فوائد فيتامينات «بي» لمرضى القلب بين مصدق ومكذب

تعرض الباحثون الذين أجروا دراسات حول نجاعة الفيتامينات ودورها في الوقاية من الأمراض إلى صفعة جديدة. وكان الدور هذه المرة على فيتامين بي، التي تبين أنها لا تحمي مرضى القلب من السكتات القلبية أو الجلطات، وذلك حسب إحدى أكبر الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع ونشرت بالمجلة البريطانية المتخصصة في علم الأعصاب”لانسيت نورولوجي”. وكان بحث سابق قد أشار إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من الحمض الأميني في دمهم، والمعروف بهوموسيستئين، يكونون أكثر عرضة للجلطات والسكتات القلبية، وأن تناول الفيتامين بي أو الأغذية الغنية به تقلل نسبة الهوموسيستئين في الدم وتمنع بذلك تكرار حدوث الأزمات القلبية. ولاختبار صحة هذه الفرضية، أجرى باحثون أستراليون دراسة جديدة شملت 8.164 مريضاً من الذين سبق لهم التعرض للجلطات أو الذين عانوا من مشكلات في القلب خلال الأشهر السبعة الماضية، وذلك بإعطائهم غفلاً (الغفل أو البلاسيبو هو عبارة عن مادة تأخذ شكل الدواء ولكنها لا تحتوي علي أية عناصر فعالة) أو توليفةً من حمض الفوليك المشبع بفيتامينات بي وبي 6، وبي 12. وتوصل هؤلاء الباحثون إلى أن مستويات هوموسيستئين نقصت فعلاً لدى الأشخاص الذين تناولوا فيتامينات بي، لكن ذلك لم يجعلهم أقل عرضة للجلطات والسكتات القلبية أو الموت لسبب مرضي ما، بل إن تأثير تناولهم هذه الفيتامينات كان شبه منعدم. وعلى الرغم من هذه النتائج، قال بيتر سانديركوك من المستشفى الغربي العام في إيدنبرج بإنجلترا إن الجزم بانعدام أي تأثير لفيتامينات بي يتطلب إجراء أبحاث إضافية، مفيداً أنه من غير المنطقي التسرع بالحكم على خطأ الفرضية السابقة قبل القيام بدراسات وافية جداً، خصوصاً أن نتائج الدراسات السابقة التي أثبتت صحة فوائد فيتامينات بي بالنسبة لمرضى القلب كانت سليمة واستندت إلى تجارب علمية دقيقة. عن “واشنطن بوست”