الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متاحف المنطقة الثقافية.. مرآة صادقة لرؤية أبوظبي 2030

متاحف المنطقة الثقافية.. مرآة صادقة لرؤية أبوظبي 2030
19 مايو 2013 23:16
تتألق المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات يوماً بعد يوم بملامح احتضانها للمجد الحضاري المعاصر والإرث الفني، مع تحضرها لافتتاح 3 من أهم المتاحف الدولية في العالم. «جوجنهايم - أبوظبي» و«اللوفر أبوظبي»، ومتحف «زايد الوطني»، والتي تروي قصة إنجاز لعاصمة أدهشت العالم بحلم طلع عليه الفجر باكرا فانبثقت منه تحف عمرانية تتراءى كما النبات من الأرض لتكتمل معالمها تباعا حتى عام 2017. وتماشيا مع استراتيجية 2030 ومع جهوزية المشروع الجامع لفخامة المظهر وعراقة المضمون، تتصدر أبوظبي مرة جديدة محور اهتمام المراقبين للمشهد المثقل بالمقتنيات والمجموعات النادرة من زاوية إبهار قل نظيرها. يترقب متتبعو الحركة الثقافية داخل الدولة وخارجها ورشة الإبداعات الناشطة التي تفرض نفسها على جزيرة السعديات الحاضنة لمجمع المتاحف الأول في المنطقة. ويشكل هذا المشروع الطموح في القرن الواحد والعشرين ملتقى للثقافة العالمية حيث يستقطب الزوار محلياً وإقليمياً وعالمياً مع معارض فريدة ومجموعات دائمة ومنتجات وعروض فنية متنوعة. أما تصاميم المتاحف، فهي بلا شك ستطبع بمبانيها المميزة بصمة تاريخية في الهندسة المعمارية للقرن الواحد والعشرين. إضافة إلى ارتقائها بالتعاون مع نخبة من أبرز معاهد الفنون والثقافة المحلية والإقليمية بينها جامعة نيويورك. مستقبل واعد وبحسب التسلسل الزمني سيكون «اللوفر- أبوظبي»، أول المتاحف التي سيتم افتتاحها في المنطقة الثقافية وذلك عام 2015، وبعده متحف «زايد الوطني» بكل ما يحمله من علامات فارقة في مسيرة البلاد، حيث سيشكل الأيقونة الأبرز في الجزيرة. ومن أعظم بيوت التاريخ يحضر «جوجنهايم - أبوظبي» بنسخته الخامسة والأكبر عالميا والذي من المتوقع جهوزيته عام 2017. أما الاطلاع على ما ستكون عليه هذه المعالم الثقافية القيمة، فهو متوفر من خلال «منارة السعديات» المرفق الحيوي الذي يستضيف كبريات المعارض الفنية المتخصصة. ويضيئ على تفاصيل المفردات المنتظرة في متاحف السعديات التي يتميز كل منها بطابع خاص يراعي بهيكله الخارجي ومساحاته الداخلية البيئة المحلية لمجتمع الإمارات. وكل ذلك من خلال نماذج هندسية عن مشاريع تلخص بملامحها الأولية قصصا عن مستقبل ثري وواعد، حيث تتوزع المجسمات بفن متقن، ويغوص النظر في تنوع ملفت يجمع بين جمالية التصاميم السابقة للعصر والحرص على نقل التاريخ العالمي والإرث المحلي بأمانة متناهية. «اللوفر- أبوظبي» كثيرة هي التفاصيل التي تميز متحف «اللوفر- أبوظبي» لكن أول ما يلفت النظر إليه قبته الكبيرة التي تظهر الخرائط أنها عائمة فوق مجموعة من المباني والقنوات المائية المتشابكة بأنماط متداخلة، وهي بالأسلوب الفني للمصمم جان نوفيل، تسمح بتوزيع الضوء والظلال بأشكال مدروسة على المساحات السفلى. ومما قاله نوفيل في المتحف: «أردته أن يكون على صورة أراض محمية تخص العالم العربي وتلك الجغرافيا». وتتحدث لـ «الاتحاد» مدير مشروع «اللوفر- أبوظبي» في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حصة الظاهري، عن الأهمية التي يمثلها المتحف الذي يحمل