الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهاجرون إلى الغرب

21 أغسطس 2017 23:02
محمد راتب النابلسي، رئيس هيئة الإعجاز العلمي، وفي إحدى محاضراته يقول، لو طبق المسلمون المهاجرون والمقيمون دينهم تماماً في بلاد المهجر، لكان موقف الغرب من الإسلام غير هذا الموقف، لكن الغرب اكتشفوا أن هناك أخطاء كبيرة من خلال ممارساتهم وسلوكياتهم، مثل التزوير والشهادات الكاذبة وتقديم معلومات ووثائق غير حقيقية، ويضيف «لقد كنت في أحد الجوامع الكبيرة في ألمانيا، وهو مكتظ دوماً بالمصلين، ودهشت حين علمت أن معظمهم يقدمون تصاريح كاذبة بأنهم بلا عمل، حيث هناك يكفي تصريح من غير دليل لكي تتقاضى إعانة مالية كبيرة من الحكومة لكل فرد من الأسرة، وهم في الواقع يمارسون أعمالاً في السوق السوداء على غير حقيقة ما صرحوا به للسلطات الألمانية، والتي تعلم أنهم كاذبون، ويتهربون من دفع الضرائب، الموضوع في حقيقته أكبر وأعمق وله دلالات خطيرة، فالمسلم في بلاده هو فرد يمثل نفسه وحين يخطئ أو يكذب يحمل وزره لوحده، ولكن المسلم ببلاد الغرب هو بنظرهم يمثل الإسلام، فحين يخطئ أو يكذب أو يحتال، فهو يشوه صورة الإسلام ومئات الملايين من المسلمين حول العالم، هذا الكلام قلته وحذرت من مخاطره في أميركا وفرنسا وكل مكان في الغرب، فالألماني والغربي لم يقرأ القرآن ولا السُنة ولا السيرة، فالإسلام عنده يمثله المهاجر المسلم فقط بأخلاقه وسلوكه، فحين يمارس الكذب يسقط الإسلام في عينه، يقول تعالى (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)، كيف؟ حين يمارس المهاجر المسلم الكذب على عكس غير المسلم، ليعلم حينها أنه على حق، والمسلم المهاجر الذي يمثل الإسلام على باطل، هنا تكون قد فتنته بأنه على الحق وأنك ودينك وما تمثله على الباطل، وهو واقع يحتاج للكثير من التأمل. سامال مهاجر عايش وعاصر الكثير من اللاجئين من العرب المسلمين، وعلى مختلف مشاربهم وانتماءاتهم من خلال عمله كمترجم منذ سنوات، وكان يشعر بالحزن على الدوام لكثرة ما رأى من حالات إنسانية فيها من الظلم الكثير، كان يتصور، بل ويتمنى أن تكون هذه التجارب المؤلمة دافعاً للإعلاء من قيمهم الإنسانية، ولكن الأنانية وحب الذات تكاد تكون السمة الغالبة لسلوكهم وتصرفاتهم، فالكثير منهم يمارسون الكذب والاحتيال على القوانين، إنهم يستغلون كل ثغرة في القوانين لأجل التحايل والحصول على منافع مادية، فهم يعتبرون كل ذلك شطارة يتباهون بها، هم يعلمون أن القوانين هناك بنيت على الصدق، فالكذب والتحايل شيء مخجل عندهم، هذه هي أخلاقهم، فالأساس عندهم هو الصدق في التعامل، وهو المعيار الأخلاقي والالتزام، وها نحن بكل تصرفاتنا الشاذة، نعطي أسوأ مثل على أخلاقنا وسلوكنا وديننا. نحن أسهمنا وبشكل كبير في خلق حالة ومفهوم مصطلح الإسلام فوبيا لدى الآخر. كان يشعر بالحزن والخجل خلال ممارسته لعمله كترجمان، وهو يشاهد نظرات المسؤولين الحكوميين الأوروبيين المليئة بالشك وعدم الثقة والمتشككة دوماً في كل أقوال وادعاءات اللاجئين ومن دون تفريق، والتي ذهب ضحيتها الصالح والطالح على السواء. الهجرة نحو الغرب مستمرة، ومخاطرها تكبر وتتعاظم وتزيد، والهوة بيننا وبين الغرب تزداد اتساعاً من خلال الانطباع السيئ الذي نتركه لديهم نتيجة سوء سلوكنا وتصرفاتنا، كنتيجة حتمية للتراجع القيمي والإنساني، والذي زادت من حجمه الحروب والفتن، والتي انعكست على السلوك العام، ليبتعدوا عن قيم الدين المثالية التي هي جوهر الحياة، لقد فقد الكثيرون منهم معنى الإيمان الحقيقي في صراعهم لأجل النجاة نحو الحياة. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©