الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهند تراهن على صناعة المنسوجات للقضاء على الفقر

الهند تراهن على صناعة المنسوجات للقضاء على الفقر
7 أغسطس 2010 21:09
توفِّر صناعة المنسوجات وظائف في الهند أكثر من أي قطاع آخر باستثناء الزراعة، حيث يشتغل بها نحو 35 مليون عامل بشكل مباشر و88 مليونا بشكل غير مباشر بإجمالي 123 مليون وظيفة. غير أن قوانين العمل الجامدة جعلت هذا القطاع مجزأ إلى شركات صغيرة وغير فعَّال. إذ تنص القوانين الهندية على أنه لا يجوز للشركة التي يتجاوز عدد عمالها 100 عامل أن تنهي خدمات أي منهم. يقول راجيش جويال، صاحب مصنع ملابس في جايبور شمالي الهند، إنه من المستحيل القضاء تماماً على تشغيل العمال صغار السن من الصبية والصبايا الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً، على الرغم من أنه لا يوجد في مصنعه هذه الفئة من العمال. ولكنه متأكد من أن بعض الشركات العائلية التي تورد له البضائع تشغل الأطفال. ويضيف أن الصبي الذي لا يعمل قد ينتهي به المطاف إلى الانحراف أو التطرف. ويشرح جويال الطريقة التي يتم بها قص وتجميع ثوب قطني في مصنعه لتصديره إلى أوروبا أو أميركا قبل إرساله إلى أحد البيوت الريفية لتطريزه بإتقان ثم إعادته إلى المصنع لتعبئته. وعادة يكون المنتج النهائي جميلاً. وجدير بالهند أن تصدر المزيد من هذه المنتجات، فالهند غنية بالمواد الأولية والأيدي العاملة الرخيصة وقرون من الخبرة. وصناعة الملابس هي بعينها نوع التصنيع كثيف العمالة الذي يمكن أن يفتح أمام فقراء الهند السبيل إلى الازدهار. بعد إلغاء حصص الدول الغنية التي أقصت صادرات ملبوسات الدول النامية عام 2004 كان المتوقع للمنسوجات الهندية أن تروج وتزدهر. وقد حدث بالفعل أن زادت صادرات الهند من الأقمشة والمنسوجات عام 2005 بنسبة 25% إلى 17 مليار دولار. ولكن منذ ذلك الوقت أصيب نمو هذا القطاع بخيبة الأمل. وفي العام الماضي لم تحقق صادرات الهند من المنسوجات والملابس سوى أقل من نصف هدف الحكومة المتفائل البالغ 50 مليار دولار، وكان الركود الاقتصادي العالمي أحد أسباب ذلك. والآن بدأت تتزايد الطلبات الواردة من خارج الهند، ولكن ما تزال هُناك عراقيل كبرى، فالإمداد بالطاقة الكهربية شحيح الأمر الذي يشكل عقبة كأداء للمصانع التي يلزم تشغيلها على مدار الساعة لكي تحقق أرباحاً. كما أنّ أرباب العمل يشتكون من أن نظام العمل بالحكومة يجتذب عمالهم. ويقول جويال إن المجتمع الذكوري يسبب مشاكل أيضاً وإن كثيراً من المعاناة سيختفي إذا تمكن من توظيف مزيد من النساء، غير أن نساء راجاستاني يمنعن في الغالب من العمل خارج المنزل. وتعتقد بعض الشركات الهندية أنّ السوق المحلية تنطوي على آفاق واعدة على نحو يفوق الصادرات. فمع ازدهار اقتصاد الهند هناك طلب مطرد على الأقمشة الاصطناعية التي تستورد حالياً بأسعار مرتفعة. ويشتري الهنود حالياً ملابس أكثر نظراً لتيسر أحوالهم المادية. ومن أجل تلبية احتياجات هذه السوق المتنامية سيتعين على مصنعي الملابس الهنود منافسة عدد متزايد من الماركات الغربية (التي يستفيد الكثير منها من سلسلة توريد صينية اقتصادية) المنتشرة حالياً في المتاجر في الهند. عن «ايكونوميست»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©