الصبغة الوطنية بكل تفاصيله. وتذكر أن «اللوفر- أبوظبي» الذي يمتد على مساحة 25 ألف متر مربع سوف يحتضن لوحات ورسومات ومنحوتات ومخطوطات أصلية ومقتنيات أثرية وأعمال تشكيلية من مختلف أنحاء العالم، من خلال مجموعته الدائمة واستضافته للمعارض الزائرة. وتشير إلى أنه قد تم تركيب مجسم أولي لقبة المتحف قطره 6 أمتار، يستخدم لاختبار عملية الضوء والظلال في الموقع تمهيدا لتصنيع هيكل القبة النهائي والذي سيكون قطره 180 متراً. وتذكر مدير المشروع أنه من باب اطلاع المهتمين على ما سيكون عليه المتحف عند افتتاحه عام 2015، تستضيف «منارة السعديات» وحتى 20 يوليو المقبل معرض «نشأة متحف» قبيل انتقاله إلى العاصمة الفرنسية باريس. وهو يشكل إنجازا مهما في مسيرة «اللوفر- أبوظبي» لأنه يكشف الستارة عن باقة من الأعمال الفنية التي تعكس جوهر المجموعة الدائمة للمتحف. وكان المعرض الافتتاحي للمتحف بعنوان «حوارات الفنون: اللوفر أبوظبي» وذلك عام 2009، حيث عرض فيه أول 19 عملاً ضمن مجموعة «اللوفر- أبوظبي». متحف عالمي وتشير حصة الظاهري إلى أن المعرض يضم 130 عملا فنيا، تشكل جانبا من أبرز المقتنيات من مجموعته الدائمة، وكما هو الحال في المعارض التي تستضيفها المنطقة الثقافية في السعديات استعدادا لافتتاح المتاحف العالمية يرافق «نشأة متحف» برنامج متنوع يشتمل على الجولات وورش العمل الإبداعية، مع توزيع كتاب يرصد بشكل تفصيلي اللوحات والمنحوتات التي أضافها المتحف إلى مجموعة مقتنياته الدائمة. و»اللوفر- أبوظبي»، حسبما تقول حصة الظاهري، سيكون واجهة مشرفة للعاصمة الإماراتية إقليميا ودوليا، كحاضنة للفن والثقافة وكوجهة رائدة لعشاق الفن الحديث والمعاصر بكافة آفاقه. وهو بمقتنياته وبرامجه العامة سيشهد مشاركة حشد من الخبراء الدوليين المعروفين ما يثري الحركة الثقافية والذائقة الإبداعية في الدولة والمنطقة. تماما كما هو المشهد الحالي مع «نشأة متحف» سواء من خلال الجلسات الحوارية أو المعروضات الدائمة لمتحف «اللوفر- أبوظبي». والذي سيكون أول متحف عالمي في الوطن العربي يضم أعمالا فريدة لم تعرض من قبل. حيث تكمن أهميته في إبراز الملامح المشتركة للتجربة الفنية الإبداعية التي تتخطى الحدود الجغرافية والوطنية والتاريخية. وتلفت إلى أن «اللوفر- أبوظبي» لن يعرض مقتنياته في قاعات منفصلة، لأن ذلك سيصعب على مرتاديه المقارنة والمقاربة بينها، لكنها ستعرض على شكل منظومة متصلة تسهل التعريف بالحقبات الزمنية المختلفة وإبراز الملامح المشتركة للتجربة البشرية الرائدة. وتوضح حصة الظاهري أنه مع وضوح ملامح المقتنيات الدائمة لمتحف «اللوفر- أبوظبي» كان لابد من توثيق المراحل المتلاحقة لنشأته والتي تمثل نقلة استثنائية لصناعة المتاحف في المنطقة. ومن هنا جاءت فكرة إصدار كتاب بعناون «نشأة متحف» يرصد عن قرب الأعمال المشاركة بالمعرض لتمكين كافة المهتمين بالفن الحديث والمعاصر بمن فيهم الطلبة من معرفة القيمة التاريخية لمقتنيات المتحف. أما المصمم العالمي جان نوفيل مهندس «اللوفر- أبوظبي»، وانطلاقاً من إدراكه للسياق التاريخي لهذه المنطقة، فقد قام بتصميم نظام ري مستوحى من الأفلاج يمر عبر المتحف في محاكاة للهندسة العربية القديمة. وتستلهم قبة «اللوفر- أبوظبي» المزينة بمخرمات هندسية شكلها من سعف النخيل المتداخلة التي كانت تستخدم