الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تسيطر على آلامك المزمنة؟

كيف تسيطر على آلامك المزمنة؟
12 فبراير 2006
دبي - فاديا دلا:
يتطلع الكثيرون منا إلى حياة اجتماعية نشطة مع القدرة على القيام بالأعمال وأداء الواجبات اليومية ومرافقة الأصدقاء، وقضاء الكثير من الوقت في ممارسة هواياتنا المفضلة· وأيضا نتطلع لأن نجد أنفسنا محاطين بأبنائنا ولربما أحفادنا أيضا· ولكن بالنسبة للعديد منا، تترافق رغباتنا مع حالة مؤلمة تُحوّل الأعمال اليومية البسيطة، مثل الجلوس مع الأصدقاء أو النهوض من المكان أو التكلم مع الأبناء، إلى تحدٍ هائل ومهمة مستحيلة· وهذا ما يسمى بالألم المزمن·
هناك الكثير من الآلام المزمنة التي عندما تخرج عن السيطرة تؤثر على النوم والنشاط، وتؤدي إلى الإحباط والاكتئاب والخوف من المستقبل لا بل إلى فقدان الثقة بمقدرة الطب والأطباء· وتتضمن الآلام المزمنة آلام الظهر والرقبة والركبة واليد والقدم عند السكريين والصداع المزمن والشقيقة وآلام المثانة والحوض، ومرضى السرطانات·
الملايين من الناس مصابون بأمراض مزمنة ولا يستطيعون الشفاء منها بشكل كامل، ومعاناتهم من الألم يومياً تغير مجرى حياتهم وتسبب الاكتئاب للكثيرين· وأكثر الأشياء إيلاماً والمترتبة على هذه الأمراض ليس الألم الجسدي، بل سلسلة التحديات التي يواجهها المريض يومياً عند محاولته القيام بمهام بسيطة لم يكن يعيرها اهتماماً في السابق· ولكن بزيادة معلوماتهم عن هذا المرض وتعميق فهمهم له، يستطيع المرضى السيطرة على المرض والحيلولة دون تفاقمه وأيضاً تخفيف أعراضه· فكيف تتم السيطرة على هذه الآلام؟ وما هي أهم الأدوية والمركبات التي تساهم في تخفيف الآلام؟ وكيف يتعامل المريض الذي يعاني من الآلام المزمنة مع حياته؟
علاجات الألم
يقول الدكتور أيمن المصري مدير العيادة الفرنسية لأمراض الروماتيزم في الشارقة: إن علاجات الألم تعتمد على نوعية الألم· ممكن تكون علاجات دوائية، او علاجات طبيعية، او علاج نفسي حسب نوعية الألم· فهناك آلام عادية تستمر لأقل من أسبوع، وآلام حادة تستمر لأقل من ثلاثة أشهر، وآلام مزمنة تستمر لوقت طويل حده الأدنى ثلاثة أشهر· ونصنف الألم حسب نوعيته: فهناك آلام ميكانيكية وغير التهابية نعالجها بشكل مباشر بمضادات الألم مثل 'البانادول والباراسيتامول' ومشتقاتهما، وعندما لا نجد استجابة نستخدم أدوية مثل 'الفولتارين' أو 'سيليبركس'· وهناك آلام حادة موضعية لبعض المفاصل نسكن ألمها عن طريق الحقن الموضعي· وعند المرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط أو نقص التروية أو المضاعفات الكلوية نلجأ دائما للعلاجات الطبيعية كالعلاج الكهربائي والعلاج المغناطيسي أو الكهرومغناطيسي·
ويستطرد الدكتور: الآلام المزمنة والتي تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر لها علاجات تتعلق بطبيعة استجابة المريض، والاستعداد الوراثي له فيمكن أن يستجيب للأدوية العادية غير الستروئيدية أو قد يستجيب لمركبات 'الكورتيزون' وقد نلجأ لمركبات 'الأوبياج' وهي مركبات تتضمن 'الكوديين' أو 'المورفين' وما شابه، وغالبا ما نستخدم ذلك في حالات الألم الناتجة عن أمراض سرطانية أو لمفاوية لا تستجيب معنا على الأدوية الأخرى العادية· وهناك الآلام العضلية والمفصلية الناتجة عن حالات نفسية يمكن أن يتم علاجها عن طريق التأهيل النفسي أو إعطاء أدوية مرخية للعضلات أو أدوية تساعد على تحسين الحالة النفسية للمريض، وتتفاوت مدة العلاج حسب الحالة المرضية· فالآلام الحادة قد تستمر لمدة لا تتجاوز الخمسة أيام والآلام المزمنة قد تستغرق عدة أشهر ويكون المريض مضطراً لتناول الأدوية المسكنة بشكل دائم وهذه الأدوية تخفف الآلام لكن لا تؤدي إلى اختفاء الألم نهائياً، لذلك لا تكفي هنا الأدوية المضادة للآلام بل علينا معالجة المرض نفسه، فالتشخيص الدقيق للمرض ومعالجته قد يؤديان إلى زوال الآلام نهائياً·
وسائل مكملة
الدكتور أيمن مفتي استشاري مفاصل وروماتيزم في المستشفى الأميركي في دبي
