الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الوقت يمضي»..لعبة الإيهام والغرابة

«الوقت يمضي»..لعبة الإيهام والغرابة
7 أكتوبر 2016 16:56
إبراهيم الملا (الشارقة) ضمن برنامج معارضها لفصل الخريف، أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون معرضاً نوعياً تحت عنوان (الوقت يمضي) للفنان الأميركي الراحل روبرت برير، بمبنى الطبق الطائر بمنطقة دسمان في الشارقة، يستمر حتى التاسع من يناير 2017. يقدم المعرض الاستعادي للفنان جانباً من مساهمات حركة الفن الطليعي الأميركية، التي مزجت بين الرسم والتحريك والتراكيب النحتية والمفاهيمية المعتمدة على اللعبة المخادعة للصدفة والخطأ، وما يقع بينهما من تأويلات ذهنية متعددة الأنساق والأبعاد البصرية والتخيلية. يصنف الفنان روبرت برير (1926 &ndash 2011) كمخرج للأفلام التجريبية، اعتماداً على الرصيد المتنوع من الأشرطة البصرية التي قدمها في قالب بحثي، يتناول الحركة والتكوين وفضاء المساحة، والتي يحرك لوحاته فيها، بما يشبه التقلبات السريعة لصفحات الكتب، خالقاً من هذه اللوحات أشكالاً متشعبة، كما أنه يوظف في هذه الأفلام التجريبية طيفاً واسعاً من أنماط التحريك الهندسي والرسوم والأصوات الغريبة، وصولاً إلى الكولاج ومقاطع الفيديو العشوائية. يضم معرض «الوقت يمضي» أيضاً مجموعة من بواكير الأعمال التي أنتجها الفنان، والتي تشمل اللوحات الفنية والتجارية والرسوم المتحركة، إلى جانب أعمال تعتمد على المنحوتات المتأرجحة، والجداريات، والمجسمات المعلّقة، التي تمنحنا إيقاعاً يتماوج بين ضفتي الغامض والبدهي، والجاد والتهكمي، والصارم والطفولي. يعبّر المعرض عن الحس الفكاهي الساخر لدى برير عبر أنماط متعددة من الوسائط، ويبدو هذا الحسّ مكثفاً في منحوتاته الدينامية وفي بحوثه ورصده لما هو عبثي وافتراضي في محيط واقعي وحقيقي، ونرى في المعرض مخطوطاً له (اسكتش) لمبنى المؤتمر المحرك، أو المدينة، حيث كل شيء يتحرك حول المتفرج، وتأخذ هذه الحركة منحى بطيئاً وعلى نحو غير ملحوظ، وبالتالي فإنه ومع معاودة النظر لن نرى شيئاً في مكانه، وسط لعبة بصرية ماكرة يطغى عليها الإيهام واللغز والغرابة. يستخدم الفنان أيضاً تقنية (الميتا ميكانيك) من خلال عناصر تتحرك حول المشاهد مثل الحوائط والأقمشة لتوريط المتفرج أكثر في هذه اللعبة المدوّخة. يقول الفنان عن عمله على الصيغ البصرية المتحركة: «مقاربتي للفيلم متأتية من رؤية رسام، فأنا أحاول تقديم الصورة الشاملة مباشرة، وما يتبعها من صور تكون مجرد تمظهرات أخرى، أو مماثلة للصورة الأولى والنهائية». ويشمل المعرض مجموعة من المنحوتات التي قدمها برير في العام 1966 على شكل قبب صغيرة ذاتية الدفع، تطورت لاحقاً كمجموعة من المنحوتات بارتفاع ستة أقدام، أرسلت إلى معرض «إكسبو 70» في مدينة أوساكا باليابان كجزء من مشروع بعنوان: «تجارب في الفن والتكنولوجيا»، ويقدم معرض الاستعادي له في الشارقة اثنتين من هذه العوّامات الكبيرة التي يمكن رؤيتها خارج مبنى الطبق الطائر.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©