الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وين» و«باك» في فوكوشيما

22 مايو 2011 20:58
في خطوة يعتقد الخبراء أنها يمكن أن تساهم في تحسين العلاقات المتشنجة في أحيان كثيرة بين اليابان واثنين من جيرانها في شمال شرق آسيا، يقوم زعيما الصين وكوريا الجنوبية بزيارة خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع إلى مناطق دمرها زلزال وتسونامي الحادي عشر من مارس الماضي في اليابان. وفي هذا الإطار، قام رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" والرئيس الكوري الجنوبي "لي ميانج باك" بجولة في مقاطعة فوكوشيما اليابانية، حيث ما زال العمال يكافحون من أجل وقف تسربات الإشعاعات بمحطة منكوبة لتوليد الطاقة النووية. كما قاما بزيارة إلى مدينة سينداي، التي تكبدت خسائر كبيرة جدّاً جراء الزلـزال المدمر الذي بلغت قوتـه 8.9 درجات على سلم "ريختر" والتسونامي العاتي الذي أعقبه. وتأتي هذه الزيارات في وقت تعقد فيه الحكومات الثلاث قمتها السنوية الرابعة في طوكيو، حيث من المتوقع أن تعلن عن مخططات تتعلق بتحسين طرق الرد على الكوارث وإدارة الأزمات، إضافة إلى أمن المنشآت النووية وسلامتها. وقال مسؤولون في العاصمة الصينية بكين إن "وين" قرر القيام بجولة تفقدية للمنطقة التي ضربها الزلزال من أجل إظهار التزام بلده بالمساعدة في جهود إعادة إعمارها. غير أن الصين رفضت مقترحاً قدمه رئيس الوزراء الياباني "ناوتو كان" يقضي بعقد القمة في تلك المنطقة، وذلك بهدف تبديد المخاوف بشأن الإشعاعات. والجدير بالذكر في هذا الإطار أن كلاً من الصين وكوريا الجنوبية أرسلتا فرق إنقاذ إلى اليابان عقب هذه الكارثة، التي أسفرت عن مقتل قرابة 20 ألف شخص وتشريد عشرات الآلاف. كما عبر العديد من الصينيين عن تعازيهم للشعب الياباني في رسائل عبر البريد الإلكتروني بعثت إلى موقع السفارة اليابانية في الصين. وقد دفع تعاطف الصينيين وتضامنهم مع اليابانيين في هذه المحنة السفير الياباني في بكين إلى التعبير عن شكره وامتنانه للصين عبر التلفزيون الوطني. يشار هنا إلى أن "وين" يسعى إلى تحسين علاقات بلاده مع اليابان، وهي العلاقات التي شهدت تدهوراً العام الماضي بعد قيام قوات خفر السواحل اليابانية بتوقيف قبطان مركب صيد صيني اصطدم مع سفن يابانية تقوم بدوريات في المنطقة بالقرب من جزر يدعي كلا البلدين السيادة عليها. ورأى متخصصون وخبراء في العلاقات بين البلدين في الصين الخميس الماضي أن زيارة "وين" إلى اليابان يمكن أن تشكل خطوة كبيرة في اتجاه تعزيز العلاقات الثنائية وتمتينها. وفي هذا السياق، يقول جين ليمبو، مدير بحوث آسيا- المحيط الهادي في المعهد الصيني للدراسات الدولية في معرض تعليقه على هذه الزيارة: "مما لاشك فيه أنها ستؤدي إلى تحسن في العلاقات الصينية اليابانية، وستكون لها أهمية إيجابية على العواطف والمشاعر بين شعبي البلدين". ولكن وعلى رغم أن العام المقبل يسجل الذكرى الأربعين لإقامة البلدين علاقات دبلوماسية، إلا أن ماضيهما لطالما تأثر باحتلال اليابان للصين في عقد الثلاثينيات، وهو الاحتلال الذي شمل تقتيل عشرات الآلاف في مدينة "نانجينج". ومن جهتها، لدى كوريا الجنوبية تجربتها المرة الخاصة بها مع اليابان، التي شملت أربعة عقود من الاحتلال تقريباً قبل الحرب العالمية الثانية. وعلى رغم أن الصليب الأحمر الكوري الجنوبي تبرع بـ40 مليون دولار لليابان بعد الزلزال -مبلغ يعد من أكبر التبرعات التي قدمها كيان غير حكومي- إلا أن علاقات البلدين تتميز في كثير من الأحيان بنوع من التنافس. كما أن العديد من الكوريين الجنوبيين شعروا بالغضب في الآونة الأخيرة عندما اعتمدت طوكيو محتويات كتب دراسية جديدة تعيد التأكيد على حقوق اليابان الترابية على جزر متنازع عليها بين البلدين أيضـاً. جون إم. ليونا - طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©