الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناورات البلطيق.. وشبح التوسع الروسي

19 مايو 2015 21:57
قبل نحو عام من اليوم، استولى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شبه جزيرة القرم الأوكرانية لأنه كان يخشى توسع حلف «الناتو»، كما قال. وهذا الأسبوع، كانت الدبابات الأميركية تجوب الريف الإيستوني على بعد 65 ميلاً فقط من الحدود الروسية ردا على مخاوف محلية بشأن نزعة روسيا التوسعية. فمن المدمرات في بحر البلطيق إلى المظليين في سماء جورجيا إلى جنود الاحتياط بزيهم العسكري المموه في غابات إيستونيا، مثّلت المناورات والتمرينات العسكرية عبر بلدان الكتلة الشرقية السابقة هذا الأسبوع مؤشراً جديداً وواضحاً على المخاوف بشأن اعتداء من الكريملن؛ حيث أجرت إستونيا خلال الأيام الأخيرة أكبر مناورات عسكرية منذ نهاية الحرب الباردة، واتخذت دول أخرى مجاورة لروسيا خطوات جديدة قوية لتجنب مصير أوكرانيا. جهود التدريب ورفع الجاهزية العسكرية اجتاحت المنطقة كلها؛ ففي الأسبوع الماضي فقط أجريت تمرينات عسكرية منفصلة في كل من بولندا وليتوانيا وجورجيا وإستونيا وبحر البلطيق. تمرينات قال مخططون عسكريون إنها تمثل محاولة عملية لتعلم دروس جديدة حول الكيفية التي تخوض بها روسيا الحرب؛ ولكن الهدف منها كان أيضاً التحذير من أنه خلافاً لما وقع في القرم، فإن الكريملن سيقابل بمقاومة شرسة إنْ هو فكّر في تجريب تكتيكاته في أراضٍ تابعة للناتو. كما يوجد مدربون عسكريون في أوكرانيا، حيث يحاولون تدريب القوات المقاتلة لهذا البلد حتى في الوقت الذي تشتعل فيه الحرب في الجزء الشرقي من البلاد. غير أنه إذا كانت التمرينات يمكن أن ترفع الجاهزية العسكرية، فإنها يمكن أيضا أن تستعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما يقول بعض المنتقدين. ذلك أنها تمثل جزءاً من عملية عسكرة سريعة على جانبي الحدود الروسية. وتأتي موجة التمرينات والمناورات العسكرية هذه في وقت تحيي فيه روسيا الذكرى السبعين لهزيمة الجيش النازي هذا الشهر باستعراض عسكري كبير في الساحة الحمراء في موسكو شمل عرض دبابات وصواريخ مضادة للطائرات جديدة ومتطورة. وقال وزير الدفاع الإيستوني «سفن ميكسر»، الذي ترأس التمرينات هذا الأسبوع في الدويلة البلطيقية الصغيرة الواقعة بين روسيا وبحر البلطيق: «إن هذا الوضع الأمني هنا هو من أجل المدى الطويل»، مضيفاً: «حين نحاول أن نكون تصالحيين أكثر مما ينبغي ونتخذ خطوات غير تصعيدية بشكل أحادي الجانب، فإن تلك هذه اللحظة، التي يستشعر فيها بوتين الضعف والتردد ويسرع إلى ملء الفراغ». وكانت دول «الناتو قد أعلنت، بعد استيلاء روسيا على القرم العام الماضي، اعتزامها إرسال قوات إلى بولندا وبلدان البلطيق الثلاثة إيستونيا ولاتفيا وليتوانيا بالتناوب، وجميعها بلدان أعضاء في حلف الناتو لديها حدود ضعيفة الدفاعات مع روسيا. أوباما أعقب التعهد الأميركي بزيارة إلى العاصمة الإستونية «تالين» في سبتمبر الماضي قال خلالها: «إن الهجوم على عضو واحد يمثل هجوماً على الجميع»، مضيفاً: «وعليه، فإذا طرح السؤال من جديد، في مثل هذه اللحظة، «من سيأتي من أجل المساعدة؟»، فإن الجواب هو: حلف الناتو، الذي يشمل القوات المسلحة التابعة للولايات المتحدة الأميركية». ومنذ ذلك الوقت، تقوم تشكيلات من القوات الأميركية بالانتشار في تلك البلدان بالتناوب حيث تجري مناورات عسكرية إلى جانب جيوش الدول المستضيفة. كما كثفت طائرات الناتو دورياتها في أجواء البلطيق، حيث اعترضت طريق طائرات روسية مئات المرات العام الماضي. وفي مناورات هذا الأسبوع في إستونيا، تدرب أكثر من 13 ألف جندي على كيفية الرد على غزو من دولة خيالية تدعى أسلافيا، كبديل لروسيا. وفي بلد يناهز عدد سكانه 1?3 مليون نسمة ومساحته أصغر من ولاية فرجينيا الغربية، كان لـ«عملية سيل» تأثير واسع تمثل في إفراغ أماكن العمل من العمال والموظفين، بسبب استدعاء جميع جنود الاحتياط، وفي هيمنتها على التغطية الإعلامية المحلية. كما شاركت تجريدات من الجنود الأميركيين، والبريطانيين، الذين قدموا الدعم الجوي بوساطة طائرات هجومية من طراز إيه 10 وُرتهوج، ولعبوا دور المعتدي بأربع دبابات على الأرض. مايكل برنبوم – تابا، إيستونيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©