الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديكورات تنطق بالأصالة والأناقة والإبداع

ديكورات تنطق بالأصالة والأناقة والإبداع
2 يونيو 2014 21:45
خولة علي (دبي) لكل فرد ميوله واتجاهاته ورؤيته في البحث وانتقاء النمط الذي يتوافق مع ذاته، ويجد فيه أجواءه، وبالرغم من تنوع هذا العالم الجمالي الذي يختزن في طياته الكثير من مفاهيم ومعانٍ هندسية وخطوط فنية متعددة، يستطيع به المرء أن يجلب مشاهد تاريخية وتراثية موغلة في الثراء ومتشحة بالمنمنمات والزخارف الدقيقة أو ينطلق إلى رحاب العصرنة والتطور المعقودة بالبساطة والعملية من جهة أخرى. توازن وانسجام لا تكتمل الصورة واللوحة المنشودة ما لم يتم الربط بين عناصر الديكور ومفرداته بطريقة متوازنة ومنسجمة مع بعضها وفق أسس منهجية صحيحة، تتوافق مع متطلبات المرء من جهة ويجد فيها البيئة التي يستطيع أن يتفاعل معها بشكل أكبر من جهة أخرى. وبعض المنازل على اختلاف تفاصيلها وتصاميمها تعكس حالة أصحابها النفسية، الذين يحاولون جاهدين أن يعيدوا تشكيل بيئتهم الداخلية وفق رغبتهم الملحة في تحقيق قدر من التوافق بين عناصرها بما يحقق لهم الراحة والاسترخاء. ومن بين العديد من المنازل المشيدة بفن وذوق ملاكه، منزل محمد عبيد، الذي يطلعنا على نماذج وتصاميم عبقه بروح الأصالة المعاصرة الغنية بعناصر ديكورية على قدر من الأناقة والإبداع في تفاصيلها. فما أن يُفتح الباب الرئيسي حتى يفضي المكان على ركن الاستقبال الذي فُصل بحاجز من قطعة ديكور عبارة عن منضدة دائرية الشكل تعلوها «فازة» بتشكيلة من الزهور وبعض قطع من الإكسسوارات، التي ساهمت في عمل حاجز جمالي يفصل الباب الرئيسي عن محطة الاستقبال. أبعاد جمالية وبدا المنزل قائماً على نظام الفراغات المفتوحة، حيث يعلق وليد عبيد قائلاً: إنه فتح المكان على مصراعيه وعمل بعض الحواجز أو الفواصل من مواد ديكورية لا تساهم في حجب البصر أو كسره وإنما تعمل على رسم أبعاد جمالية رائعة ومريحة، تنقل المرء ببصره من مكان إلى آخر ومن زاوية إلى أخرى. كما أن وجود هذه الفراغات يتيح أيضا لأصحاب المنزل التعامل مع الفراغات المفتوحة بمزيد من الحرية والراحة، إلى جانب وضع الأفكار ومرونة تغير أماكن مفردات الأثاث من حين إلى آخر، حيث إن توزيعها في هذه الفراغات المفتوحة تجعل البيئة أكثر ثراءً للناظر إليها. فلا يوجد ما يحد البصر إلا بطريقة جمالية تجعل المرء يتأمل في القطعة ملياً حتى ينتقل بخطواته إلى منطقة أخرى أكثر إبداعاً سواء في ألوانها أو في تفاصيلها. قطع فنية ويلفت مالك المنزل قائلا: بكل تأكيد إن عملية تصميم المنزل كان نتاج مشاركة مع زوجتي، فالمشاركة وتبادل الآراء، ومحاولة إقناع الآخر بفكرته، تفضي إلى نتائج ثرية في إعطاء هذا الملمح من الديكور الذي أردنا أن يظهر بهذه التفاصيل وهذه القيمة التي تمنحها قدراً من الأناقة والفخامة، فكل محطة وكل زاوية شغلت بإبداع، فلا يمكن أن تقع العين على زاوية أو جدار إلا وقد شغل بقطعة فنية سواء لوحة أو تحفة. فمحاولة إثراء الفراغات بطريقة مدروسة وممنهجة أمر مطلوب دون الإخفاق في عملية توزيع القطع بحيث تظهر بطريقة متكدسة ومزدحمة، مما تفقد العنصر الهام وهو التوازن والتناغم بين عناصر الديكور الداخلي وهو مطلب أساسي لنجاح أي ديكور، وهذا ما بدا لنا جلياً ونحن نتجول في أروقة وردهات المكان. محطة الاستقبال وقال عبيد: دائماً محطة الاستقبال يفضل ألا تخرج عن نطاق الفخامة والأناقة، لأنها أول فكرة أو قراءة ستعلق في ذهن الضيوف، حول عنوان المنزل ومستوى ذوق ملاكه، وقد اخترنا النظام الكلاسيكي الذي يبوح بمعاني الإبداع المتوج بالثراء. فهذا النمط من الأثاث يفضله الكثيرون، نظرا لكونه محطة للضيوف، فمن الضروري جدا أن تكون على قدر من الفخامة، في حين اتجهنا بنظام الأثاث الحديث لملء فراغات غرف المعيشة حيث الراحة والخصوصية. وقد تنوعت الجلسات بألوانها ومفرداتها وتفاصيلها، وأتاح نظام الصالات المفتوحة وضع عدة أنواع من الأثاث في ذات الصالة، بحيث يمكن تقسيم الصالة إلى عدة أجنحة كاستخدامها كجلسة عائلية من جهة، أو وضع طاولة طعام من جهة أخرى في ذات المكان مع وجود ممرات فسيحة لاستيعاب الحركة الدائمة بين ثنايا المكان. كما أن تنوع الفراغات وديكوراته أضاف نوعاً من البهجة والتجديد في المكان، ما جعل المحطات في أهبة الاستعداد لاستقبال أي ضيف. حيث ظلت الألوان المبهجة والفرحة تتلألأ لاستقبال أي زائر. ألوان غنية وقوية ولم يخرج ملاك المنزل عن الألوان الغنية والقوية وتوزيعها بشكل جميل ولافت، وتناسق بين وحدات وعناصر الديكور كالستائر والآرائك والوسائد، وألوان الجدران والأسقف، كما يوجد تمازج بديع بين الفضي والذهبي، فقد نجد الكثيرين لربما يبتعدون عن توزيع هذه القطع في جلسة واحدة، ولكن يقدم لنا مالك المنزل لوحة فنية رائعة حيث التآلف الجميل بين اللونين في جلسة كلاسيكية غنية. وعلى مقربة من المكان يمكن أن يلفت الزائر محطة أخرى لا تقل جاذبية عن الأولى، بألوانها التركواز والبرونزي في ترابط وانسجام يجبر الزوار على الجلوس في أحضان المكان والتمتع بكم من الإكسسوارات التي أثرت الفرغ وجعلته محطة ملكية الطابع. لوحات بديعة على الجدران لا تكتمل الجلسات على اختلاف ألوانها وتصاميمها من غير أن تتزين بالأكسسوارات والتحف التي نجدها قد وزعت بعناية وبطريقة فنية، فمنها ما وضع بكل أريحية على المناضد، ومنها ما عُلق في صورة تحف من الشمعدانات على الجدران، إلى جانب اللوحات التي أثرت المساحات الواسعة من الحيطان، وجعلت منها معرضاً لكل متذوق للفن الجميل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©