تبين أن فصيلة واحدة من الأسماك على أقل تقدير قادرة على التأقلم مع تغيير مناخي طارئ فقط خلال ثلاثة أجيال، بحسب دراسة سجلت أسرع عملية تطور رصدت لدى حيوانات برية.
ويوضح روان باريت الذي قاد هذه الأبحاث أن “دراستنا هي الأولى من نوعها والتي تبرهن بطريقة اختبارية أن بعض الأجناس الوحشية قادرة على التأقلم سريعاً جداً مع التغيرات المناخية”. لكنه لفت إلى أن عدداً قليلاً جداً من هذه الحيوانات تجاوز التجربة. وكان علماء كنديون وأوروبيون قد التقطوا أسماك “أبو شوكة” من المحيط ووضعوها في أحواض ليعمدوا إلى خفض حرارة المياه تدريجياً.
ودرس الباحثون هذه الأسماك خلال ثلاث سنوات، ليصلوا إلى خلاصة تبرهن بأن بعض الحيوانات في فصيلة ما قادرة على التطور سريعاً لمعايشة تغيرات مناخية كبيرة. وفي كل جيل، كانت الأسماك تتمكن من التأقلم في مياه أبرد بـ 2،5 درجة مئوية من تلك التي كانت أسلاف أسلافها لتنفق فيها. وهذه الدراسة التي نشرت نتائجها إلكترونياً خلال شهر أغسطس الحالي، تنشر في 7 سبتمبر المقبل في المجلة البريطانية “بروسيدنجز أوف ذي رويال سوسايتي بي”. وتتوقع غالبية الدراسات حول المناخ والتي نشرت في المجلات العلمية أن يرتفع معدل الحرارة الإجمالي خلال العقود المقبلة تدريجياً، مع تسجيل موجات قصوى من الحر والبرد. وأوضح باريت أن “ردة الفعل التطورية المهمة التي شهدناها لا تعني أن تأقلم مجموعة ما مع تغييرات مناخية قد تأتي من دون أي عواقب”. وكانت 95% من الأسماك التي تمت دراستها خلال السنوات الثلاث قد نفقت، في حين طورت 5% منها فقط مقاومة للبرد. ويشدد باريت على ضرورة استكمال الأبحاث بأخرى لاكتشاف إمكانية حدوث هذا التطور السريع لدى أجناس أخرى، وفي ظل ارتفاع الحرارة وليس تدنيها.
عدد اليوم
