الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

التكنولوجيا.. هل تسرق الأبناء من الآباء؟

التكنولوجيا.. هل تسرق الأبناء من الآباء؟
21 أغسطس 2017 23:10
أشرف جمعة(أبوظبي) في ظل الطفرة التكنولوجية التي أصبحت ركيزة أساسية في الحياة، أصبح من السهل أن تتمدد جذور الانعزالية داخل الأسرة الواحدة وهو ما يؤثر بشكل ما في طبيعة العلاقة بين الأبناء والوالدين في وقت أدت الأجهزة الذكية من هواتف وآي باد وأجهزة كمبيوتر وساعات وغيرها إلى إلهاء الأبناء عن التواصل الطبيعي مع الأب والأم في بعض الأسر حتى إن التعامل مع هذه الأجهزة وصل إلى حد الإدمان وهو ما أفقد مثل هذه العائلات دفئها العاطفي وتواصلها الإنساني، وفرض عليها عزلة إلكترونية. استجابة ضعيفة تقول الدكتور أمينة الماجد مستشارة أسرية: «فرضت التكنولوجيا الحديثة نوعاً من العزلة الأسرية فأصبحت العلاقات داخل البيت تتسم بالهشاشة فضلاً عن أن تأثير هذه التكنولوجيا في الأبناء له تداعيات كثيرة ومن تداعيات ذلك هو انجذابهم بصورة كبيرة لها ومن ثم أصبحت لغة التحاور تقتصر على جمل قصيرة فضلاً عن الاستجابة الضعيفة من قبل الأبناء لأوامر الآباء، مشيرة إلى أنه أيضاً أصبح من العسير في بعض الأسر تبادل المشاعر بصورة طبيعية بسبب العالم الافتراضي الذي أغرق الكثير من الأبناء في دوامته ، بحيث يتركون الحياة الطبيعية وينغمرون في اتجاه آخر قد يكون نواة للانعزال عن محيطهم الأسرى وهو ما يؤدي إلى ظهور آثار سلبية في طبيعة العلاقة بين الأبناء والوالدين. وتشير الماجد إلى ضرورة أن يكون هناك توازن في التعامل مع التكنولوجيا من قبل الأبناء بحيث يدركون طبيعة العالم الذي يعيشون فيه وطبيعة الحياة الأسرية وحق الأم والأب عليهم في الامتثال لأوامرهم والتفاعل معهم بحب بدلاً من إغراق أنفسهم في العالم الافتراضي الذي له قيمه المنفصلة عن الواقع حتى لا يقعوا فريسة الاكتئاب والانعزال عن محيطهم وهو ما يولد في النهاية نوعاً من الجفاء ويغيب لغة الحوار الأسري ويقلص الدفء العاطفي ويقوض العلاقات الاجتماعية في إطارها الطبيعي. آثار ضارة وتذكر عفاف النجار موظفة ، أنها عانت إدمان أولادها وسائل التكنولوجيا الحديثة حيث إنهم يقضون أوقاتاً طويلة يومياً أمام الكمبيوتر والآي باد والهواتف الذكية وهو ما أشعرها بالقلق لافتةً إلى أن هذه العزلة العصرية نتجت عنها آثار ضارة كثيرة، فهم في بعض الأحيان لا يطيعون أوامرها بالشكل الذي ينبغي وترى أن وسائل التكنولوجيا ليست كلها شر كما يعتقد البعض لكن يجب التعامل معها بشكل طبيعي من دون إفراط وفي الوقت نفسه تستعيد الكثير من الأسر تلك العلاقة التي تتسم بالدفء بحيث يعرف الأبناء أن عليهم واجبات يجب مراعاتها وعلى الآباء حقوق تجاههم يجب أداؤها. محيط عائلي ولا يخفي سالم الربيعي مهندس أنه من محبي التكنولوجيا وأنه يتعامل معها بشكل متوازن من دون إفراط لكنه في الوقت نفسه يشفق على أبنائه الذين جرفتهم وسائلها بشكل مقلق ويوضح أنه يحاول أن يبين لهم أنها مثل أي شيء في الحياة ويجب الاستفادة منها . ويرى أن الجيل الجديد أصبح أسير التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة بوجه عام وهو ما يفرض عليهم عزلة ويبعدهم عن محيطهم الأصلي على الرغم من أن الإنسان بطبعه اجتماعي لكن الواقع الافتراضي قلص هذه الميزة نوعاً ما فضلاً عن أن وسائل التكنولوجيا أصبحت مؤشرا لعقوق الوالدين بطريقة أخرى إذ إن يعض الأبناء تضعف استجابته لأوامر ونواهي الوالدين وهو ما يحدث حالياً في محيطنا العائلي». أوقات طويلة وتذكر أمنية صالح أنها تحاول ترميم علاقة أبنائها بالأسرة بسبب وقوعهم في فخ وسائل التكنولوجيا الحديثة لافتة إلى أنها لاحظت تغير سلوكياتهم في الفترة الأخيرة مع جلوسهم أوقاتاً طويلهم أمام أجهزة الكمبيوتر والآي باد واستخدامهم الهواتف الذكية وساعتهم أيضاً خصوصاً أن أعمارهم صغيرة لكنهم مثل كل الأطفال يقلدون بعضهم بعضاً ويقلدون الكبار أيضاً. وتشير إلى أنها ليست ضد هذه الوسائل لكنها ترفض الإفراط فيها بما يؤثر في طبيعة العلاقة الأسرية ويقلص الحوار بين الجميع ويجعل بعض الأبناء لا يطيعون الآباء. الأطفال والشباب.. الأكثر تضرراً أوضح استشاري العلاج النفسي الدكتور جاسم المرزوقي أن الإنسان بطبعه مجبول فطرياً على التواصل الاجتماعي لكن الملامح الجديدة التي طرأت على عالمنا فرضت واقعاً جديداً نتيجة الطفرات التكنولوجية التي يستخدمها أفراد المجتمع في الواقع الافتراضي، بحيث قربت البعيد وأبعدت القريب، مشيراً إلى أن الفئات الأكثر تضرراً منها من الأطفال والشباب. ولفت إلى أن هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة التي باتت في متناول الجميع ليست سلبية في مجملها لكن طريقة الاستخدام هي التي تظهر النتائج الإيجابية والسلبية موضحاً أن الإفراط في ذلك من قبل الأبناء يؤدي في النهاية إلى إبعادهم عن عالمهم الحقيقي ويغمرهم في عالم آخر افتراضي وهو ما يؤثر في طبيعة العلاقة بينهم وبين الآباء ويرسم مستقبلاً للعقوق، لذا من الضروري استعادة جسور العلاقات الأسرية بشكلها الطبيعي وأن تفتح الأسرة بابها للحوار وأن تعقد الجلسات اليومية التي تجمع الكل من دون أجهزة ذكية فضلاً عن تصحيح الكثير من القيم من أجل العودة للمسار الطبيعي للعائلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©