الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصورة الصحفية تواجه تهمة التزوير وسط احتجاجات المصورين المحترفين

الصورة الصحفية تواجه تهمة التزوير وسط احتجاجات المصورين المحترفين
19 مايو 2013 21:05
على الرغم من الانتشار الواسع لأجهزة التصوير الرقمي والهواتف الذكية التي باتت متوافرة بيد عشرات ملايين الهواة، وأصبحت جزءاً من الحياة اليومية لمستخدمي مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يبقى المصوروّن المحترفون ذوي أهمية لا يشغلها غيرهم، ولا أدلّ على ذلك سوى العديد من جولات الجدل الذي شكلوا محوره مؤخراً، وهذا ما ينطبق على قضية صورة جنازة في غزة، الفائزة في فبراير الماضي بجائزة أفضل صورة صحفية لعام 2012، والتي استمرت فصولها حتى الأسبوع الماضي، بعدما كانت تعرضت للتشكيك في صحتها. تأتي قضية الخلاف بين المغنية العالمية الاستعراضية بيونسيه (نولز) ونقابات مصوري صحف الولايات المتحدة ثم حملة الاحتجاج التي بدأها المصورون الصحفيون في المملكة المتحدة اعتراضاً على فقرات من قانون جديد، أقره البرلمان مؤخراً، ويجيز الاستخدام التجاري وغير التجاري لصورهم المنشورة على الإنترنت من دون ضمان حقوق النشر. وبعد فحوص وأبحاث استمرت أسابيع عدة، نفت مؤسسة “وورلد برس فوتو” صاحبة الجائزة الممنوحة لصورة جنازة في غزّة أن تكون هذه الصورة قد تعرضت للتزوير أو التلاعب، وذلك خلافاً لمزاعم انتشرت بين بعض المختصين بعد اختيارها كأفضل صورة صحفية من قبل لجنة محكمين دوليين. ويذكر أن الصورة التي التقطها المصور السويدي بول هانسون من صحيفة “داجنز نيهتر” تبيّن مجموعة من الرجال المنكوبين الباكين وهم يتوجهون إلى المسجد حاملين جثتي طفلين فلسطينين (هما صهيب حجازي وعمره عامان وشقيقه محمد ذو الثلاثة أعوام). الصورة الفائزة ونقل موقع”ماشابل. كوم” الأميركي عن مؤسسة “وورلد برس فوتو” أن ملفات الصورة أخضعت للفحص الجنائي والمراجعة بعد مزاعم وجهها محلّل الصور نيل كراوتز بأن الصورة الفائزة تكونت من ثلاث صور منفصلة، وبعد الفحص نفت المؤسسة المانحة هذه الادعاءات، وقالت في بيانها أن تحليل كراوتز “معيب للغاية”. وجاء النفي نتيجة قيام خبيرين مستقلين بعملية فحص الملفات الأصلية للصورة، وقد أشارا إلى أن الصورة مرت ببعض الرتوش “ولكن فيما عدا ذلك، لم نعثر على أي دليل على حدوث تلاعب أو تركيب بالصورة”، مؤكدين أن خلايا (بيكسلز) الصورة المضغوطة بطريقة “جي بي جي” جاءت متلائمة مع محتوى ملفات “راو” التي تتضمن البيانات الأساسية لجهاز آلة التصوير. ويذكر أن المصور السويدي الفائز بالجائزة كان شرح بالتفصيل للجنة التحكيم الجوانب الفنية التي اعتمدها وطبقها في الصورة الملتقطة قبل أن تتخذ اللجنة قرراها بمنحه الجائزة، وقال أحد أعضاء المحكميّن حينها، وهو مندوب البيرو، مايو موهنا، أن قوة الصورة تكمن في جمعها بين”مفارقات غضب وحزن البالغين مع براءة الأطفال. إنها صورة لا يمكن أن أنساها”. وتجدر الإشارة إلى أن والد الطفلين الشهيدين كان قد توفي أيضاً في إحدى الغارات، فيما أدخلت والدتهما إلى العناية الفائقة. ويذكر أن “وورلد برس فوتو” تمنح سنوياً جوائز تعتبر الأكثر مكانة في العام، وهي تشمل تسع فئات من الصور. حظر بيونسيه وبعيداً عن الجوائز، بدأت الجمعية الوطنية للمصورين الصحفيين (إن بي ايه ايه) في الولايات المتحدة الأميركية مواجهة مع المغنية الأميركية الشهيرة بيونسيه على خلفية قرارها الأخير بمنع الصحافة من تصويرها في حفلاتها خلال جولاتها العالمية الاستعراضية المسماة عرض”السيدة كارتر” (إشارة إلى اسمها من زواجها بشاون كارتر)، المقررة التي تستمر حتى سبتمبر المقبل، وتشمل نحو 60 حفلة في أميركا الشمالية وأوروبا وجنوب أفريقيا. وتضم الجمعية المذكورة 19 منظمة تمثل المصورين العاملين في صحف ومجلات ومؤسسات إعلامية ومواقع متعددة، منها “لوس انجلوس تايمز “، و”نيويورك دايلي نيوز”، و”لاس فيغاس ريفيو”. ووفقا لموقع “ميوزيك.ياهو” فإن إدارة أعمال المغنية طلبت من الصحف استخدام صور مرخّصة من حفلات سابقة، لكن الجمعية طلبت بدورها من الصحف والمواقع والمجلات رفض هذه “الصور الجاهزة” بسبب التأثير السلبي الذي ستتركه على طرق العمل المتاحة للمصورين لتغطية النجوم وحفلاتهم مستقبلا”. وجاءت هذه المواجهة بعد أن اعترضت بيونسيه على نشر أحد المواقع صوراً وصفت بأنها “غير جذابة”، كانت التقطت لها خلال ظهورها في حفل “السوبر بويل” لدوري الفوتبول الأميركي، وبعد طلب مندوبها من الموقع (وهو “بوزفيد.