رنى شميس: أنا محظوظة

تخوض الفنانة السورية الشابة رنى شميس في هذا الموسم الرمضاني، مغامرة حقيقية من خلال مشاركتها بتسعة أعمال درامية، تتنوع ما بين التاريخي والاجتماعي والكوميدي والشعبي، حيث ستطل على جمهور المشاهدين بكثافة، لتؤكد حضورها على الشاشة الصغيرة، وتتحدى نفسها في امتحان صعب، تحاول فيه تنويع أدائها وتمييز شخصياتها، لا سيما أن العروض المتزامنة للأعمال الدرامية، ستحرّض المتابع على المقارنة بين أدائها في الأدوار المختلفة. لكن رنى لا تخشى هذا الاختبار، بل تعتبره فرصة لإثبات كفاءتها وموهبتها. وتقول إنها ضد أن يكتفي الفنان بدور واحد في العام، لأن التنويع في الأداء يجذب المشاهد ويسليه، كما أنه مهم للفنان، فالتجارب المتعددة تصقل الموهبة وتراكم الخبرات، كما أن قليلاً من الفنانين يلجؤون إلى خيار تقديم شخصية واحدة في الموسم الدرامي. وعن صعوبة أداء الفنان لشخصيات متعددة في وقت واحد، تقول رنى إن ذلك لا يحدث دائماً، فالأعمال تصور على مدار السنة، وهي لا تجمع بين أداء دورين في وقت واحد، وتضيف أن الممثل الخبير يعتمد على التكنيك الذي يسمح له بهذا التنويع دون أن يسقط في شرك المزج أو التشابه بين الشخصيات المؤداة. شخصيات متنافرة! يذهب الطموح برنى هذا الموسم لتقديم شخصيات، يصح أن يقال إنها متنافرة ومتباعدة إلى حد بعيد، مما يضمن لها مبدئياً التنوع والاختلاف، فمن دور الصحابية الجليلة (أسماء بنت أبي بكر الصديق) في مسلسل (رايات الحق) مع المخرج محمود الدوايمة، إلى مسلسل (تخت شرقي) مع المخرجة رشا شربتجي، وتلعب فيه شخصية (سارة) المدرسة التي تبحث عن عريس، وتحاول إيقاع أحد زملائها المدرسين في شباكها، إلى الجزء السابع من مسلسل (بقعة ضوء) الذي تؤدي فيه مجموعة من الشخصيات الكوميدية، أما في الجزء الخامس من المسلسل الشعبي ذائع الصيت (باب الحارة) فتلعب رنى شخصية زوجة خاطر، المرأة السلبية الحقودة التي تحيك المكائد وتحدث الفتن بين أفراد العائلة. وعما إذا كانت أدوارها الاجتماعية تحتاج إلى حذر أكبر في التمايز والاختلاف، لأن إمكانية التشابه بين الشخصيات واردة، تؤكد رنى أن لكل شخصية طابعها الخاص ونسيجها الدرامي، ومنها شخصية زوجة تفاجأ خلال وجودها خارج المنزل بانهيار البناء الذي تسكن فيه، واختفاء زوجها وابنها تحت الأنقاض، مما يضعها في حالة من الذعر والخوف والقلق، على مصير عائلتها المجهول، وذلك في مسلسل المخرج سامر برقاوي المثير (بعد السقوط)، كما تتنوع أدوارها في مسلسلات (أسعد الوراق) و(الزلزال) و(صبايا) و(أبو جانتي ملك التكسي) إلى حد بعيد. وإذا كانت رنى سعيدة بأدائها لدور أسماء ذات النطاقين، بما تحمله من أهمية تاريخية ودينية، فإنها تراهن بقوة هذا العام على أدوارها الاجتماعية، لأنها ترى أن الدراما التي تناقش هموم الناس ومشكلاتهم هي الأقرب إليهم، وتترك صدى مؤثراً بمقدار جرأتها في معالجة الموضوع المطروح، وتضيف أن واقعنا الاجتماعي مليء بالقضايا التي تحتاج إلى نوع من المكاشفة والمناقشة، وتستطيع الدراما التلفزيونية أن تلعب دوراً مؤثراً ومهماً في هذا المجال. مشاركات سينمائية بالإضافة إلى مشاركاتها التلفزيونية تخوض رنى هذا العام ولأول مرة تجربتين سينمائيتين، الأولى مع المخرج سمير ذكرى في فيلم (حراس الصمت)، المأخوذ عن (الرواية المستحيلة) للأديبة السورية غادة السمان، والثانية مع المخرج الشاب رياض مقدسي بعنوان (أنفلونزا)، وهو فيلم كوميدي قصير يناقش فكرة مصدر السعادة بقالب طريف. وتبدو رنى سعيدة بدوريها السينمائيين اللذين جاءا في عام واحد، وهي التي كانت تحلم بالسينما منذ بداية مشوارها الفني. وترى أن السينما السورية تعيش حالة مخاض، وتتفاءل بنهوض سينمائي متميز خلال السنوات القادمة. أما عن مشاركاتها المسرحية، لا سيما أنها من خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية، فتقول إنها نادرة نظراً لقلة الأدوار التي تجذبها، بالإضافة إلى ضعف الحركة المسرحية وازدهار الدراما التلفزيونية، مما يجعل الفرص في التلفزيون أهم وأغنى. لكنها تؤكد أنها لن ترفض دوراً مسرحياً مهماً يعرض عليها، فهي تحب المسرح وتتابع الحركة المسرحية باستمرار. محظوظة ومغامرة تعتبر رنى شميس نفسها محظوظة بوفرة الأدوار التي تعرض عليها وتنوعها، وكذلك بالمخرجين الذين عملت معهم، والفنانين الكبار الذين وقفت أمامهم، مما شكل لديها مخزوناً غنياً، أضاف إلى خبرتها الفنية الكثير، أما المنافسة فترى أنها مشروعة حين تكون نزيهة، وهي تحفز الفنان على بذل المزيد من الجهد، وتخلق جواً إيجابياً للإبداع. ولا ترفض رنى الشللية فهي موجودة برأيها في كل الأوساط، لكنها شخصياً لا تنتمي إلى شلة فنية معينة، وتعمل مع الجميع. ومع أن تعدد أدوار الفنان في الموسم الواحد يثير حفيظة البعض ويعتبر مغامرة غير محسوبة، إلا أن كثيراً من المتابعين يتنبؤون لرنى بقفزة نوعية هذا الموسم، بعد أن بدأت تجربتها تختمر وتتبلور بأدوار قوية، ربما تجعلها نجمة من نجوم رمضان.