الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزارعو دفتا يحلمون بالاكتفاء الذاتي وهجرة المستورد

مزارعو دفتا يحلمون بالاكتفاء الذاتي وهجرة المستورد
22 مايو 2011 22:28
أصبح الوضع الزراعي أحد الهموم التي تؤرق مزارعي دفتا، وصار حلمهم بالاكتفاء الذاتي من الغذاء بعيد المنال، في ظل اكتساح المنتج المستورد للسوق، وعرض المنتج المحلي بشكل خجول في مساحات صغيرة تكشف حجم الدعم للمحلي في هذه المنطقة الزراعية القصية من الإمارات، حيث توارث الناس حب الأرض وزراعتها، لكن دفتا الجميلة تعد اليوم واحدة من المناطق التي تعاني من العديد من المشاكل التي تؤثر مباشرة في الواقع الزراعي. من أكثر المشاكل التي تواجه المنطقة شح المياه بالدرجة الأولى، ولذا يقول محمد علي خلفان إنه أحد الذين تكبدوا خسائر للحصول المياه، وأنهم كمزارعين يتوقعون أن يتم مد خط مياه تحلية للمنطقة الزراعية، بحيث يتم حساب الفاتورة على العداد، لأن ذلك من شأنه أن يشجع على المزيد من العمل والإنتاج. كما ينقل خلفان عن بعض رفاقه تأكيدهم على أن مياه الأمطار لأن وجهة خروج المياه عكس الطريق الى المزارع” وهذا ـ بنظر المزارعين- سبب جفاف الآبار، ولذلك طالبوا بوضع آلية جديدة تجعل من السدود شرياناً يغذي عبر نظام الأفلاج المناطق الزراعية القريبة من السدود، ويسمح بجزء من تلك المياه بالنفاذ إلى التربة عبر أجهزة تحكم. وقال إن أهل المناطق الزراعية لا يزرعون من باب الرفاهية، ولا لأن هناك وقتاً يجب أن يستغل، ولكن لأن الزراعة هي الحرفة الوحيدة التي توارثها أهل المنطقة، وهو يتساءل إن كان هناك شخص مريض، فهل يجب أن يخفي مرضه، أم يخبر عنه كي يجد المساعدة والعلاج؟، وهذا هو حال الوضع الزراعي في تلك المنطقة، حيث أصبحت الزراعة محاطة بعدة عوامل مرضية سيئة، ومنذ دخلت سوسة النخيل الدولة، وحتى الآن لم تقدم حلول جذرية تقضي عليها، ولم يحصل المزارعون على الإرشاد بالشكل الصحيح والمنتظم، خاصة فيما يتعلق بأشجار المانجو التي بدأت تشهد تدهوراً كبيراً. التسويق ويقول سعيد سالمي: إن مشكلة تسويق المنتجات تعد من أهم القضايا التي تؤرق المزارع، لأن كل مزارع لن يعمل في مجال الزراعة بدون تسويق أو جهة تنظم عملية التسويق في ظل وجود مافيا آسيوية تسيطر على السوق، وفي الوقت الذي يباع فيه صندوق الطماطم بسعر ثلاثين وأربعين، وربما وصل لخمسين درهماً، فإن المنتج المحلي يشترى من المزارع بسعر خمسة أو سبعة ولا يتجاوز عشرة دراهم. لذلك يشعر المزارعون أن كل الجهات ذات القرار قد تخلت عنهم، وأنهم يعانون في سبيل الإبقاء على مزارعهم منتجه، ولكن من رواتب التقاعد ومن مكافآت الشؤون، لأن الغالبية ليس لديهم مشاريع استثمارية، لأنهم ليسوا من طبقة أصحاب رؤوس الأموال، ولذلك وجدوا أنهم يكافحون دون جهة ترعى مصالحهم، وبدون دعم أو تمويل، ولذلك الكثيرون رغم صغر المنطقة قد تركوا المهنة بعد أن أصبحت لا تأتي