كوم”) بإزالة هذه الصور، ورفض الأخير ذلك، مما أدى إلى انتشار أوسع للصور المعترض عليها. ومن جهته وجه المستشار العام للجمعية، مايكي أوستريشر، رسالة إلى المغنية شرح فيها سلبيات وإيجابيات حظر تصويرها في حفلاتها القادمة، سواء بالنسبة لها أو بالنسبة للمصوّرين، وجاء في الرسالة إن “وضع حد للحظر سيؤدي إلى نشر عادل وموضوعي ومفيد بما يخدم مصالحك ومصالحنا”. وكانت مجلة “جي ميو” الفصلية الأميركية للرجال، قد كشفت أن لدى بيونسيه في مكتبها “غرفة ذات تحكم حراري تضم جميع الصور المهنية التي التقطت لها بدء من حفلاتها الأولى في “ديستني شيلد” وحتى آخر اللقطات التي التقطت لها من قبل مصوري أكبر الصحف والمجلات. غضب بريطاني من جهتها، بدأت روابط وجمعيات المصورين في المملكة المتحدة حملة غاضبة ضد التشريع الحديث الذي أقره مجلس العموم البريطاني مؤخراً، معتبرين أنه يهدد أعمالهم ومصالحهم، حيث يجيز القانون الجديد إمكانية استخدام الصور أو غيرها من الأعمال الإبداعية من دون إذن صريح من مالكي حقوق النشر في الحالات التي يصبح فيه الاتصال بهؤلاء متعذرا. وقالت تقارير بريطانية إن الاستخدام من دون ترخيص سيكون متاحاً إذا لم يفلح المستخدم الذي أعاد نشر الصور بالاتصال بأصحاب حقوق النشر على الرغم من قيامه بـ “بحث دؤوب” لهذه الغاية. وقال المشاركون في الحملة أن هذا التشريع يمهّد الطريق أمام استغلال الصور المنشورة على الإنترنت. ولكن الحكومة ردّت على ذلك بأن التشريع “ يجعل ترخيص الحق بالنشر أكثر فعالية “ من السابق. وتواجه العديد من التشريعات والقوانين المتعلقة بالنشر والإعلام في العالم إشكالات متنوعة نتيجة أنها كانت وضعت في عصر الإعلام التقليدي، وما زال من العسير الرسو على قوانين مناسبة تماماً لوسائل النشر والإعلام الجديدة. قانون جديد وبينما تعتبر الحكومة أن القانون الجديد المسمى “قانون الإصلاح التنظيمي والمشاريع” الذي أقره البرلمان في الأسبوع الأخير من أبريل الماضي، سوف يساعد قطاع الثقافة في المملكة المتحدة، ويساهم في جعله واحداً من أهم المواقع للمشاريع والأعمال”، قالت رابطة “ستوب43”، التي تمثل قطاعاً واسعاً من المصوّرين والوكالات المصورة، أن القانون “غير ناضج ودراسته سيئة وهو غير سليم دستورياً”. وعبّر المصور البريطاني الشهير ديفيد بيرلي، عن قلقه جراء القانون قائلا إنه مثل وضع العربة أمام الحصان، رافضاً بذلك بحجة تعذر الاتصال بأصحاب الحقوق من قبل من يريدون إعادة نشر أعمال المصورين. ويعتبر محللون أن القانون الجديد يجيز لأول مرة استخدام “المصنّفات اليتيمة” (كما تسمى عادة)، لاستخدامات تجارية وغير تجارية. ولكن في حالات نشوء خلاف فإن على الجهات أو الشركات التي قامت بهذا الاستخدام أن تثبت لجهة مستقلة (مختصة) أنها أجرت ما اسماه القانون “بحثاً دؤوباً” للوصول إلى صاحب حقوق النشر ولكنها لم تفلح بالاتصال به. قواعد جديدة وصف الصحفي اندرو أولويسكس الذي يعمل في موقع “ذي ريجيستر” القواعد الجديدة التي نص عليها القانون بأنها شبيهة “بقانون انستغرام” في إشارة إلى الضجة الأخيرة التي أعقبت قرار موقع تشارك الصور الشهير بالسماح باستخدام مفتوح ومن دون إذن للصور التي يضعها المسجلون فيه. ويلاحظ أولويسكس كذلك أن معظم الصور الرقمية على شبكة الإنترنت هي اليوم “يتيمة”، حيث إن البيانات الوصفية للصورة قد فقدت أو تم حذفها من قبل مؤسسة كبيرة. وختم أن القانون سوف يسمح بالاستغلال التجاري الواسع الانتشار للأعمال غير معروفة الهوية أو المصدر، وإن “البحث الدؤوب “ قد يعني مجرد بحث لم يعط أي نتائج، وبالتالي سينتهي الأمر من دون عقاب. أما ادارة المشاريع والإبتكارات والكفاءات (بي آي اس) في المملكة المتحدة فإنها تدافع عن القانون، معتبرة أن القانون يهدف إلى “جعل الترخيص بالنشر أكثر فاعلية، ويريد المساعدة على إزالة الحواجز غير الضرورية من أمام الاستخدام المشروع للأعمال في الوقت الذي يحفظ فيه مصالح أصحاب الحقوق.”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©