في تغطية الأسقف وذلك للسماح للضوء بالمرور عبرها وتكوين أشكال وألوان غاية في الجمال. ويأتي نمط السقف المعقد نتيجة للتصميم الهندسي نفسه والذي يتكرر بأحجام وزوايا مختلفة ضمن 10 طبقات، 5 منها خارجية و5 داخلية. وقد تم تركيب نموذج لقبة «شعاع النور» يبلغ قطرها 6 أمتار وتزن 75 طنا وبعمق 5.5 متر وتدور حتى 30 درجة لمحاكاة الفصول وساعات النهار المختلفة. «جوجنهايم- أبوظبي» كخطوة فريدة من نوعها، تضم المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات أكبر متحف «جوجنهايم» في العالم، والوحيد في المنطقة. والمتحف الذي تبلغ مساحته 42 ألف متر مربع يعتمد رؤية عالمية معاصرة مع تركيزه على التقاليد الثقافية والتأثير الحضاري العربي والإسلامي على الفنون في الشرق الأوسط والعالم. وهو من تصميم المهندس العالمي فرانك جيري، ويضم مجموعات فنية دائمة وقاعات للمعارض الخاصة ومركزا للفنون والتكنولوجيا ومشغلا لتعليم الفن للأطفال. إضافة إلى مكتبة وقسم للأرشيف ومركز للأبحاث ومختبر لحفظ المخطوطات النادرة. ومن المتوقع افتتاحه عام 2017. ويورد فيصل الظاهري مسؤول العلاقات الخارجية، «جوجنهايم- أبوظبي» هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، قائلاً إن أكثر ما يميز المتحف تركيزه على الفن العربي المعاصر منذ عام 1965. الأمر الذي يجعله الأول من نوعه في المنطقة، ولاسيما أنه يشتمل على أعمال نادرة من الشرق الأوسط وجنوبي آسيا وشمالي إفريقيا. ويشير إلى أن الإضاءات على المتحف بدأت مع معرض «حوارات الفنون» الذي يستضيف فترة بعد أخرى مجموعة من الفنانين العالميين الذين اقتنيت أعمالهم ضمن مجموعات المتحف الدائمة، وذلك لاستكشاف الرؤى التنظيمية التي تساعد على بناء هيكلية مجموعة «جوجنهايم- أبوظبي» الفنية بما في ذلك «الثقافة الشعبية والصورة الوسيطة»، «النظام والنهج والمفهوم» و»التاريخ والذاكرة والسرد». وكان آخر الفنانين المعاصرين الضيوف، الأميركي جايمس روزنكويست والإفريقي إيل أناتسوي والصيني فنج مينجبو، والفنانين المصريين يوسف نبيل وعادل السيوي. ويتحدث الظاهري عن القيمة الفنية التي يضيفها «جوجنهايم- أبوظبي» كمتحف عالمي متخصص بالمقتنيات المعاصرة مما يوفر منصة ثقافية لافتة محليا وإقليميا وعالميا. وهذا برأيه ما يضيف إلى مزايا الفخر التي تنعم بها إمارة أبوظبي المهتمة منذ سنوات طويلة بالحركة الثقافية، ما يؤهلها لتكون عاصمة ثقافية في العالم العربي. ويقول الظاهري إن الهيكل الخارجي للمتحف الذي يظهر على شكل البراجيل بالمفهوم المحلي القديم، يؤكد على الحرص بالمزج دائما ما بين عصرية الفنون وآخر خطوط التصاميم، وبين الحفاظ على الطابع المعماري العربي. مضيفاً أن «جوجنهايم- أبوظبي» يعد متحفا عابرا للحدود ويقدم فضاء متميزا لمختلف الفنون والأنشطة الثقافية المعاصرة من الدولة والمنطقة والعالم. وأنه من خلال مجموعة أعماله سيعزز فلسفة مغايرة حول تاريخ الفن. براجيل مخروطية وعن أهمية انعقاد سلسلة «جوجنهايم- أبوظبي: حوارات الفنون»، يوضح فيصل الظاهري أنها تسهم في تعزيز رؤية المنطقة الثقافية في السعديات وتحقيق رسالتها الرامية إلى تقديم الفرص للتعلم والاستكشاف. ولاسيما أن الرواد المعاصرين الذين اقتنيت أعمالهم ضمن مجموعة المتحف المتنامية، هم من أجيال وبلدان متنوعة وأساليب ومدارس فنية