بثمن الهم الذي كانوا يشعرون به. إنفاق بلا طائل بالنسبة للمياه في المنطقة يؤكد سالمين أن المزارعين يستخدمون مياه الآبار وهي شحيحة، ولذلك فإنهم يعانون من الإنفاق بنسبة تفوق الفائدة المرجوة من الزراعة، ويعتقد أن بناء سد في منطقة قريبة ربما يفيد في جمع مياه الأمطار التي تسقي مزارعهم في الصيف، ولكن يخشى من أن وجود السد ربما يؤثر على المخزون المائي للآبار نتيجة حبس المياه عن الجريان في الأودية، والتي تذهب بالتالي إلى الأرض، ومن ثم إلى الآبار الجوفية. أضاف سالمين أن الأهالي الذين يعيشون على الزراعة في المنطقة من أجل الاكتفاء، وهم يعانون من عدم توافر الدعم، وعندما انتشرت السوسة أصبحت أسعار عبوات المبيدات الحشرية غالية، حيث يبلغ سعرها في السوق مابين 150-160درهماً، وأن هناك منتجات جيدة في السوق يمكنها إبادة الآفات الزراعية ولها أثر إيجابي على المردود الإنتاجي من الزراعة، ولكن لا يوجد عليها دعم، وطالب نيابة عن المزارعين بتوفير أي خدمات ومساعدات للمزارعين عند نهاية كل عام، قبل موسم الزراعة لأن كل مسؤول في الزراعة يعلم أن تسميد الأراضي الزراعية يبدأ عند دخول الشتاء بدءاً من أكتوبر. مطالبة بالدعم عبدالله راشد الوالي قال إنهم يطالبون بوضع خطة لدعم كل من عمل في الزراعة، وليس أصحاب المزارع الترفيهية، لأن هناك مزارع يملكها مقتدرون اشتروها من صغار المزارعين للترفيه وإقامة الشاليهات ويزرعون بها بعض الشتلات والشجيرات التي توفر لهم ما يكفي استهلاكهم الذاتي من الخضراوات أو الفواكه، والبعض قد حول جزءاً منها لتربية الماشية والدواجن لذات الغرض، ولذلك مطلوب حصر من لديهم مزارع منذ عهد أجدادهم أو آبائهم، وتقديم الدعم لهم كي يستثمروا في مجال الخضراوات والفواكه. قضايا تؤرق المزارعين ويؤكد راشد خلف النقبي أن قضية الجفاف وتدهور حالة الأراضي الصالحة للزراعة، تعد من القضايا التي تؤرق المزارعين، وتضاعف معاناتهم، ورغم كل الجهور التي تبذل لا تزال مشكلة شح المياه كابوساً يجعل الكثير ممن يرغبون في الاستثمار في مجال الزراعة، المستقبل غير الواضح مابين الحقيقة والآمال والطموح، حيث تشاهد مساحات شاسعة من المزارع وقد جفت أشجارها وتحولت الأراضي إلى تربة بائرة، ومن يملك مزرعة تنتج، ربما تشكل عبئاً عليه في ظل عدم توافر المياه. يضيف راشد أن المنطقة الزراعية التي كانت تشتهر بإنتاج خصب لم تعد كذلك، حيث لم يعد المزارعون يحصلون على أي دعم منذ مايزيد عن خمس عشرة سنة مضت، وأن آخر فني كان يعمل في مجال رش المبيدات الحشرية والإرشاد، قد مر في المنطقة منذ عشر سنوات، ومنذ ذلك الحين لم يحصل أي مزارع على البذور ولا مكائن المياه، ولا أي خدمة قد يتصورها أي شخص يعتقد أن هناك جهة تدعم المزارع، وبالتالي لم يعد المزارع يقبل على الزراعة، بسبب الخسائر وشح المصادر المائية والدعم.
المصدر: دفتا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©