الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض» الأفضل تسديداً والأغزر فرصاً والأكثر هجوماً

«الأبيض» الأفضل تسديداً والأغزر فرصاً والأكثر هجوماً
8 أكتوبر 2016 13:49
القاهرة (الاتحاد) جاء فوز منتخبنا الوطني على نظيره التايلاندي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في الجولة الثالثة من تصفيات مونديال روسيا 2018 ليعيد الاتزان إلى وضع الأبيض في مجموعته 2018، وبات رصيد الأبيض 6 نقاط في المركز الثالث خلف منتخبي أستراليا والسعودية متصدراً ترتيب المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، ويتساوى المنتخب الإماراتي مع اليابان في رصيد النقاط لكن لديه أفضلية الفوز على الساموراي في أولى مباريات تلك التصفيات. الحقيقة أن النتيجة الجيدة لم تعبر عن واقع المواجهة أمام أفيال تايلاند، فالأبيض كان الأفضل من كل الوجوه عبر أغلب فترات المباراة، خاصة في الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، وكان من الممكن أن تخرج الإمارات فائزة بعدد كبير من الأهداف دون اهتزاز شباكها لو أحسن لاعبونا إنهاء الهجمات ووضع اللمسة الأخيرة المحكمة على عدد كبير من الفرص التهديفية التي كانت كفيلة بإنهاء المباراة مبكراً جداً، ولكن رب ضارة نافعة، فالهدف التايلاندي تسبب في تأزم اللقاء لبعض الوقت، لكنه استنفر حماس وتركيز لاعبينا مرة أخرى، لتنتهي المباراة بشكل جيد جداً على المستوى الهجومي للأبيض، وتظهر بعض المحاذير الدفاعية التي يجب أن نهتم بها قبل خوض لقاء السعودية المهم جداً في طريق التصفيات. هجومياً، قدم الأبيض مباراة جيدة جداً، ولولا كم الفرص السهلة الضائعة، لحصل هجوم الإمارات على درجة الامتياز ولأحرز فوزاً غزير الأهداف، فقد بلغ عدد الغزوات الهجومية الإماراتية 55 هجمة، بمعدل هجمة واحدة/ دقيقة ونصف تقريباً من عمر اللقاء، مقابل 24 هجمة للأفيال، بمعدل هجمة واحدة كل 4 دقائق تقريباً. أيضاً صنع منتخبنا 10 فرص مؤكدة للتهديف، بخلاف هجمات خطيرة أخرى كان من المكمن أن تكتمل بصورة أفضل، والإجمالي بلغ 16 هجمة مكتملة لصالح الأبيض، وفي المقابل حصل المنتخب التايلاندي على 6 فرص للتسجيل، كان أخطرها 4 في الشوط الثاني، وهنا نحتاج إلى وقفة، فرقمياً كان هجوم الأبيض هو المكتسح لكنه مع توالي الفرص الضائعة، التي بلغت 7 فرص، منح منافسه الفرصة للعودة إلى اللقاء بسبب عدم حسم الأمور تماماً في توقيت مبكر، ومن خلال المتابعة الدقيقة للمباراة، نجد أن منتخبنا قد أضاع 4 أهداف على الأقل في الشوط الأول، ولو فعلها، لانتهى اللقاء بحفل من الأهداف. نقطة أخرى تكشف عنها تلك الأرقام السابقة، وهو منح المنافس الفرصة لتنفيذ هجماته القليلة والاستفادة القصوى من خطورة بعضها، وبمزيد من التفاصيل كانت أجنحة منتخب تايلاند هي الأخطر، حيث شن الأفيال 10 هجمات عبر الجبهة اليمنى اكتمل نصفها، وخلال الجبهة اليسرى نفذ أكبر عدد من هجماته الناجحة، والتي بلغت 6 هجمات، بنسبة نجاح لتلك الجبهة 67%، وهو ما يعني وجود ثغرة في الجانب الأيمن الدفاعي لدى الأبيض بنفس النسبة لكن سلبياً، وجاء الهدف التايلاندي الوحيد عبر تلك الجبهة، بل كاد الأفيال أن يزيدوا الأمور تعقيداً عبر نفس الطريق، ولهذا سيكون على ظهير الأبيض الأيمن توخي مزيد من الحذر أمام السعودية في المباراة القادمة. وبالمناسبة، فإن الوضع الدفاعي لدى ظهيري الأبيض لم يكن بهذا السوء الظاهر من خلال الهجمات العكسية للتايلانديين، ولكن لأن منتخبنا قام بمنح المزيد من الحرية لظهيرينا للتقدم هجومياً، والحقيقة أن هذا كان مطلباً ملحاً بعد مباراتي اليابان وأستراليا، لكن يحتاج الأمر إلى بعض التوازن، ورغم أن أغلب هجمات الأبيض كانت عبر العمق، بواقع 29 هجمة اكتمل منها 10، بنسبة تزيد على نصف الهجمات التي نفذها منتخبنا في المباراة، فإن ارتفاع معدل الهجوم عبر الأطراف ومشاركة ظهيري الجنب مع الأجنحة هو أمر جيد جداً، لكن يجب أن يقابله تحركات دفاعية من لاعبي الوسط، وهو ما فطن له المدير الفني، مهدي علي، وتحرك