الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العسران».. فئة مظلومة في مجتمع كل أدواته لا تناسبهم

«العسران».. فئة مظلومة في مجتمع كل أدواته لا تناسبهم
7 أغسطس 2010 22:21
يوليوس قيصر.. باراك أوباما.. شارلي شابلن.. عسران ومشهورون، لكن العسران الذين يحتفلون بيومهم العالمي في 13 أغسطس ما زالوا "مظلومين. وتوضح الخبيرة أندريا حايك - شوارتز المتخصصة النمساوية في التربية (47 عاماً) أن العسران "فئة مظلومة في المجتمع، لأن الأدوات الخاصة بهم كالسكاكين والمقصات والآلات الموسيقية نادرة وباهظة الثمن إذا ما وجدت". وتضرب حايك - شوارتز المتخصصة في إعادة تأهيل العسران الذين أرغموا على استخدام يدهم اليمنى مثالاً بـ "طبيبة أسنان نالت شهادتها حديثاً لكنها غير قادرة على تجهيز عيادة خاصة لأنها عسراء". فالمعدات صممت لأطباء أسنان يستخدمون يدهم اليمنى، وهي بالتالي ستضطر لممارسة مهنتها في بيئة غير مريحة. ووالدة أندريا حايك - شوارتز وزوجها أعسران. وفي سن الـ41 تفاجأت أن أي من بناتها الثلاثة لم ترث تلك الخاصية. فأجرت بحثاً خاصاً يرتكز على دراسات منشورة حول "إشكالية العسر". فاكتشفت أن بناتها اللواتي يكتبن بيدهن اليمنى عسراوات.. وكذلك هي. وعند اكتشافها هذه الحقيقة المفاجئة، كانت ابنتها البكر في التاسعة من عمرها، فصممت لها برنامجاً لإعادة تأهيل العسران الذين أرغموا على استخدام يدهم اليمنى. وبعد النجاح الذي حققته مع بناتها الثلاث، تعلمت هي الكتابة بيدها اليسرى في سن الـ45 لتصبح "مستشارة للعسران" بعد حصولها على تدريب جامعي. وتشرح الخبيرة أنه "من الصعب اكتشاف العسر الذين باتوا يكتبون بيدهم اليمنى". فذلك يتطلب فحوصات محددة. وفي غياب أي أرقام رسمية يقدر موقع "ليه جوشيه" الإلكتروني نسبة العسران في العالم بمتوسط يبلغ نحو 8%. ويقدر نسبة هؤلاء في الشرق الأقصى 1% مقابل 13% في الدول الغربية. وتذكر الخبيرة أن الثقافات جميعها لا تتقبل العسران، وعلى سبيل المثال يدل تعبير "أعسر" (في جميع اللغات) ضمناً على "الرعونة". وبالنسبة إليها فإن الطفل الأعسر سيتجه عند دخوله إلى المدرسة إلى تقليد غالبية الذين يحيطون به. لذا يتركز الرهان خلال مرحلة الروضة على جانب توعية المدرسين بقضية العسر. وتشدد حايك - شوارتز على دور الأهل فتقول "إذا ما تناول الطفل طعامه مستخدماً يده اليسرى أو التقط بها عفوياً شيئاً ما، فمن الواجب تشجيعه على استخدام يده هذه التي تبدو أنها الغالبة". أما عملية إعادة تأهيل أعسر أرغم إلى استخدام يده اليمنى فتطلب عادة ما بين 6 أشهر وسنتين. وذلك يخضع لاعتبارات عدة منها الشخص نفسه كما سنه. وغالباً ما يعاني "العسر الذين باتوا يستخدمون يدهم اليمنى" من مشاكل في التركيز وفي الذاكرة وفي التعلم، لأنهم لا يستطيعون استخدام كل طاقاتهم. وتؤكد حايك - شوارتز أن "ردود فعلها تحسنت" بعدما بدأت تكتب بيدها اليسرى، في حين يخبرها البعض بأنهم اكتسبوا ثقة أكبر بقدراتهم في العمل كما في حياتهم اليومية.
المصدر: فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©