يرى ان التهاب المفاصل هو أحد أهم الأمراض المزمنة وأكثرها انتشاراً، وانه للتعامل مع أمراض المفاصل بشكل عام هناك وسائل عديدة، وهي وسائل متكاملة، كالعلاج الطبيعي والعلاج النفسي أو الأدوية البديلة· وهناك نوعان من الأدوية بعضها على المدى الطويل والبعض الآخر مسكن سريع وعلى هذا الصعيد يوجد الكثير من المركبات والأدوية الفعالة والتي نرجع درجة فعاليتها حسب المريض وحالته ودرجة استجابته والأعراض الجانبية التي قد تصيبه· لذلك على الطبيب تقدير كل هذه الحالات للحصول على أفضل النتائج وأقل الأضرار· اما المرض المزمن فلا شك أن مدة علاجه طويلة وغالباً لا يكون العلاج نهائياً وكاملاً، فالمرض قد يعيش مع صاحبه إلى الأبد·
ويضيف الدكتور أيمن قائلاً: جميع الأدوية المستخدمة لها أعراضها الجانبية ولكن بعضها له آثار أكثر من غيره· فمثلاً 'سيليبركس' مٌمقْمٍّ يتميز بقلة تأثيراته الجانبية على المعدة مقارنة بكثير من الأدوية المسكنة التي تسبب القرحة المعدية عندما يتناولها المريض بكميات كبيرة ولمدة طويلة، ولكن هذا لا يعني انه أمين تماماً، إلا أنه أحد أكثر الأدوية خضوعاً للدراسات السريرية والممارسات السريرية على حدٍّ سواء، حيث أجريت تجارب سريرية على أكثر من 44 ألف مريض لمدة أكثر من عام· كما أجريت تجارب على أكثر من 80 الف من المرضى من كبار السن وتم تثبيت النتائج في خمس دراسات منشورة، ناهيك عن مراقبة سلامة أكثر من 70,6 مليون مريض في أنحاء العالم بعد تناولهم لهذا الدواء·
جهاز المناعة
يقول الدكتور محمد فؤاد استشاري جراحة العظام ورئيس قسم جراحة العظام في مستشفى البراحة - دبي: هناك 200 نوع تقريباً من التهاب المفاصل وأكثرها شيوعاً هو الالتهاب العظمي المفصلي، الذي يحدث عندما يصاب الغضروف المحيط بالمفصل بالتلف ويصبح خشناً ورقيقاً وملتهباً· أما التهاب المفاصل الرّثياني، فهو مرض يصيب جهاز المناعة وتقوم فيه دفاعات الجسم الطبيعية بمهاجمة المفاصل· والتهاب المفاصل أو الروماتيزم هو مرض شائع قد يسبب الألم، ويعيق النشاطات الطبيعية، وفي أسوأ الحالات قد يمنع المصابين به من تأدية حتى أبسط الأعمال· لفهم هذا المرض لا بد من استخدام المُكملات الطبيعية وممارسة الرياضة واستخدام الأدوية المخففة للألم لتخفيف الالتهاب والورم، لأن ذلك يساعد على التحكم في حالة المريض ويسمح له بالاستمتاع بوقته وانجاز أعماله· ومن الأدوية الحديثة والقوية في تسكين الآلام دواء 'سيليبركس' ، فهو دواء يتميز بدرجة امان كبيرة من حيث عدم تأثيره السلبي على الجهاز الهضمي والغشاء المخاطي للمعدة، وكذلك عدم تأثيره على خاصية تجلط الدم، مما يتيح إمكانية استخدامه قبل العمليات الجراحية· وهو مسكن للألم بعد جراحة العظام اعتماداً على النتائج المُجمعة من تجربتين والتي أظهرت أن فاعليته في تخفيف الألم ممتازة·
الدكتور توما استشاري أمراض الجراحة العامة في جامعة فيينا - النمسا قال، ان
أحدث العلاجات للآلام الحادة هو مجموعة مستحضرات تؤخذ مع بعضها البعض بحيث نقلل من ضرر كل مستحضر· فمثلا للآلام الناتجة عن العمليات الجراحية نعطي المريض جرعة دوائية قبل العمل الجراحي بحيث تخفف الألم بعد الجراحة، ولا نستطيع في مثل هذه الحالات أن نعطي مريضنا أي مستحضر دوائي سيكون له أعراض جانبية خلال العملية مثل النزيف الدموي الحاد· وقد وجدنا مؤخرا في 'سيليبركس' بعض المواصفات الهامة، فهو لا يسبب النزيف لذلك نستطيع استخدامه بشكل آمن قبل العمليات الجراحية والتخفيف من الآلام اللاحقة لجراحة تقويم العظام، وجراحة الأسنان، والجراحة العامة، وإصابة الأنسجة الرَّخوَة وهذا ما كنا لا نستطيع فعله من قبل· واما بخصوص الآلام المزمنة فأن كل الأدوية على الإطلاق لها آثار جانبية على المدى الطويل لا سيما أن المريض الذي يعاني من الألم المزمن قد يعاني منه طوال حياته، فعليه ان يغير في طريقة تعاطيه مع الحياة أولاً واستخدام المسكنات الأقل ضررا والأكثر أماناً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©