طارق أحمد ومعه حبيب الفردان لسد ثغرة الجانب الأيمن لدينا عقب هدف تايلاند المفاجئ. وما زلنا نقف عند أهم النقاط الهجومية في هذه المباراة، ولعل عموري كان أفضل تلك الأوراق على الإطلاق، فتمريرات نجم العين والمنتخب الحاسمة كانت رائعة، وصنع عموري بمفرده 5 فرص للتسجيل منها 2 Assist، كما كان أغزر اللاعبين محاولة على المرمى، بإجمالي 4 تسديدات لكنها كانت خارج المرمى، وقدم عموري أداء مميزاً على الأطراف أيضاً بخلاف قيامه بتمويل المهاجمين وامتلاكه الكرة في قلب الهجوم، حيث كان أكثر اللاعبين لمساً وتمريراً للكرة بإجمالي 94 تمريرة، وأرسل عمر عبدالرحمن 6 تمريرات عرضية بلغت دقتها 83%، وهي واحدة من مباريات عموري المميزة مع الأبيض، حيث يمر في الفترة الأخيرة بمرحلة متوهجة للغاية سواء مع المنتخب الأول ومع فريق الزعيم في دوري الأبطال الآسيوي. من ناحية أخرى، سجل علي مبخوت هدفين في تلك المباراة، ووجد كثيراً داخل منطقة الجزاء مشكلاً خطورة فائقة على دفاعات تايلاند وكان من السهل عليه أن يسجل هاتريك وأكثر، لكنه أضاع 3 فرص محققة للتسجيل وهو متوغل داخل دفاعات المنافس، أي أن مبخوت حصل على 5 فرص للتسجيل في هذا اللقاء، استغلها مرتين فقط، وإذا كان الأمر يحمل شقاً إيجابياً كونه قادراً على الوصول إلى مناطق الخطورة والتهديف، فإن الشق السلبي نتمنى تجاوزه، وهو إضاعة الفرص، لأن مواجهة الأخضر القادمة وما تبقى من مباريات في التصفيات بحاجة إلى كامل التركيز في اللمسة الأخيرة واستغلال كل الفرص المتاحة لمهاجمينا. ومن النقاط الإيجابية في هذا اللقاء، ما قدمه طارق أحمد في وسط الملعب من أداء مميز للغاية، سواء على المستوى الدفاعي والمستوى الهجومي، فكان طارق هو أكثر اللاعبين استخلاصاً وقطعاً للكرات من لاعبي المنافس، ونفذ ذلك 17 مرة متفوقاً على قلبي الدفاع وباقي زملائه، وقدم الضغط المستمر في وسط الملعب بشكل يؤكد أنه إضافة واختيار موفق لمنتخبنا في تلك المرحلة، وظهر أيضاً كمحطة ارتكاز مهمة للغاية في وسط الملعب، حيث جاء ثانياً من حيث عدد التمريرات بعد عموري، ومرر طارق الكرة 57 مرة بدقة عالية جداً بلغت 93%، ولم يكتف طارق بتقديم تلك الأدوار، بل زاد عليها هجومياً بتسديدة رائعة بين القائمين والعارضة كانت فرصة للتهديف بالإضافة إلى مشاركته الهجومية الفعالة في فرصة محمد فوزي التي ضاعت بعد عرضية غير متقنة من جانب الأخير، ويمكن القول بأن طارق هو اكتشاف رائع للمنتخب في تلك المرحلة المهمة. أيضاً كانت مشاركة أغلب لاعبي المنتخب في الجانب الهجومي ظاهرة وفعالة ومهمة للغاية، فشارك تسعة لاعبين في محاولات الأبيض على المرمى التايلاندي، عبر التسديدات، وإذا أضفنا إليهم الثنائي، فوزي وصنقور، من حيث صناعة فرص التهديف والعرضيات الجيدة، نجد أن 11 لاعباً شاركوا في تلك المباراة كشفوا عن وجه هجومي خطير يمنح الأبيض أفضلية كبيرة في المواجهات القادمة، وكان محمد فوزي قد مرر 4 كرات عرضية بنسبة نجاح 50% وصنع من إحداها الهدف الأول، كما أرسل عبدالعزيز صنقور عرضية واحدة لكنها كانت رائعة فوق رأس علي مبخوت في فرصة هائلة مؤكدة لمنتخبنا. وأخيراً، فإن الإحصاءات العامة للمباراة تكشف عن تفوق الأبيض التام، بنسبة استحواذ على الكرة بلغت 54%، و17 محاولة على المرمى التايلاندي مقابل 8 للأخير، وبالطبع كان التفوق الهجومي واضحاً للإمارات من خلال 8 محاولات من داخل منطقة جزاء المنافس، و6 تسديدات دقيقة، في مقابل محاولتين فقط للأفيال من داخل المنطقة وكلاهما بين القائمين والعارضة، ورغم خطورة بعض فرص تايلاند، فإن حرمانهم من الدخول كثيراً إلى داخل منطقة الجزاء الإماراتية يحسب لدفاعنا الذي قلل من أضرار هجمات الجانب التايلاندي، وإن كانت الفرص العكسية التي سنحت لمنافسينا الثلاثة حتى الآن، اليابان وأستراليا وتايلاند، تحتاج من جانبنا إلى مزيد من العمل وتقليل الأخطاء الدفاعية من أجل الاستمرار في المنافسة على بطاقات الصعود إلى المونديال حتى آخر لحظة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©