الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيات يفضلن الدراسة ويؤجلن مشروع فارس الأحلام

4 يونيو 2014 00:41
أشرف جمعة (أبوظبي) الزواج المبكر كان حلم كل فتاة وأمل كل عائلة تريد أن تطمئن على ابنتها، خصوصاً عندما تصل الفتاة إلى المرحلة التي تكتمل فيها أنوثتها وتصبح بالفعل مرغوبة من الشباب الجادين الذين يبحثون عن شريكة المستقبل، لكن الطموحات مع مرور الأيام تغيرت اتجاهاتها، وحلم الزواج لدى الكثير من الفتيات أصبح يتعارض مع طموح إكمال الدراسة، ومن ثم وضع التعليم من الأولويات التي تطغى على أي شيء آخر، وعلى الرغم من مظاهر العنوسة التي تفشت في المجتمع، إلا أن بعض الفتيات اللواتي يدرسن في الجامعة يتعللن بالعديد من الأسباب التي تجعل الزواج مشروعاً مؤجلاً. وعندما كانت تبلغ الفتاة سن العشرين كان القلق ينتابها ويساور أسرتها حين لا يطرق ابن الحلال الباب سريعاً في هذه السن، لكن الأمر اختلف هذه الأيام، إذ إن الفتيات الجامعيات أنفسهن يتعللن بأن تجاربهن في الحياة قليلة، وأنهن يحتجن إلى مزيد من الوقت حتى يحققن أحلام الدراسة، ومن ثم الالتحاق بوظيفة مناسبة، وهو ما زاد من تفاقم ظاهرة العنوسة الاختيارية في هذا العصر. خطوط رئيسية حول إصرار العديد من الفتيات على تأجيل مشروع الزواج بهدف إكمال الدراسة، ومن ثم الحصول على شهادة جامعية، يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات الدكتور نجيب محفوظ: «الزواج سنة كونية، وهو دليل استمرار الحياة والتناسل في إطار العرف والتقاليد الاجتماعية، والعزوف عنه من دون أسباب حقيقية وواضحة ومقنعة في الآن ذاته يعد شيئاً مستهجناً ومرفوضاً في المجتمع، لكننا يجب أن نضع في أذهاننا أن العصر يتطور، وهناك متغيرات كثيرة نشهدها مع طلعة كل صباح، وإذا كان العلم هو سلاح الإنسان في مواجهة عقبات الحياة ومتطلباتها المتسارعة، فإن الاستقرار الأسري من أهم الأهداف التي يجب أن تكون خطوطاً رئيسية في حياة كل شاب وفتاة، وما من شك في أن ظاهرة العنوسة تواصل استمرارها في المجتمع لتترك غصة في النفس ومرارة في كل بيت، خاصة عنوسة النساء، ولم يكن أبداً الزواج في أي زمان أو مكان يتعارض مع تكوين أسرة تظللها ذرية، وتمارس دورها الطبيعي في المجتمع». شهادة جامعية ويبين محفوظ أنه في ظل حالات الطلاق المتزايدة التي يشهدها المجتمع، أصبح لدى العديد من الفتيات مخاوف، تتمثل في أن الفتاة التي تتعرض لهذا الكابوس من الممكن أن تبحث عن وظيفة لتستكمل بها الحياة وتشغل وقتها في عمل يؤمن لها مستقبلها ويجعلها تعيش في حالة نفسية جيدة، بدلاً من أن تندب حظها وتظل أسيرة آلام الانفصال، ويلفت إلى أن غالبية الفتيات يدركن تماماً أن الشباب المقبلين على الزواج يبحثن عن الفتاة التي لديها شهادة جامعية، ومن الممكن أن تشارك في الحياة من كل نواحيها، وأن تكون السند وتعمل لتخفيف الأعباء والمتطلبات. من بين الفتيات اللواتي يرفضن الزواج في سن العشرين، ريم البنداري التي تدرس إدارة أعمال، وتذكر أنها لم تزل صغيرة وتجاربها في الحياة محدودة، وأن الزواج يحتاج إلى استعداد نفسي وتهيئة خاصة، وتلفت إلى أنها مستمتعة بدراستها وتشغل وقتها في متابعة دروسها والحضور إلى الجامعة، ومن ثم التفاعل مع الأجواء التي تهيئها الحياة الجامعية لطلابها، وتأمل أن تسجل في الماجستير للحصول على درجة علمية جديدة، وبعد أن تحقق أحلامها في مجال التعليم، سوف تفكر في الزواج حتى تكون فتاة مؤهلة فكرياً للتعامل مع زوج المستقبل، وكذلك التعامل بجدية مع واقعها العملي، حيث الوظيفة وأسرتها وأولادها إن رزقها الله ببنين وبنات. امتيازات الرجال وتصر إيمان الغافلي على أن تكمل دراستها الجامعية حتى تستطيع التفكير في مسألة الزواج، خصوصاً أن المرأة من وجهة نظرها هي نصف المجتمع، وأنها يجب أن تحظى بكل الامتيازات المتاحة للرجل، خصوصاً في الحصول على قسط وافر من التعليم الجيد، وتشير إلى أن أغلب الشباب الذين يرغبون في تكوين أسرة يسألون عن مستوى تعليم الفتاة، لذا تحرص على أن تكون درجتها التعليمية في أعلى مستوياتها، خاصة أنها تدرس الطب، وتتمنى أن تكمل دراستها في الخارج. مهادنة الموج ولا تخفي منى بدر تخوفها من الواقع المرير الذي تعيشه المرأة في هذه الأيام، خصوصاً في ظل تزايد حالات الطلاق التي تؤثر بالسلب على معنويات المرأة وتجعلها لا تشعر بالأمان. وتلفت منى إلى أن هناك زيجات لا تزيد على عام واحد فقط، ما يدل على أن هناك خللاً في الحياة الزوجية، وهو ما يجعلها على المستوى الشخصي تتحمس لإكمال دراستها في مجال الاقتصاد حتى تكون نداً قوياً للرجل، وتنزل إلى ساحة العمل من دون خوف وتشاركه في كل شيء، وفي الوقت نفسه لا تخشى على مستقبلها من الضياع. وتشير إلى أن الحياة الزوجية في هذا العصر أشبه بمركب يسير وسط أمواج عالية، لذا يحتاج كل طرف فيها إلى مهادنة الموج حتى تسير المركب إلى شاطئ الأمان. تحقيق الأحلام رغم أن أسرتها تلح عليها كثيراً في أن توافق على واحد من هؤلاء الشباب، الذين تقدموا لخطبتها إلا أن أمل المحمدي ترفض بشدة أن يدخل حياتها أي إنسان من الممكن أن يشغلها عن تحقيق حلمها في إكمال دراستها الجامعية ومن ثم السفر إلى الخارج من أجل إكمال دراستها في مجال الهندسية المدنية، وتقول: ليس قلبي مغلقاً تجاه تكوين أسرة والارتباط رسمياً برجل يصونني، لكنني وجدت أن المرأة تحظى بتقدير مجتمعي أكبر حين يكون لديها شهادات علمية خصوصاً في هذا العصر، فضلاً عن أنني لا أحب أن يكون مستقبلي مرهوناً برجل يمتلك إقصائي في أي لحظة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©