الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الانتهاء من مسح جودة الهواء الداخلي والصحة والتغذية في 207 منازل

الانتهاء من مسح جودة الهواء الداخلي والصحة والتغذية في 207 منازل
3 يناير 2010 01:27
أنهى فريق الباحثين المختص بتنفيذ مسح ميداني عن جودة الهواء الداخلي والصحة والتغذية لدى المواطنين في الدولة، المسح الميداني لحوالي 207 منازل وأسرة من العينة المستهدفة في جميع أنحاء الدولة من أصل 600 منزل، المتوقع مسحها كاملة حتى الأول من الشهر مارس المقبل. ويهدف المسح الذي ينفذ برعاية هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، إلى تحديد العوامل في البيئة المنزلية التي تؤثر على صحة الإنسان وذلك باستخدام أجهزة مخصصة لقياس تلوث الهواء في البيئة المنزلية تم تطويرها خصيصا للمشروع في المختبرات العلمية لجامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأميركية. ويواصل أكثر من 68 باحثا وباحثة تنفيذ المسح الميداني الأول لجودة الهواء الداخلي والصحة والتغذية في الدولة والذي يشمل تركيب أجهزة لرصد الهواء بمختلف إمارات الدولة ضمن عينة يتم اختيارها بشكل عشوائي للتعرف على نسبة التعرض لملوثات الهواء الداخلي وحصر الحالات الصحية المزمنة وأمراض الجهاز التنفسي مثل أمراض القلب والشرايين والسكري والربو، والعادات الصحية والسمنة وغيرها من الأمراض الناتجة عن تغير العادات الغذائية. المسح الأشمل والأوسع أوضح ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي أن هذا المسح الميداني الشامل يعتبر الأشمل والأوسع من نوعه في المنطقة ويشكل أحد العناصر الأربعة الرئيسية للاستراتيجية الخاصة بالصحة البيئية التي تعكف الهيئة على إعدادها بالتعاون مع هيئة الصحة في أبوظبي، ووزارة الصحة، وزارة البيئة والمياه، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وهيئة الصحة في دبي وشركة أدنوك وبعض المؤسسات المعنية الأخرى وفريق من الخبراء بقيادة جامعة كارولينا الشمالية - شابيل هيل وكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف المنصوري، الذي يرأس اللجنة العليا لمشروع استراتيجية الصحة البيئية، أنه لأول مرة سيتم وضع استراتيجية وطنية متكاملة للصحة البيئية تشمل تحديد المخاطر البيئية وتحديد تأثير كل منها على الصحة واقتراح السياسات والبرامج وخطط العمل المشترك. وأوضح أن تقديرات عبء الأمراض الناجمة عن التعرض للمسببات البيئية سيساهم بشكل كبير في وضع أولويات العمل في دولة الإمارات للسيطرة على الملوثات البيئية. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل جاءت بهدف تنسيق الجهود الوطنية لخفض عبء الأمراض البيئية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين القطاعات المختلفة بشكل فعال لتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الصحة والبيئة. صحة الإنسان والبيئة فيما يخص أهمية الدراسة، أوضحت الدكتورة فاطمة المسكري الأستاذ المشارك بقسم طب المجتمع في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات العربية المتحدة والباحثة المشاركة بالدراسة أن المشروع يهدف لدراسة العلاقة بين صحة الإنسان والبيئة الداخلية بالمنزل، والوضع الراهن لجودة الهواء الداخلي بالمنازل، وتحديد العوامل البيئية المؤثرة ومعدلات الحالات الصحية والأعراض المزمنة المرتبطة بتلوث البيئة المنزلية (كالربو) وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض المزمنة الأخرى. كما يهدف المشروع للتعرف على الخصائص السلوكية للأفراد وأنماط التغذية وتأثيراتها الصحية لديهم، كالسمنة والأمراض الناجمة عنها. وذلك بهدف وضع المؤشرات المرجعية للمخاطر الصحية نتيجة عوامل البيئة الداخلية وتغير أساليب وأنماط الحياة خلال الأربعين سنة الماضية من تاريخ الإمارات. وإضافة إلى ما ذكر، أشارت دكتورة كارن يتس الأستاذة المساعدة في طب المجتمع بجامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة والمديرة الفنية للمشروع إلى أن الدراسة تسعى للتعرف على الملوثات الأكثر شيوعا وتركيزا في البيئة المنزلية بالإمارات. وتضم قائمة الملوثات التي يجري رصدها ودراستها سبعة ملوثات، حيث توجد المصادر الأساسية لاثنين منهما (وهما التوللين والفورمالدهايد) بشكل أساسي في البيئة المنزلية. وأوضحت أن الفورمالدهايد مثلا والذي يصدر من مكونات الخشب المضغوط كالأثاث المنزلي ومن دخان السجائر أيضا، يسبب أشكالا متعددة من الحساسية خاصة للجهاز التنفسي كالسعال الحاد والصداع والربو، كما يشتبه أن له تأثيرات سرطانية مرضية أخرى على الإنسان. وأكدت دكتورة يتس أن الكثير من الأثاث المنزلي المصنوع من الخشب المضغوط وأيضا المواد العازلة المستخدمة يوميا بالمنازل كالبساط والسجاد تحتوي على الفورمالدهايد. أما الملوث المنزلي الآخر الأكثر شيوعا فهو غاز التولين والذي يصدر من الأصباغ المحلولة، والمواد اللاصقة كالغراء وغيرها من مواد البناء شائعة الاستعمال بالمنازل. وتشمل الملوثات الخمسة الأخرى المشمولة فى الدراسة ثاني اكسيد النيتروجين، ثاني أكسيد السلفا، أول أكسيد الكربون وسلفات الهيدروجين والغبار الدقيق المتسرب من البيئة الخارجية إلى البيئة الداخلية بالمنازل. وذكرت الدكتورة يتس أن قرب المنازل من المناطق الصناعية، أو الشوارع الكبيرة أو مواقع البناء الكبيرة يضيف بعدا آخر حيث يمكن أن يزيد من تركيز الملوثات المذكورة في بيئة المنزل. بيانات صحية من جانبه، ذكر دكتور محمد الصادق، المدير التنفيذى للمشروع بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات أن الباحثين بالمشروع يقومون أيضا بجمع بيانات صحية من السكان خاصة البيانات ذات الصلة بالصحة التنفسية والغذائية وذلك للإفادة منها في الدراسة. وأفاد أن عملية المسح تشتمل على زيارتين للمنزل المشمول بالدراسة حيث يتم في الأولى أخذ البيانات الأولية عن السكان ووضع أجهزة الرصد لقياس تلوث الهواء الداخلي بالمنزل سواء من المصادر الداخلية أو الخارجية. ويتم وضع الأجهزة المذكورة في غرف أو صالات المعيشة الخاصة بالأسرة. فيما يعود فريق البحث بعد أسبوع واحد فقط لأخذ قراءات أجهزة رصد التلوث ولإجراء سلسلة من المقابلات الشخصية مع عينة محددة من الأفراد بالمنزل بهدف التعرف على الخصائص الصحية والأمراض المزمنة المرتبطة بالبيئة والأعراض والأمراض التنفسية المرتبطة بنوعية الهواء في المنازل وأنماط التغذية، والتي يؤمل أن تساعد نتائجها في التعرف على الظروف الصحية والعوامل البيئية المؤثرة على صحة المواطنين بالدولة. المسح يغطي 4 آلاف شخص يغطي المسح ثلاثة إلى أربعة آلاف شخص من مواطني الدولة وذلك من المناطق الحضرية والريفية في أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، رأس الخيمة، الفجيرة وأم القيوين. يذكر أنه سيتم استخدام الحاسوب في جمع وتحليل البيانات التي ستساعد على تحديد المتغيرات التي تحدث في نوعية الهواء الداخلي بسبب الأنشطة المنزلية للسكان ومعدلات التدفئة والتبريد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©