الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخبراء يحذرون من السلبية والتناقض في تربية الأبناء

الخبراء يحذرون من السلبية والتناقض في تربية الأبناء
22 مايو 2011 22:29
كثيرمنا لا يتبع أسلوباً محدداً من الأساليب التربوية مع أبنائه، فنحن نتبع غالباً أنماطاً مختلفة ومتعددة في وقت واحد خلال تعاملنا اليومي معهم، و"حسب الظروف" ما بين التسلط، والتساهل، والتوازن. لكن علينا أن ندرك أن عدم"الثبات" في التربية يؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم وضوح المطلوب القيام به من قبل الأطفال، فماهو مسموح اليوم قد لا يكون كذلك غداً، وهذه النقطة تؤدي إلى تشتت الأبناء بين ما نريد وما لا نريد. فهناك أسر تبالغ في التساهل مع جميع ما يرتكبه الأبناء من أخطاء، فكل شيء مسموح به، والضوابط والقوانين نادرة جداً، إن لم تكن منعدمة. والآباء في هذه الأسر يؤمنون أن الأطفال هم كائنات بريئة جداً، ولا يمكن أن ترتكب خطأ ما، ويعتقدون أن العقاب مهما كان خفيفاً يمكن أن يسبب ضرراً للأبناء، لذلك فهم يستبعدونه تماماً. أنماط التربية والآباء الذين يطبقون هذا النمط من التربية ضعفاء جداً أمام أبنائهم، ويلبون لهم كل طلباتهم مهما كانت المبالغة فيها. ومثل هؤلاء الآباء يفضلون تقديم خدماتهم لأبنائهم في أداء أي عمل مهما كان سهلاً، فأطفالهم مدللون لا يقومون حتى بلبس جواربهم بأنفسهم! والأبناء في هذه الأسر يشعرون بأنهم سادة متوجون فلا يكلفون أنفسهم عناء القيام بأي عمل، ويتوقعون دائما أن يكون هناك من يقوم به بدلاً منهم. الدكتور عبد الرحمن العيسوي، أستاذ علم النفس، يشير إلى أن الأسرة عادة ما تتبع عدة أنماط في تربية الطفل، ومن ثم فان هذه الأنماط تؤثر على تكوين شخصية الطفل، وتتمثل في: النمط الأول، وفيه نرى الإسراف في تدليل الطفل والإذعان لمطالبة مهما كانت. ومن أضرار هذا النمط: تحمل الطفل للمسؤولية، والاتكالية والاعتماد على الغير، وعدم تحمل الطفل مواقف الفشل والإحباط في الحياة الخارجية حيث تعود على أن تلبي كافة مطالبه، وتوقع هذا الإشباع المطلق من المجتمع فيما بعد، كما تنمو نزعات الأنانية وحب التملك لدى الطفل. أما النمط الثاني، ففيه نجد الإسراف في استخدام القسوة والصرامة والشدة مع الطفل، وإنزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه. ومن أضرار هذا النمط، أنه يؤدي بالطفل إلى الانطواء أو الانزواء أو انسحاب في معترك الحياة الاجتماعية، ويؤدي لشعوره بالنقص وعدم الثقة في نفسه، وصعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه، فضلاً عن شعوره الحاد بالذنب وكره سلطة الوالدين، وقد يمتد هذا الشعور إلى معارضة السلطة الخارجية في المجتمع، وقد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما. النمط المتذبذب يضيف الدكتور العيسوي: أما النمط الثالث، فهو النمط المتذبذب بين الشدة واللين، حيث يعاقب الطفل مرة في موقف ويثاب مرة أخرى من نفس الموقف، ومن أضرار هذا النمط أن الطفل يجد صعوبة في معرفة الصواب والخطأ، وينشأ على التردد وعدم الحسم في الأمور، ومن الممكن أن يكف عن التعبير الصريح عن التعبير عن أرائه ومشاعره. في حين نجد النمط الرابع، حيث الإعجاب الزائد بالطفل، وفيه يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبه ومدحه والمباهاة به. ومن أضرار هذا النمط، شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس. وكثرة مطالبه. وتضخم من صورة الفرد عن ذاته، ويؤدي هذا إلى إصابته بعد ذلك بالإحباط والفشل عندما يصطدم مع غيره من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب. كذلك نجد النمط الخامس، حيث فرض الحماية الزائدة على الطفل، وإخضاعه لكثير من القيود ومن أساليب الرعاية الزائدة الخوف الزائد على الطفل وتوقع تعرضه للأخطار من أي نشاط. المواقف الجديدة وقال إن أضرار هذا النمط تتمثل في أنه يخلق شخصاً هياباً يخشى اقتحام المواقف الجديدة، وعديم الاعتماد على ذاته. أما النمط السادس، فنجد فيه اختلاف وتضارب بين وجهات النظر في تربية الطفل بين الأم والأب، كأن يؤمن الأب بالصرامة والشدة بينما تؤمن الأم باللين وتدليل الطفل أو يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة والآخر بالطريقة التقليدية. وأوضح أنه من أضرار هذا النمط، أن الطفل قد يكره والده، ويميل إلى أمه، وقد يحدث العكس بأن يتقمص صفات الخشونة من والده، وعادة ما يجد مثل هذا الطفل صعوبة في التميز بين الصح والخطأ، أو الحلال والحرام، كما يعاني من ضعف الولاء لأحدهما أو كليهما. وقد يؤدي ميله وارتباطه بأمه إلى تقمص صفات الأنثوية. لكن هناك النمط المتوازن، وفيه نجد الأسرة تعرف أن الأطفال لهم حاجات معينة يجب تلبيتها، ويعرفون أيضاً أن البشر يخطؤون، وأن وظيفة الآباء هي مساعدة أبنائهم على علاج هذه الأخطاء. وهذه الأسر تتبع التربية المتوازنة، وهي حال وسط بين نمطي التربية السابقين. فالأطفال الذين " يحالفهم الحظ " أن ينشأوا في أسر تستخدم النمط المتوازن في التربية يشعرون بالأمان، ويعرفون أن هناك قوانين في الأسرة، ومع ذلك فهم لا يخافون كثيراً من ردود أفعال مبالغ بها من قبل آبائهم. ولا يشعرون بالضغط المتواصل من الآباء "سلبا أو إيجابا"، لذلك فهم يجدون مساحة من الحرية للتفاعل مع الحياة واكتساب الخبرة منها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©