سوق أبوظبي: أغلب المستثمرين يعتمدون على أموال خاصة ومدخرات بعد تراجع الائتمان

تعتمد الغالبية العظمى من المستثمرين الحاليين في سوق ابوظبي للأوراق المالية على أموال خاصة أو مدخرات في تعاملاتهم، بحسب راشد البلوشي نائب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات. وقال البلوشي في بيان صحفي أمس تعليقاً على نتائج معدل رضا المستثمرين بسوق أبوظبي إن الاعتماد على اموال خاصة او مدخرات يعكس بوضوح انخفاض حجم الائتمان الممنوح من المؤسسات المالية والمصرفية العالمية والمحلية في أعقاب الأزمة المالية العالمية. وتراجع حجم وقيمة الصفقات المنفذة في سوق أبوظبي للأوراق المالية منذ اندلاع الأزمة المالية بشكل كبير لتتراوح حول 100 مليون درهم بعد أن كانت في العام 2007 تفوق هذا الرقم بكثير. وأضاف البلوشي أن معظم المستثمرين يلجأون إلى توزيع استثماراتهم بين عدة أسواق للحد من المخاطرة. وبلغ معدل رضا المستثمرين عن سوق ابوظبي للأوراق المالية نحو 58.64 بالمائة من إجمالي 801 مستثمر شارك بالاستبيان الخاص برضا المستثمرين الذي انطلق خلال الفترة من 20 يونيو إلى 20 يوليو 2010 في إطار جهود تطوير السوق وتنفيذ خططه الاستراتيجية. وقال سوق ابوظبي للأوراق المالية في بيان صحفي أمس إن نسبة المواطنين المشاركين في الاستبيان بلغت نحو 43.5 بالمائة في حين مثل الأجانب 56.5 بالمائة وهو ما يعطي إدارة السوق صورة واضحة عن مستوى الأداء نظراً لما تتيحه المشاركة الكبيرة للأجانب من القدرة على المقارنة بأداء الأسواق الأخرى. وأشار راشد البلوشي، نائب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات، إلى أن هذا الاستبيان واحد من أصل خمسة استبيانات تم اطلاقها من قبل السوق الشهر الماضي للتعرف إلى درجة رضاء كافة المتعاملين وفقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة ومتطلبات وأهداف أجندة السياسة العامة والرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030. وأسفر الاستبيان عن توضيح مجالات التفوق التي يتميز بها سوق أبوظبي للأوراق المالية وعلى رأسها خدمات التداول مثل إصدار شهادات الأسهم وإيداعها وعمليات الرهن وفك الرهن وإصدار رقم المستثمر وغيرها من الخدمات التي ترتبط مباشرة بعملية تداول المستثمرين، وكذلك ما يتيحه السوق من معلومات من خلال موقعه الإلكتروني على شبكة المعلومات. وأوضح البلوشي أن الكثير من المستثمرين قد أبدى ملاحظات بشأن المعلومات الخاصة بإفصاحات الشركات على الرغم من أن هذه المعلومات تتاح بشكل فوري بمجرد إخطار السوق بها كما أنها تتفق مع معايير ومحددات ثابتة وفقاً لمتطلبات الإفصاح لدى هيئة الأوراق المالية والسلع والسوق. وأكد نائب الرئيس التنفيذي أن المشكلة تكمن في طريقة استعراض البيانات وهو الأمر الذي تجري معالجته حالياً من جانب إدارة السوق بالعمل على إطلاق خدمات الإفصاح من خلال لغة XBRL لتقارير الأعمال التي توفر المعلومات من خلال معايير أكثر اتساقاً وبلغات متعددة، كما أنها تتيح القدرة على مقارنة أداء الشركات والقطاعات المختلفة لما توفره من أدوات كثيرة للتحليل. وأضاف البلوشي أن إدارة السوق تعكف حالياً على دراسة وتدقيق جميع الملاحظات ومواضع الضعف التي أشار إليها المستثمرون من خلال الاستبيان، موضحاً أن الكثير منها يدعم من توجهات السوق وجهوده للتطوير، لاسيما فيما يتعلق بالآليات المرتبطة بعمليات توزيع الأرباح حيث أكد البلوشي أن إدارة السوق سوف تدرس بعناية جدوى جميع المقترحات التي تقدم بها المستثمرون. وأسفر الاستبيان عن تحديد معالم جهود وأداء السوق في مجالات توعية المستثمر وطرح أدوات استثمارية جديدة وهو ما سوف يكون له آثار إيجابية على خطط وبرامج السوق في هذه المجالات المهمة في المستقبل. وأضاف نائب الرئيس التنفيذي أن إدارة السوق سوف تقوم بهذا الاستبيان مرتين في السنة للتعرف إلى الاتجاه العام والقدرة على التكيف مع المتغيرات من خلال الاستجابة للمتطلبات الضرورية وتعديل آليات بعض العمليات بما يتفق مع متطلبات حسن الأداء وتطبيق أفضل الممارسات العالمية مما يمكن السوق من تحقيق أهدافه الاستراتيجية.