الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عنيترازي: استشهاد الحريري خلّص إعلامنا من حرية زائفة

12 فبراير 2006
بيروت ـ الاتحاد:
طارق عنيترازي شاب في مقتبل العمر، غير ان انغماسه المبكر في العمل واهتمامه بالدرس والتحصيل، أمران اتاحا له ان يتولى المسؤولية الاولى في واحدة من ابرز المحطات الفضائية العربية، بعد ان تمرس في مجال الإعلام والعلاقات العامة، وتنقل بين عدة عواصم ومدن مهمة، كان آخرها دبي التي غادرها ليلتحق بعمله مديراً لمحطة تلفزيون 'المستقبل' حيث يتطلع إلى أن يحدث نقلة نوعية في مجال عمله الحيوي، فهو يعمل بهدوء وصمت، لا يعد بشيء ولا يهوّن من حجم العقبات التي يراها تعترض مسيرة التطور والحياة، دون ان يتخلى عن تفاؤله وروحه المرحة حتى في اشد لحظات العمل حراجة·· وهذا ما لاحظته اثناء لقائي به في بيروت حيث دار بيننا هذا الحوار·
يرى طارق عنيترازي ان هامش الحرية المتاح امام الفضائيات العربية فسيح جداً، حيث ان ثمة مسؤولية كبيرة هي ما يميز هذه الفضائية عن تلك، وهذه المسؤولية تتمثل في مدى مراعاة العادات والتقاليد والضوابط الاجتماعية، مؤكداً ان ذلك يتأتى من حقيقة تماس التلفزيون المباشر مع العائلة وافرادها فهو موجود في كل بيت ان لم نقل انه قد اقتحم كل غرفة، وبهذا فهو اخطر زائر يدخل دون استئذان إلى بيوتنا، ومن هنا تكون الخطورة عند مفترق الطرق: فأما ان تكون صديقاً مخلصاً، أو تكون صديق سوء·· هذا هو سؤال الاختيار عند القائمين على شؤون اية فضائية عربية، أو هذا هو ما ينبغي ان يكون·
ثمن الدم
لا يتفق السيد عنيترازي مع الرأي الذي يجد ان 'المستقبل' تتناول قضية استشهاد الحريري بوصفه مالكاً للمحطة، وبوصفها جزءاً من (الماكينة الإعلامية) للشهيد رفيق الحريري، فمع ان ذلك الأمر صحيح، الا ان رجلاً مثل الحريري بمثابة رمز لا يمكن احتكاره من قبل جهة أو فئة محددة من اللبنانيين، وخاصة بعد استشهاده، في تلك الحادثة المروعة حيث افتدى لبنان كله، ليكون ذلك اليوم محطة اساسية في تحقيق استقلال القرار اللبناني الناجز، وفي ما يخص الإعلام يجزم عنيترازي قائلاً: ان استشهاد الحريري حرّر لبنان بأكمله، مثلما حرر الإعلام اللبناني من (حريته الزائفة) تلك الحرية التي كانت ترغم إعلامنا اللبناني على قبول برامج سياسية تزيف الوقائع وتغلف (المعلومة) بكثير من الانشاء والضباب، مثلما كانت تختلق اخباراً تتحدث عن مشاريع تنموية لا وجود لها، وتتغافل واقع الكبت والتزوير، ومثلما كذلك كانت ترغمه على نشر افتتاحيات للصحف، كانت قد كتبت في اماكن أخرى لا صلة لها بهذه الصحيفة ورئيس تحريرها أو تلك، وبهذا (الاستشهاد) تحرر لبنان وتحرر الإعلام بوصفه جزءاً من الوطن، وعاد الإعلام إلى سابق عهده يوم كانت افتتاحية 'النهار' مثلاً تسقط حكومة أو تحل برلماناً···
