محمد أحمد (القاهرة)
سورة الرعد مدنية، عدد آياتها 43، بها سجدة في الآية 15، ترتيبها الثالثة عشرة، نزلت بعد سورة «محمد»، تبدأ بحروف مقطعة «المر».
تناولت المقاصد الأساسية من تقرير الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ودفع الشبهات التي يثيرها المشركون، فاستهلت بالإشارة إلى آيات القرآن الكريم المنزلة بالحق على النبي صلى الله عليه وسلم للهداية، ثم أشارت إلى ما بثه الله في السموات والأرض من آياته الكونية للدلالة على وحدانيته، من خلق الشمس والقمر، والليل والنهار، والجبال والأنهار، والزروع والثمار، وأنه سبحانه منفرد بالخلق والإيجاد، وأوردت الأمثال للحق والباطل ولمن يعبد الله وحده ولمن يعبد الأصنام، بالزبد الذي لا فائدة فيه، وبالمعدن المذاب، فيبقى النقي الصافي ويُطرح الخبث.
وأعادت السورة تذكير البشر بآيات الله الكونية وإنها كما تكون نعما تكون نقما، مثل الرعد والصواعق، وكلها منقادة لإرادة الله خاضعة لمشيئته، وبينت أن الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء، ولا يملكون لهم ضراً ولا نفعاً.
كما ذكرت أوصاف أهل السعادة وأهل الشقاء، وضربت لهم المثل بالأعمى والبصير، وبينت مصير كل من الفريقين. وختمت بشهادة الله لرسوله بالنبوة والرسالة.
وسميت «سورة الرعد»، حيث وصفت تلك الظاهرة الكونية التي تتجلى فيها قدرة الله وسلطانه، فقد جعل الماء سبباً للحياة وبقدرته أنزله من السحاب، وجمع سبحانه في السحاب بين الرحمة والعذاب، فيحمل المطر بما يمثله من الإحياء، ويحمل الصواعق وما فيها من الإفناء، ما يعد من عجائب قدرة الله تعالى جمعه بين النقيضين بين الماء وبين النار، وهو من أسرار قدرته سبحانه.
وجاء ذكر الرعد في السورة في الآيتين 12 و13 في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ).