يرى خبراء بعد عمليات احتجاز الرهائن في فنادق مومباي، أن الفنادق الفخمة لا سيما في آسيا، باتت من الأهداف المفضلة لاعتداءات الإسلاميين· وتبنت مجموعة ''مجاهدي ديكان'' (الهضبة الجنوبية الوسطى في الهند)، الهجمات التي استهدفت بالخصوص فندقي ترايدنت اوبيروي وتاج محل البديع· وقال مدير مركز الأبحاث الدولي حول العنف السياسي والإرهاب في سنغافورة روحان غوناراتنا، ''نلاحظ أن هناك الآن نزعة عالمية لمهاجمة الفنادق الغربية· لقد ازداد الخطر المحدق بتلك الفنادق بشكل كبير''· ورغم ان تاج محل واوبيروي تملكهما مجموعات هندية، أكد شهود ان المهاجمين في مومباي اختاروا تحديداً بريطانيين وأميركيين واحتجزوهم رهائن· واستهدفت هجمات مؤخراً في المنطقة، فنادق تملكها شركات غربية او تؤوي عدداً كبيراً من الأجانب· ففي العشرين من سبتمبر الماضي، خلف اعتداء بشاحنة مفخخة على فندق ماريوت في إسلام آباد ما لا يقل عن 50 قتيلاً· وقبل ذلك في يناير ،2008 قتل 8 أشخاص في كابول في هجوم على فندق سيرينا الكبير· وخلال 2005 وفي الأردن، تعرضت فنادق راديسن ساس وجراند حياة ودايز ان في عمان لاعتداءات انتحارية· وخلال ،2003 تعرض فندق ماريوت في جاكرتا إلى انفجار بقنبلة أسفر عن سقوط 21 قتيلاً· وقال الاستاذ المساعد في جامعة تشارلز ستارت في كانبيرا نيك اوبراين المتخصص في مكافحة الإرهاب: ''أظن انه حقاً هجوم على الغرب''·
وقال غوناراتنا إنه تم تعزيز الأمن في منازل وبعثات الدبلوماسيين الغربيين تفادياً لانفجارات أو هجمات مسلحة، فأصبح المهاجمون يستهدفون الفنادق التي هي بمثابة ''سفارات ثانية''· واعتبر اوبراين ان هجمات مومباي تدل على ضرورة تحسين أو إعادة النظر في أنظمة حماية كافة الفنادق الغربية في بلدان مثل الهند التي يستهدفها الإرهاب· وضرب عدد من المحللين مثالاً بإندونيسيا التي اثبتت ان تحسين الأمن يثمر نتائج· ومنذ الهجوم على الماريوت وغيره من اعتداءات جاكرتا، جهزت الفنادق والمكاتب وغيرها من الأهداف المحتملة ببوابات رصد المعادن وحراس وتجهيزات لتفتيش السيارات· وأقامت فنادق عدة حواجز وممرات خاصة لمنع اقتحام سيارة او شاحنة مداخلها· وقالت المسؤولة عن مجموعة الأبحاث الدولية حول الأزمات في جاكرتا سيدني جونز إن هذه السياسة ''أصبحت وسيلة ردع في إندونيسيا''· وشددت الخبيرة على أن اعتداءات 2005 في جزيرة بالي التي أسفرت عن سقوط 23 قتيلاً، لم تستهدف الفنادق التي كانت محمية جداً بل مطاعم وحانات في الهواء الطلق· ويرى غوناراتنا أنه في بلدان مثل الهند وباكستان حيث يعتبر خطر الاعتداءات شديداً، يجب وضع حراس مسلحين في مداخل كافة الفنادق الدولية كما يجب تعزيز التنسيق بين الفنادق والقوى الأمنية الحكومية· واعتبر اوبراين أن أفضل وسيلة دفاعية هي المسافة، موصياً بإقامة مساحات أمنية واسعة حول الفنادق رغم اعترافه بأن ضمان حماية ''كاملة أمر صعب جداً جداً'' في وجه هجمات متقنة التحضير ينفذها أشخاص لا يخافون الموت·
فندق تاج محل رمز فخر للهند
مومباي (ا ف ب) - فندق تاج محل في مومباي الذي اندلع فيه حريق هائل ليل الأربعاء الخميس بعد هجوم شنه مسلحون يحتجزون نزلاء رهائن، رمز تفخر به الهند بناه أحد مواطنيها في عهد البريطانيين· والفندق بني منذ 105 أعوام بفضل تمويل قدمه الصناعي الهندي جامسيتجي نصروانجي تاتا الذي منع مرة من دخول فندق قصر ابولو الذي كان مخصصا ''للبيض'' حصرا· وتهيمن القبة الحمراء التي تعلو الفندق على مرفأ مومباي الذي رحلت منه القوات البريطانية في 1947 بعد استقلال الهند· وقد وسع الفندق في 1903 وأصبح أفضل مبنى في المدينة التي تضم تنوعا بشريا كبيرا· ويضم مركزا تجاريا فخما ومطعما ومقهى على سطحه· وفي ،1970 بني برج للفندق على احد أجنحة هذا القصر يؤمن اطلالة على المدينة· ويضم هذا الفندق 565 غرفة و46 جناحا مزينة بأساليب فنية مختلفة· وقد استقبل تاج محل عددا لا يحصى من الشخصيات بينها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ومغني البيتلز الراحل جون لينون
عدد اليوم
