالهيئة، ورقة عن برامج إدارة وحماية البيئة البحرية في إمارة أبوظبي· وذكر أن الهيئة تقوم بتنفيذ مجموعة واسعة من البرامج لحماية البيئة البحرية وإدارتها في الإمارة وبما يتماشى مع أهداف إدارة قطاع التنوع البيولوجي البحري والتي تركز على حماية وإدارة الموارد البحرية في الإمارة· وعرض محمد طبيش من مركز بحوث الأحياء البحرية في أم القيوين التابع لوزارة البيئة والمياه ورقة بعنوان ''بيولوجية وإدارة مخزون اسماك الهامور في دولة الإمارات العربية المتحدة'' حيث أشار إلى أن تقييم الأسماك الذي تم إجراؤه، أشار إلى أن حوالي 39% من كمية الأسماك القاعية التي يتم إنزالها كان يتألف من الأنواع التي تنتمي إلى عائلة سرانيدا التي ينتمي إليها الهامور· وأظهرت الدراسة أن الكثير من أسماك الهامور التي يتم اصطيادها في دولة الإمارات العربية المتحدة هي من الأطوار الصغيرة· فكان حوالي 54% و37% من الهامور التي تم إنزالها في أبوظبي أقل حجما عند النضج (45 سم في الطول) خلال عامي 2001 و2002 على التوالي· وفي الشارقة كانت نسبة الأسماك غير ناضجة عند الإنزال 37% و 30% على التوالي خلال نفس الفترة· وتختتم الندوة أعمالها اليوم حيث سيتم اعتماد إعلان يلخص القضايا الهامة المتعلقة بأسماك الهامور، ويقدم مقترحات وحلولا مستقبلية في مجال حماية أسماك الهامور في المنطقة