مختلفة. ويلفت إلى إن تنوع أعمال الفنانين ونهجهم الفني إنما يعكس الفلسفات المتميزة التي يعملون على أساسها، وكذلك رؤيتهم المتفردة وإدراكهم للفن المنتج في حقب زمنية وأماكن مختلفة، لذلك فإن اختيار الفنانين المشاركين يكون بناء على منظور تاريخ الفن العابر للحدود والذي يسعى «جوجنهايم- أبوظبي» إلى الارتقاء به من خلال الإقرار بديناميكية صناعة الفن عبر الأماكن الجغرافية والأزمنة المختلفة. ويوضح أن الحوارات وورش العمل المرافقة تركز على الرؤية الفنية الفردية والمواضيع الرئيسية ومفاهيم الفن المعاصر والسرد التنظيمي الذي يشكل إطاراً لتحديد مجموعة مقتنيات المتحف بما في ذلك الثقافة الشعبية والصورة الوسيطة، والتي تتضمن التجريد والذاكرة والسرد والنظام والعملية والمفهوم والمنظورات العالمية. ويتحدث المعماري فرانك جيري مهندس «جوهنهايم- أبوظبي» والحائز جائزة «بريتزكر» عن التصميم المبهر والفريد للمتحف قائلا: «هو معلم يعرض طريقة تقدم المرونة للمنظور التنظيمي، إضافة إلى إضاءته كل مرة على تجارب دائمة التجدد». ويشرح أن التصميم الهندسي للمشروع يخضع لعدة إشارات متطورة، بينها تنظيم صالات العرض في عدة مجموعات متصلة بممرات ومرتكزة حول ساحة مسقوفة. ويمتاز «جوجنهايم- أبوظبي» بإطلالاته الخلابة على الخليج العربي تحاكي الأشكال المخروطية المفتوحة على كافة العناصر الأخرى، وهو يأتي على نسق البراجيل المعروفة في المنطقة والتي تسهم في توفير التهوئة والظلال للساحات الخارجية للمتحف. وقد تم توزيع قاعات العرض حول الردهة الرئيسية على 4 مستويات ترتبط فيما بينها بجسور زجاجية، ويتضمن المتحف مسرحا يتسع لـ 350 مقعدا حيث تقدم مجموعة واسعة من البرامج التعليمية وعروض الأداء الفني، إضافة إلى متجر ومطعم وعدد من المقاهي. كما سيقدم «جوجنهايم- أبوظبي» منحا دراسية عن مختلف المجالات، أهمها تاريخ الفن في الشرق الأوسط في القرنين العشرين والواحد والعشرين، وقد أطلق المتحف برنامجا طموحا لجمع المقتنيات الفنية التي من شأنها تعزيز التزام المتحف بالعمل مع الفنانين المعاصرين. «زايد الوطني» وبالانتقال إلى «متحف زايد الوطني» ضمن المنطقة الثقافية لجزيرة السعديات والمتوقع افتتاحه عام 2016، تتمثل القيمة الفعلية لحرص إمارة أبوظبي على حفظ تاريخ الوطن من أجمل مشاهده وأكثرها تأثيرا في الأجيال، ومن هنا يأتي «متحف زايد» بصورة تليق باسمه حيث يكرم هذا الصرح الأشبه بلؤلؤة نادرة ذكرى مؤسس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويضيء على إرث الراحل والتراث الإماراتي ومسيرة وحدة الدولة وتاريخها وارتباطها بالمنطقة العربية، وهو من تصميم المعماري الإنجليزي اللورد نورمان فوستر ويمتد على مساحة 12 ألف متر مربع، بحيث يضم 5 قاعات تتناول كل منها أحد المفاهيم المرتبطة بإرث زايد، وهي البيئة والتراث والاتحاد والتعليم والإنسان. ويتكون كذلك من قاعات دائمة وصالات لعرض الأعمال الفنية وأخرى لاستضافة المعارض الزائرة، وفيه مركز تعليمي ومسرح ومرافق تجارية ومطاعم ومنطقة لخدمات الزوار. وقد تنافست على رسم خرائطه 12 شركة عالمية في مسابقة لإنشاء أفضل تصميم، وجاءت النتيجة فوز تصميم شركة «فوستر وبارتنرز» الحائزة جائزة «بريتزكر». جناح الصقر ويقدم متحف «زايد الوطني» تاريخ الإمارات العربية المتحدة ويستعرض سيرة الوالد