الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد مقلد يناقش آليات تنفيذ المشاريع الصغيرة

خالد مقلد يناقش آليات تنفيذ المشاريع الصغيرة
7 أغسطس 2010 20:28
قدم خالد محمد مقلد، مدير تطوير الأعمال بمؤسسة الشارقة الريادية « رواد» ، دورة في إطار « قيظ ويانا» البرنامج الصيفي الذي قدمته مؤسسة التنمية الأسرية لفئات مختلفة من الطلاب، وقدم هذه الدورة عن كيفية إنشاء مشروع صغير، وفي البداية تحدث عن مفهوم فكرة المنشأة الصغرى، أو المشروع الصغير، إذ قال تمثل فكرة المنشأة الصغرى ما تنوي أن تفعله في منشأتك المقترحة، ويعتمد نجاح منشأتك على الدقة والتأني في اختيار الفكرة الجذابة والمتميزة التي يمكن تحويلها إلى منتجات أو خدمات. يضيف مقلد متحدثاً عن مفهوم فرصة المنشأة الصغرى ويقول: هي فرصة لإنتاج منتج أو تقديم خدمة لتحقيق ربح بشكل منتظم ودائم، وقد تكون الفرص متقطعة، وهي فرصة لجني الأرباح بين الحين والآخر أو من موسم لآخر، وغالبا ما تعتمد هذه الفرص على المواسم المتكررة في غضون السنة الواحدة، وقد تكون الفرص دائمة ومستمرة، وهذه الفرص لجني الأرباح بشكل منتظم ومستمر، وهذا هو النوع الذي يجب البحث عنه ليتم اختياره لمنشأتك. أما عن أهمية أفكار المنشآت الصغرى وضرورتها فيقول: تعد أفكار المنشآت الصغرى مهمة وضرورية للرياديين الراغبين بتأسيس منشآتهم الصغرى، وتكمن أهميتها بأنها تمثل الطريقة التي تعرف بها طبيعة المنشأة، المنتجات أو الخدمات التي ستقدمها المنشأة، موقع المنشأة الزبائن، وكيفية جذبهم لمنشأتك، أسعار منتجاتك أو خدماتك، مدخلات منشأتك ومصادرها، فرص نجاح منشأتك، ثم مصادر أفكار المنشآت الصغرى. الحالة الدراسية لتقريب الفكرة للطلاب ساق خالد مقلد قصة فكرة منشأة صغرى للسيدة سعاد، وذكرها كالتالي: تعيش سعاد في منطقة نائية، وتتمتع بشخصية طموحة وحيوية ومحبة للعمل، وطالما فكرت مرارا بعمل منشأة صغرى تستفيد منها في العمل في البيت، وقد شاهدت في إحدى زياراتها للسوق أن ألعاب الأطفال التي تباع في المحال كانت جميعها مستوردة وغالية الثمن، ففكرت باستثمار مهارتها في الخياطة والتطريز لعمل منشأة تنتج ألعاب الأطفال المصنوعة من القماش، وبيعها بأسعار مقبولة. ويضيف في نفس السياق: وقبل أن تبدأ سعاد بتأسيس منشأتها، جمعت الكثير من المعلومات عن السوق من زيارتها لعدد من المعارض التجارية التي تبيع الأقمشة والخيوط، واستفسرت عن أنواع وأسعار الأقمشة المتوفرة باستمرار لديهم التي يمكن استخدامها في إنتاج ألعاب الأطفال، كما سألت عن أسعار ماكينات الخياطة التي ستستخدمها في إنتاج هذه الألعاب، وأضاف أن المطلوب في مثل هذه الحالة تحديد المطلوب أي كيفية تحيد سعاد لفكرة منشأتها؟ وأجاب عن هذا التساؤل وقال: تتعدد مصادر أفكار المنشآت الصغرى، وتختلف من قطر إلى آخر، ومن هذه المصادر أفكار ترتبط بمدى توافر المواد الخام، إذ يمكنك أن تفكر بتأسيس منشأة لصناعة السجاد اليدوي إذا وجدت أن مادة الصوف متوفرة بشكل دائم وبسعر مناسب، أفكار ترتبط بصناعات وخدمات أخرى، كما يمكنك أن تفكر بتأسيس منشأة للطباعة الحريرية على الملابس بجانب مصنع يقوم بصناعة الملابس، وأفكار أخرى ترتبط بالاستيراد والتصدير حيث يمكنك الاطلاع على طبيعة المنتجات التي تستورد من خارج قطرك، وتقوم بالتفكير بصناعتها في منشآت صغرى محلية، أما الأفكار التي ترتبط بطلب وتغير السوق فإنه يمكنك أن تفكر بتأسيس منشأة لصيانة أجهزة تنقية مياه الشرب، نظرا لزيادة إقبال الناس على تركيب أجهزة تنقية المياه في منازلهم، وأضاف: وهناك أفكار ترتبط بالمهارات الفنية التي يمتلكها الريادي إذ يمكنك أن تفكر أيضا بتأسيس منشأة باستثمار المهارات الفنية التي تتقنها، ومثال ذلك ما حصل مع السيدة سعاد في الحالة الدراسية التي سبق ذكرها. آلية تحديد الأفكار أما عن آلية تحديد المنشأة الصغرى فذكر المقلد: للتعرف على هذه الآلية يجب أن نقرأ القصة الآتية، للتعرف منها على آلية تحديد أفكار المنشآت الصغرى، وهي الحالة الدراسية التي تناولها لتحمل رسائل للطلاب بعد قصة السيدة سعاد، حيث ذكر عن آلية تحديد فكرة المنشأة الصغرى من خلال القصة التالية: فاطمة شابة عمرها (19) سنة تعيش في المدينة، وكانت فاطمة في طفولتها تحب قضاء وقتها في اللعب مع العرائس والدمى التي كان يشتريها لها والداها، وكانت تستمتع وهي تلعب وتسرح وتمشط وتزين العرائس، وتضع الزينة عليها، وكانت تحب كذلك أن تساعد والدتها وإخوتها في المنزل وصديقاتها في الحي والمدرسة على تزيينهن وقص شعورهن إلى أن أصبحت هوايتها المفضلة التي تستمتع بالقيام بها لدرجة أن العديد من صديقاتها ومعارفها صرن يأتين إليها في المنزل طلباً لمساعدتها في تزيينهن وقص شعورهن. وبعد أن أنهت فاطمة دراستها الثانوية، قررت التسجيل في أكاديمية للتجميل وقص الشعر لتنمية موهبتها في هذا المجال، وحصلت على دورات مكثفة لصقل مهارتها، وقد كان كل من حولها من الأهل والأصدقاء يحفزونها على الاستمرار، ويشجعونها على أن تنشئ منشأتها الخاصة بها، قررت فاطمة أن تبدأ عملها بتأسيس منشأتها في المنزل بعد أن تخرجت من أكاديمية التجميل وبتفوق، وكانت الأكاديمية قد قدمت لها بعض الأدوات والمعدات الخاصة بالتجميل وقص الشعر هدية لها نتيجة لتفوقها، ولمساعدتها على تأسيس منشأتها الصغيرة، حيث كانت فاطمة قد وضعت في خطتها لتأسيس منشأتها الصغيرة أن تفتتح صالون فاطمة للسيدات بعد سنة واحدة من عملها في المنزل بعد أن زاد عدد زبائنها، وأصبحت عندئذ بحاجة إلى تعيين عاملات لمساعدتها في العمل. من خلال هذه القصة يذكر المقلد: يعد اختيار الفكرة الجيدة عنصر الحسم في نجاح منشأتك أو فشلها، فعند تحديد مجموعة الأفكار المنوي دراسة تنفيذ فرصة واحدة منها، يتبادر إلى ذهنك مجموعة من التساؤلات الهامة على كثير من المستويات منها المستوى الشخصي بطرح مجموعة من الأسئلة من قبيل ما نوع العمل الذي يستحوذ على أفكاري؟ كيف أحب أن أقضي وقتي؟ ما مهارتي التي أستمتع بأدائها؟ هل أريد أن أعمل في المنزل أم خارج المنزل؟ ما مدة الوقت الذي أريد أن أمضيه في العمل؟ هل لي هوايات أو اهتمامات معينة؟ أما على مستوى فكرة المشروع فإنه يجب طرح هذه الأسئلة ومنها: هل الأفكار الأساسية سليمة؟ هل تبدوا فرصة عمل مجدية؟ هل لدي الحافز الكافي للبدء؟ هل أنا ملتزم بإنشاء المشروع والدخول في مجال العمل وتفهم طبيعة المخاطرة؟ ما الموارد التي أحتاجها لبدء العمل واستمراره؟ ما الخطط التي وضعتها لتحديد الموارد المطلوبة؟ وعلى مستوى المنتج أو الخدمة أو السلعة فإنه يجب الجواب على هذه الأسئلة: ما الحاجة التي تلبيها هذه السلعة أو الخدمة؟ هل هي مطورة؟ كم أستطيع أن أبيع؟ كيف يمكنني معرفة أنهم سوف يقومون بالشراء من منتجاتي أو خدماتي؟ هل هي مجدية كفكرة مشروع لوحدها؟ وأضاف: سوف تساعدك إجابتك عن هذه الأسئلة في تحديد نوع المنشأة التي ترغب في تأسيسها والتي ستكون ضمن إحدى القطاعات الآتية: المنشآت الصناعية، أو المنشآت الزراعية، أو تدخل ضمن المنشآت الخدمية. مرجعية تقييم تتمثل مرجعية تقييم أفكار المنشآت الصغرى عبر الإجابة على الأسئلة التي حددها مقلد كما يلي: هل توظف منشأتك مهاراتك الفنية الشخصية؟ المهارات الفنية: المهارات العملية التي تحتاجها لإنتاج منتجاتك أو تقديم خدماتك، هل تحقق منشأتك الرغبة بالاستقلالية؟ وأضاف تؤدي الفكرة التي تسمح لك بعمل الأشياء التي ترغب بها، إلى زيادة نسبة الحماس للعمل، فمثلا من يملك مهارة التطريز يستطيع عمل مشغل لذلك. و هل فكرة منشأتك مبنية على فرصة مجدية اقتصاديا؟ وأيضا السوق الفعال: هو الحصة من الطلب على منتجاتك أو خدماتك التي تستطيع منشأتك تلبيتها، ولذلك لا بد من طرح الأسئلة التالية على نفسك قبل اتخاذ القرار بشأن فكرة منشأتك التي تسعى لتطويرها، كما يجب الإجابة على مجموعة أسئلة: هل يتوفر السوق لهذه المنتجات أو الخدمات؟ وكم عدد المنشآت المنافسة والمشابهة لفكرة منشأتك؟ وهل يتوفر السوق الكافي لاستعياب أكثر من منشأة « السوق الفعال» ، هل ستكون منشأتك مختلفة أو مميزة بحيث تستطيع جذب أكبر عدد من الزبائن؟ قصة أخرى ساق مقلد قصة دراسية ثالثة عن مرجعية تقييم أفكار المنشآت الصغرى من خلال قصة عمر حيث قال المقلد: يطمح عمر في أن تكون لديه منشأة خاصة به، وكان لدى أحد جيرانه منشأة لتصنيع الألبان توفر له ولعائلته حياة كريمة، ويأتي معظم السكان القريبين في المنطقة إلى منشأة جاره لشراء احتياجاتهم من الحليب والجبن والألبان، وكان عمر يتقن عمل منتجات الألبان ويتبادل الحديث مع الناس بشأنها أيضا، واعتقد أن فكرة تأسيس منشأة لتصنيع الألبان ستكون جيدة، وحصل عمر على قرض من أصدقائه، وجمع مدخراته، وقام بتجهيز احتياجات منشأته من المعدات والأثاث والمواد الخام، وبدأ يعمل وينتج في منشأته. واجه عمر مشكلة منذ البداية تمثلت في عدم قدرته على جذب الزبائن بالقدر الكافي لشراء منتجاته، ولم يستطع تحقيق دخل يكفي لاسترداد مصاريف التشغيل اليومية، وتبين أيضا أن منشأة جاره لم تعد تحقق الربح نتيجة انتقال بعض الزبائن إلى منشأته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©