الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خدمات المسنين والوجبات الجاهزة وصناعة الأدوية والسلع الرخيصة «فرص ذهبية» في الاقتصاد الياباني

خدمات المسنين والوجبات الجاهزة وصناعة الأدوية والسلع الرخيصة «فرص ذهبية» في الاقتصاد الياباني
7 أغسطس 2010 21:06
كانت اليابان قبل عقدين من الزمن تشكل 14% من الاقتصاد العالمي، وأضحت اليوم لا تشكل سوى 8%. وفي عام 1988 كانت ثمان من أكبر عشر شركات في العالم من حيث القيمة السوقية وثمانية من أكبر عشرة بنوك في العالم يابانية. أما اليوم فلا يوجد بهاتين القائمتين اسم ياباني واحد. وبعد أن كانت اليابان محركاً رئيسياً للاقتصاد العالمي غدت الآن في تراجع نسبي. ومن واقع العديد من المؤشرات تمر اليابان حالياً بفترة ركود، فعدد سكانها في تناقص ونموها الاقتصادي راكد منذ فترة وتدهورت قيم عقاراتها وأسعار أسهمها لسنوات. هذه الصورة القاتمة دفعت الحكومة اليابانية إلى الكشف عن استراتيجية نمو شاملة. فوسط التراجع العام في اليابان هناك أسواق نمو خافية. والشركات التي استهدفت هذه الأسواق تشهد ازدهاراً. وبالنظر إلى القلق الأكبر الطويل الأجل وهو الديموجرافية. فإنه ينتظر أن يقل عدد سكان اليابان من 127 مليون نسمة اليوم إلى 124 مليون نسمة بحلول عام 2020 و100 مليون نسمة في عام 2050. فالدولة تكبر سناً ما يعني تناقص العاملين وتضاؤل الإنتاج. غير أن الانكماش لا يحدث بصورة واحدة في كافة المناطق باليابان. ففي الوقت الذي يقل فيه عدد سكان الريف الياباني ينمو عدد سكان طوكيو بنسبة تقترب من 1 في المئة. وبالتأكيد يزيد بها عدد كبار السن. وتدرك الحكومة اليابانية أن عدد من يتجاوز سن 65 في منطقة طوكيو الكبرى سيزيد بنسبة 45 في المئة بين عام 2005 وعام 2015، وإن الشركات التي ستخدم هذه الفئات ستنمو أسواقها. وهناك مؤسسات مثل “بينيس” و”وانامي” تفتح حالياً أعداداً من دور رعاية المسنين. ولدى مطاعم واتامي خدمة تسليم وجبات متنامية إلى المنازل للمسنين وستبلغ إيراداتها المالية أكثر من 50 مليار ين (نحو 550 مليون دولار) بحلول عام 2013. ونظراً لارتفاع سن الزواج بسنتين خلال العقدين الماضيين وتأجيل الإنجاب فقد زاد الإنفاق على حفلات العرس في طوكيو بنسبة 40% مقارنة بالإنفاق من عشر سنوات بحسب “زيكسي”، المجلة المتخصصة في شؤون الزواج. ورغم تناقص عدد المطاعم منذ عام 1998 تضاعفت سوق الأغذية المعبأة مثل علب وجبات “بنتو”. كما ازدهر نشاط الوجبات السريعة عموماً. وشهدت سلسلة مطاعم ماكدونالدز سادس زيادة على التوالي في مبيعات نفس المنافذ العام الماضي. وشهدت سلسلة مطاعم “كنتاكي” زيادة كبرى لأرباحها نظراً لعزوف كثير من الأمهات عن الطهي. وهناك سوق واعدة أخرى تكمن في صناعة الأدوية. حيث زادت مبيعات الأدوية 3 في المئة سنوياً وهو أمر غير مستغرب في دولة يكبر متوسط أعمار سكانها نسبياً. غير أن مبيعات الأدوية العمومية زادت بنسبة أعلى ثلاث مرات. إذ تشجع الحكومة اليابانية استخدام الأدوية العمومية لتقليل تكاليفها من خلال زيادة الطلب عليها وإنتاجها على نطاق واسع، لاتشكل الأدوية العامة سوى 20 في المئة من سوق الأدوية اليابانية البالغة قيمتها 80 مليار دولار مقارنة مع أكثر من 60 % في أميركا وبريطانيا ولذا فهناك مجال كبير لنمو هذه الصناعة. واستفادت شركات يابانية من ذلك مثل “نيشي - آيكو” و”توا” و”ساواي” كما استفادت شركات غير يابانية مثل “ساندوز” و”ايمباكس”. كما أن هناك شيئاً من التفاؤل في تجارة التجزئة. إذ تراجعت مبيعات متاجر المنوعات بنسبة 10 في المئة كذلك تراجعت مبيعات السوبر ماركت بنسبة 4 في المئة مسجلة كل منهما 13 سنة متتابعة من التراجع. غير أن هناك فئتين تجاريتين تزدهران حالياً. إذ نما التسوق عبر الانترنت بنسبة 17 في المئة كل عام منذ عام 2005 وينتظر أن يزيد بنسبة تقترب من 10 في المئة سنوياً لغاية عام 2015 بحسب “ماكينزي” للاستشارات. كما أن كبريات شركات السوق مثل راكوتين وياهو اليابان وكاكاكو تحقق نمواً جيداً. ومع تراجع مبيعات السلع الفاخرة راج بيع الأصناف رخيصة الثمن. إذ زادت مبيعات “يونيكلو” و”اتش اند ام” و”فورايفر21” (للملابس) و”ايكياو نيتوري” (للأثاث). وهناك بعض الشركات تستفيد فعلياً من الانكماش الياباني العام. إذ إن تراجع أسعار العقارات التجارية وزيادة الوحدات الشاغرة في اليابان قد أتاح لشركة ساجاوا المتخصصة في تسليم الطرود البريدية أن توسع شبكة منافذها بنسبة 80 في المئة إلى 540 منفذاً. وبعض الشركات الأكثر مهارة في استغلال موارد النمو في اليابان هي شركات أجنبية لا تتقيد طرق التشغيل التقليدية. فهناك “ماك كوزمتيكس” التابعة لـ”استيه لاوردر” الأميركية التي سبقت منافسيها من خلال تجربة طرق جديدة مثل أكشاك البيع المؤقتة داخل محال الملابس. وراحت بعض الشركات اليابانية تواجه تراجع أسواقها المحلية من خلال توجها أكثر نحو العالمية فزادت عمليات اندماج واستحواذ تلك الشركات في الخارج. ناموميورا و”كيرين” و”توشيبا” وغيرها أجرت عمليات استحواذ كبرى في خارج اليابان في السنوات القليلة الماضية. وفي عام 2008، اشترت “داييشي سانكيو” ثالث أكبر شركة أدوية في اليابان “رابناكس” إحدى شركات تصنيع الأدوية بالهند. فضلاً عن أنه رغم استمرار اليابان في مقاومة الهجرة تسعى شركاتها في استقطاب موظفين أجانب. مثلاً لدى “باناسونيك” و”يونيكو” و”كوماتسو” الشركات المصنعة للمعدات الثقيلة خطط توظيف أجانب طموحة. عن «ايكونومست»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©