زايد وتوحيده للدولة تحت لواء واحد. وتستلهم الأبراج المميزة للمتحف تصاميمها من شكل ريش جناح الصقر، الذي يعد من أهم رموز الموروث الثقافي في البلاد. وقد تم تصميم المبنى وفق معايير توفير استهلاك الطاقة وذلك من خلال عوامل التهوئة والإضاءة الطبيعية للأبراج الخمسة. ويقول المهندس العالمي نورمان فوستر مصمم أعمال المتحف - الأسطورة، إنه نصب تذكاري لمؤسس دولة الإمارات، وهو رمز لأمة متطورة كما يظهره تاريخها وتحولها الاجتماعي والاقتصادي. ويوضح أن الفكرة الهندسية للمشروع كان الهدف منها جمع الشكل الحديث عالي الفعالية مع عناصر التصميم والضيافة العربية التقليدية لإنشاء متحف مستدام منسجم مع محيطه. كتاب «نشأة متحف» يسرد كتاب «نشأة متحف» من خلال أكثر من 300 عمل فني مجموعة المقتنيات التي سيحتضنها متحف «اللوفر - أبوظبي». بدءا من قصة إنشاء المتحف والإرادة الصادقة التي ساهمت بخروجه إلى النور، إلى الطريقة التي تبنى من خلالها مجموعة المقتنيات الاستثنائية فيه. والتي تمثل نقلة نوعية في قطاع المتاحف في القرن الحادي والعشرين. وتعرض كافة الأعمال في سياقها الثقافي حيث تتبع الخطوط الزمنية والموضوعية للمتحف، في منظور متصل بالثقافات العظيمة من الأقدم إلى الأحدث. ويساهم الكتاب في وضع تعريف للمتحف وهو الأول في العالم العربي، حيث تنتمي مقتنياته إلى مختلف الحضارات والمناطق الجغرافية والحقب البشرية. ويشكل جزءا من عملية كتابة تاريخ الفن العالمي بما فيها الفنون في أبوظبي. ومن خلال ربط اسم أبوظبي مع «اللوفر»، يعرض المتحف العالمي أعمالا تاريخية وثقافية واجتماعية مهمة مع الإضاءة على التأثيرات المشتركة والمواضيع العالمية لإظهار القواسم المشتركة للتجربة الإنسانية التي تتجاوز حدود التاريخ والجغرافيا. منارة السعديات مع الاستعدادات المتواصلة لإنجاز الأعمال الهندسية في مجموعة المتاحف المرتقب افتتاحها على الجزيرة، تعد «منارة السعديات» المركز المتخصص بالمعارض والفنون، البوابة المؤدية إلى هذه المشاريع، وتعرض فيها الأفكار التي يجري تطويرها على الجزيرة حيث تستقبل الفعاليات ذات الصلة التي تنظمها «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» مع مجموعات من حول العالم. وذلك لتزويد الزوار بمعلومات وافية حول برنامج المتاحف المستقبلية. ويوجد في «منارة السعديات» 3 صالات عرض كبيرة لاستقبال المعارض الفنية والثقافية الدائمة والمؤقتة. وقد استضافت حتى تاريخه ما يزيد على 300 ألف زائر، ضمن معارض دولية على غرار «فن أبوظبي» و»نشأة متحف» و»حوترات الفنون» و»بيئة المستقبل». إضافة إلى المعرض الدائم «قصة السعديات» الذي حاز جائزة «أفضل عرض سمعي وبصري» في حفل جوائز «بالم» الشرق الأوسط، وهو برنامج الجوائز الوحيد في المنطقة المتخصص بالتكنولوجيات البصرية والسمعية والترفيه. وقد استوحى تصميم «جناح الإمارات» من الكثبان الرملية في الإمارات، وهو موجود ضمن منارة السعديات. وهو صمم للمشاركة في معرض «وورلد إكسبو» 2010 في شانجهاي من قبل «فوستر» وشركاه، إحدى أكبر الشركات الهندسية في العالم، وقد أعادت «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» تركيبه في منارة السعديات. وقد تطلب ذلك تفكيك الجناح وتوضيبه في 52 حاوية وشحنه إلى أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©