على صعيد آخر يؤكد مدير تلفزيون 'المستقبل' ان ثمة حرباً خفية تدور بين المحطات غير ان سلاحها يتمثل في بعض مكاتب الاستشارات وهيئات الاحصاء والتخطيط أو ما يشابهها ممن يقومون باستطلاعات الرأي وتقديم المشورة لبعض المحطات أو لبعض الشركات أو ما ينشر من استطلاعاتهم ومعلوماتهم علناً لاغراض لا صلة لها بالاحصاء الدقيق والبحث العلمي المنزّه، ومن هذا ـ يقول عنيترازي ـ ان تدعي بعض هذه الجهات ان نسبة مشاهدة هذا البرنامج الذي يقدمه تلفزيون المستقبل ـ سوبر ستار مثلا ـ منخفضة، وهذا غير صحيح لكنه يؤثر على اتجاهات المعلنين وخياراتهم، وكما تعلم فإن الإعلان اصبح صناعة ضخمة في يومنا هذا··· وهم يفعلون هذا مع كثير من المحطات الجادة التي نكن لها كل اعجاب ومنها محطة أبوظبي التي أرى انها تتمتع بمستوى راق جدا، وباقبال كبير على مشاهدتها، لكن المحطات التي توازن بين متطلبات الجماهير والقيم الاجتماعية تتعرض لغبن كبير ومنها محطة 'المستقبل' من خلال احصاءات مزورة أو وهمية في احسن الاحوال، دافعها الغيظ أو الحسد···
ملتزمون بالأمل
ويضيف: لسنا شركة انتاج لكننا ملتزمون بدعم المبدعين العرب في كل المجالات، ومنها الفنية على سبيل المثال··· من خلال الاطلالة والدعاية والتسويق وهذا الباب مشرع امام كل فنان يقدم فناً راقياً، وهذا جزء من رسالتنا، لأن قناعتنا تقول ان علينا مسؤولية تجاه الناس، تجاه اولادنا وبناتنا وبالتالي تجاه حياتنا، وعليه فان علينا ان نهذب الذائقة ونرتقي بها وان نعزز القيم الايجابية وكل ما هو جميل في حياتنا، بعيداً عن ضوابط التجارة، ومن هنا فنحن ملتزمون بدعم اي فنان عربي وابوابنا مفتوحة لا بهدف الكسب المادي اذ اننا لا ننوي المنافسة برغم امكانياتنا الكبيرة، ولا ننوي ان نكون سوبرماركت للفن الهابط،، وخاصة في مجال الغناء، اذ نستطيع ان ننجز فيديو كليب اسبوعيا، ولدينا استوديو بسعة ستة آلاف متر مربع··· لكن هذا ليس عملنا·
واذ اقول (هل تنافسون القنوات الاخبارية إذا ؟) يطلق ضحكة قصيرة ويقول: لا، اطلاقا، فما تقدمه محطتنا لا ينافس العربية والجزيرة مثلا، وما نقدمه يركز على اخبار لبنان··· وطبعاً نتفاعل مع محيطنا وعمقنا العربي، واحداث العالم، مثل حرب العراق، والانتفاضة الفلسطينية··· وهكذا، لكننا نعرف قدرنا، ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه، ولذا نعرف مهمة المحطة المتخصصة، ونعرف مهمة محطتنا التي تقدم باقة من البرامج المنوعة والمسابقات والدراما والبرامج الثقافية في اطار ترفيهي اكثر قرباً للمشاهد واكثر وصولاً له، فضلاً عن برامج الاطفال ولدينا في هذا الباب مفاجأة، موجهة للفئة العربية بين عامين وستة اعوام لتعليمهم الآداب والعادات الصحية والاجتماعية، وسنخاطب كل الفئات، مثلما نخاطب الموشكين على دخول سوق العمل ومناقشة مشكلاتهم·
ويختتم مدير فضائية 'المستقبل' حديثه لـ 'الاتحاد' بالقول: لا اؤمن باننا لا يمكن ان نتغير وان ذلك هو قدرنا المحتوم، فالصورة المعتمة يمكن ان تتغير حتى في المجال السياسي، واعتقد ان السنوات الأخيرة هي اسوأ ما مر بنا على هذا الصعيد، لكن أبواب الأمل مازالت مشرعة· وهناك بوادر مشجعة وأنظر إلى ما حدث في لبنان ـ برغم كل شيء ـ وكذلك الانسحاب من غزة وسواها، فالانكسارات تقابلها انجازات والخسارات يقابلها تعاظم الأمل الذي أراه في كل شيء، في ذلك النمو المتسارع الذي تشهده الإمارات والسعودية، والنهوض الاقتصادي في الاردن، مثلا، وهذا ما نبحث عنه·· الأمل الحقيقي بدون تزوير أو زيف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©