4 قتلى بهجوم انتحاري قرب السفارة الأميركية في كابول

قتل أربعة مدنيين أفغان على الأقل أمس في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة تبنته حركة طالبان التي قالت إنها أرادت ضرب جنود تابعين للقوات الدولية قرب سفارة الولايات المتحدة في كابول· وبالموازاة، قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إنه يتمنى لو كان باستطاعته إسقاط الطائرات الأميركية التي تسبب غاراتها في سقوط ضحايا مدنيين· وذكرت تقارير من مكان الانفجار أن جثة الانتحاري على الأرجح كانت ممددة قرب سيارة مدمرة قد تكون السيارة المفخخة· ووقع الهجوم صباحاً على بعد حوالي مئة متر من مبنى السفارة الأميركية التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة· وقال مسؤول في وزارة الداخلية الأفغانية لصحفيين إن الهجوم استهدف قافلة عسكرية لقوات أجنبية على ما يبدو، إلا أن شهوداً أكدوا عدم مرور أي قافلة لدى وقوع الانفجار· وقال المسؤول في شرطة العاصمة الأفغانية علي شاه بكتيوال للصحفيين إن ''أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وثلاثة آخرين جرحوا في الهجوم الانتحاري''· وقال التاجر عارف حسين إن الانتحاري لم يصل إلى الهدف الذي كان يسعى إليه نتيجة حادث سير تسبب بالانفجار، وقال: ''كان يقود بسرعة كبيرة وقد صدم سيارة مدنية وسمعنا انفجاراً ضخماً''· وقال الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي إن أحد عناصر الحركة ''قام بعملية انتحارية ضدالقوات الأجنبية في كابول اليوم (أمس)''، وأضاف أن الهجوم أسفر عن ''مقتل ثمانية جنود أجانب''· وقال متحدث باسم السفارة الأميركية مارك ستروه: ''تم الاتصال بكل أفراد السفارة وهم سالمون''، مشيراً إلى أن السفارة كانت مقفلة في أي حال بسبب عطلة عيد الشكر· ولاحقاً صرح متحدث باسم وزارة الصحة العامة، أن الهجوم كان يستهدف وزير الصحة الذي نجا من الهجوم في الوقت الذي مرت فيه سيارته بموقع الهجوم قبل دقائق من الانفجار· وقال المتحدث إن وزير الصحة العامة سيد محمد فاطمي تلقى مؤخراً تهديدات مرات عديدة ورسالة بالبريد الالكتروني هدده فيها المتمردون بالقتل· وقال المتحدث انه لم تكن هناك اية قافلة للقوات الاجنبية في المنطقة وقت وقوع الانفجار، مضيفاً ''بعد دقائق على مرور سيارة الوزير ووصولها الى بوابة مبنى الوزارة وقع الانفجار''· وقال المتحدث ايضاً إن مسؤولين آخرين رفيعى المستوى من وزارة الصحة العامة تلقوا تهديدات بخطابات ورسائل البريد الالكتروني في الماضي·وقال مسؤول آخر من وزارة الصحة العامة، لم يرغب في ذكر اسمه، إن مجموعة كتائب الحمزة، مجموعة لها صلة بحركة طالبان، هى التى أرسلت البريد الالكتروني الى الوزير· وقال المسؤول انه تبين أن مرسل البريد الالكتروني ينتمى الى المناطق القبلية الباكستانية· ويذكر أن فاطمي من بين الأعضاء الاكثر شعبية في الحكومة الافغانية، وأدان مراراً هجمات المسلحين التى كان ضحاياها من المدنيين· ويقع مبنى وزارة الصحة العامة بجوار السفارة الاميركية ويبعد نحو 150 متراً عن موقع الانفجار· على صعيد آخر، قال الرئيس الأفغاني أمس إنه سيسقط الطائرات الأميركية التي تقصف القرى لو استطاع ذلك· جاء ذلك رداً على مقتل عشرات المدنيين في غارات جوية نفذتها طائرات أجنبية· وقال كرزاي في مؤتمر صحفي: ''ليس لدينا خيار آخر، ليست لدينا القوة لوقف الطائرات· لو استطعنا·· لو استطعت·· لكنا أوقفناها وأسقطناها''· وذكر أنه لو كان يملك مقلاعاً كالذي يستخدم لإسقاط الطائرات الورقية في أفغانستان -ويسمى شيلاك بلغة الداري- لكان استخدمه· وقال: ''لو كان لدينا شيلاك لاستخدمناه وأوقفنا الطائرات الأميركية، لا نملك راداراً لوقفها في الجو ولا نملك طائرات، أتمنى لو كنت أستطيع اعتراض الطائرات التي ستقصف قرى أفغانية، لكن هذا ليس في يدي''· وكرر كرزاي عرضاً بضمان شخصي لسلامة الملا محمد عمر زعيم طالبان إذا سلم نفسه ووافق على الالتزام بالدستور الأفغاني، وذكر كرزاي أنه طلب من المجتمع الدولي إبلاغ الأفغان بالوقت الذي يحتمل أن تنتهي فيه أعمال العنف التي تنفذها طالبان والقاعدة· وقال: ''طلبت تحديد إطار زمني لإنهاء الإرهاب في الحملة العسكرية، لم أطلب تحديد إطار زمني لانسحاب القوات الأجنبية''، وأضاف: ''نطلب من المجتمع الدولي الحضور إلى أفغانستان لتحسين الموقف لا لمفاقمته، لا نريد حرباً إلى الأبد، نريد مستقبلاً واضحاً''