عرفت أن العالم بكبره وعظمته وما يحويه من أسرار الحياة ليس بصعوبة أسرار الرجال انه عالم غريب مليء بالتشويق والمغامرات حيث أن الرجل يحاول جاهداً خلق بوابة خاصة لنفسه على جدار من ورق قادر على صد إعصار المرأة ولكنني قلت لكم إن الجدار من (ورق) فلا يغلبنا شيء، ولكن هو معذور في الأول والأخير اسمه رجل يحاول أن يبقى واعياً دائماً بعينين واسعتين حتى لا تطاله يد المرأة الحديدية والصقر الجارح، لا يعرف أن أسراره لا تعنيها بشيء فآجلاً أم عاجلاً هو من سيتكلم لأن لسانه يأمره باللعق، لقد غاب عن عقله مدى شدة وقسوة أسرار المرأة: هي جبل عال وشامخ تنزل بمزاجها - عقلها راجح - قوية المشاعر الى حد إحداث انفجار فظيع بأي وقت - حادة الطباع كالسباع - تختار الوقت المناسب لتقلب مزاج الرجل بأمور الحياة (قبل النوم، قبل الأكل) - تحاول زج أفكارها الجهنمية الخطيرة في عقله وتمرجحه على مخدات الغيوم الناعمة وهو يا غافلين لكم الله - ولديها من نعيم الله الكثير والكثير في صندوق الأمانات تحت شعار (سري للغاية)·
أخي الرجل: نجاحك في الحياة نيشان لا غبار عليه ولكن هل فكرت ولو بالقليل من وراء هذا النجاح، لا داعي للمبالغة والكبرياء لأنك تعرف وبكل تأكيد أن وراء كل رجل عظيم امرأة، إننا معشر النساء نفخر بكم يامعشر الرجال فأنتم آباؤنا وأبناؤنا وأزواجنا واخواننا وأحباؤنا فأنتم الشجرة التي تثمر وتموت، أنتم الغيمة التي تظلل علينا وتنقشع وكأن لم تكن هناك ظلة وأنتم الرجولة والطفولة معاً، ونحن أيضاً لا فرق بيننا وبينكم إلا في الجنس ولا نتخير عنكم بالعطاء فنحن من يدفعكم الى الأمام حتى الوقوع في شر أعمالكم ونحن من يوصلكم الى باب النجاح أو التفكير في الانتحار، وأخذكم الى عالم الهدوء أو بركان الانفجار فطباعنا غير مرئية فمهما قلت عن نفسك من مبررات أو حاولت التقليل من قيمة المرأة فلا فرق بيننا أبداً 'قول عني ما تقول'، نحن أصحاب القلوب الرحيمة نحمل من المشاعر ما يزيد ولا ينقص من حب وحنان وعطف ورعاية لقد كرمنا الله بأمومتنا·
أخي الرجل: ما المرأة إلا قنبلة موقوتة تنفجر في وقتها وليس كل وقت، لقد حكمتم على المرأة بمكوثها بمنزلها تربي أبناءها فقط تحاولون سلبها كل حقوقها العلمية والسياسية والأدبية لتكون أسيرة في المنزل وأنتم تتسولون في الشوارع إن كان هذا رأيكم فأهلاً بالمنزل وحلال عليكم الشارع فلا أحد يعرف قيمة الشارع سوى الشارع نفسه· والسموحة منكم·
نفلة سعيد سالم البدال
عدد اليوم
