الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نهاية مسلسل «داعش»

21 أغسطس 2017 23:02
بدأ تنظيم «داعش» يتقلص مؤخراً، لكنه لم يهزم حتى الآن، مستمداً استمراره من وجود التناقضات والظروف السياسية والفوضى الأمنية التي لا تزال توفر مناخاً لوجوده، خاصة في الصحراء بين العراق وسوريا، إلا أنه انتهى كمشروع مؤسسي، أصبح بلا كيان، وتحول لمنظمة تمارس حرب العصابات والمباغتة العسكرية، بعد خسائره الجسيمة في العراق وسوريا وجرود لبنان، متكبداً خسائر في الأفراد والعتاد، فاقت في السنة الأخيرة مجمل الخسائر طوال أعوام وجوده على الأرض، لا سيما بعد أن فقد، على مدار ثلاثة أعوام، معظم قياداته باستثناء البغدادي الذي يشكك الخبراء في مصيره، ما جعله يعمل على نقل القيادات العليا إلى المناطق الصحراوية في سوريا والعراق. من المؤكد أنه تلقى ضربات قوية خلال الفترة الأخيرة، لكن من الواضح أنه يمتلك القدرة على امتصاص مثل هذه الضربات، والعودة مجدداً للحركة والتخريب لاحقاً، خاصة أن المناخ السياسي في منطقة وجوده يساعد على انبعاث حركته الإرهابية. وحيث إن مصير «داعش» بات غير واضح للعيان، ومصير قياداته غير معروف، فقد دخل في مرحلة تخبط لحين هدوء العاصفة. ويرى بعض الخبراء في التنظيمات الإرهابية، أن تنظيم «داعش» الإرهابي الذي كان يرى في نفسه مؤسسة وكياناً، يمكن أن يركز في الفترة المقبلة على العمل الإرهابي المتفرق، خاصة بعد مقتل معظم قادته وخسائره الفادحة في معارك الموصل والرقة وجرود القاع. لذلك يسعى التنظيم لإثبات قوته على الأرض عن طريق عمليات انتحارية في مناطق مختلفة من العالم، من خلال تنفيذ عمليات إرهابية خارج أراضي وجوده العسكري لغايات إثبات قوته، بوساطة أشخاص يرتبطون فكرياً بالتنظيم «ذئاب منفردة»، وهو ما أثار قلق العالم، خاصة أجهزة الأمن الأوروبية التي سبق وتعرضت لهجمات من هذا القبيل. إلا أن هذا القلق لم يمنع تبني «داعش» سلسلة من الهجمات في قلب أوروبا، مفاجئة العالم، بدأ من برشلونة في عملية دهس لحشد من المارة في منطقة «لاس رامبلاس» التاريخية في شارع يشهد كثافة سياحية كبرى في المدينة، قامت به شاحنة صغيرة، وكانت النتيجة مقتل 13 شخصاً وإصابة 100 آخرين على الأقل يوم الخميس المنصرم. وبالتزامن، دهس سائق شرطيين في نقطة تفتيش بمدينة برشلونة بعد الهجوم بسيارة في وسط المدينة، رغم أن الشرطة لفتت إلى أن الحادث «لا يبدو» مرتبطاً بهجوم الشاحنة الصغيرة. وفي واقعة أخرى، قتل شخص وأصيب آخر في انفجار وقع بمنزل في ألكانار جنوب غربي برشلونة في الساعات الأولى من صباح الخميس، ويبدو أن الواقعة مرتبطة بهجوم الشاحنة، وفق الشرطة الإسبانية. وبعد ساعات قليلة من الهجوم الدامي في برشلونة، دهس سائق شرطيين في نقطة تفتيش بالمدينة ذاتها، حسبما قالت شرطة إقليم كتالونيا على «تويتر». ولقي شخص آخر حتفه وأصيب سبعة آخرون بعد هجوم منفصل في بلدة كامبريلس الإسبانية، حيث قتلت الشرطة بالرصاص خمسة مشتبه فيهم. وذكرت شرطة كاتالونيا أنها بدأت السبت تنفيذ عملية أمنية كبيرة في سائر أنحاء الإقليم الواقع في شمال شرق إسبانيا، حيث لا تزال السلطات تبحث عن أحد أفراد الخلية التي ارتكبت هجومي برشلونة وكامبريلس. من المؤكد أن تنفيذ «داعش» مثل هذه العمليات في أوروبا، محاولة يائسة لإيهام العالم أن «داعش» موجود وبقوة في شتى أصقاع الأرض، إلا أن هذا لن يجدي نفعاً، فالعالم اليوم اتحد على التخلص من «داعش»، وأخذ عقد حلفائه التقليديين بالانفراط مؤدياً إلى تساقطهم حبة حبة. إنها بلا شك صحوة الموت الذي أصبح وشيكاً. لكن القضية الأخطر اليوم هي: هل سيقوم أحد أعضاء التنظيم بتأسيس تنظيم آخر حال سقوط «داعش» لنجد أنفسنا أمام «داعش 2»؟. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©