بدأ مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 عضواً أمس في فيينا اجتماع نهاية السنة المكرس خصوصاً للملفين النوويين السوري والايراني· وفيما دعا المدير العام للوكالة محمد البرادعي سوريا إلى السماح بإجراء المزيد من عمليات التفتيش لبرنامجها النووي المزعوم ، أشارت تسريبات الى ان الوكالة وافقت على تقديم مساعدة نووية لسوريا رغم مخاوف الغرب·
وخلال هذا الاجتماع الذي يستمر يومين، سيدرس مجلس حكام الوكالة التقرير الذي يشير الى رفض إيران المستمر تجميد نشاطها لتخصيب اليورانيوم المدان من مجلس الأمن الدولي، وكشف كل برنامجها النووي المثير للجدل· كما يناقش إمكان تقديم مساعدة لسوريا لدراسة جدوى بناء مفاعل نووي مدني ·
وفي كلمته أمام مجلس محافظي الوكالة أمس الخميس دعا المدير العام محمد البرادعي سوريا إلى السماح بإجراء المزيد من عمليات التفتيش لبرنامجها النووي المزعوم· وطالب البرادعي سوريا بإبداء ''أقصى قدر من الشفافية'' وقال إن المنظمة يمكنها تطوير وسائل لحماية الأسرار العسكرية السورية والسماح للمفتشين بأداء عملهم·
ولخص البرادعي أمس تقريره عن سوريا الذي قدمه الأسبوع الماضي بقوله: ''بينما لا يستبعد أن المبنى محل التساؤل كان مخصصاً للاستخدام غير النووي، فإن معالم المبنى ·· مماثلة لما يمكن العثور عليه فيما يتصل بموقع مفاعل''·
وأضاف ''توصلت الى اتفاق اخيراً مع سوريا من اجل إطلاعها على صور بالأقمار الاصطناعية التقطها بلد عضو في الوكالة بعد وقت قصير من حصول القصف، وستقوم الوكالة بذلك ما أن تسنح الفرصة''· ولم يذكر البرادعي اسم البلد الذي زود الوكالة بالصور· وانتقد البرادعي مجدداً القرار ''الأحادي الجانب'' الذي اتخذته اسرائيل بقصف الموقع في سبتمبر 2007 بدعم من واشنطن، معتبراً أن هذه الغارة ''عقدت الى حد كبير'' جهود الوكالة من أجل تحديد طبيعة الموقع·
الى ذلك قال دبلوماسيون إن أعضاء الوكالة الدولية وافقوا بالفعل على تقديم مساعدة نووية لسوريا رغم هواجس العديد من الدول الغربية القلقة بشأن مزاعم بوجود برنامج نووي سري لسوريا· ووافقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا ضمن آخرين على مضض على مشروع بقيمة 350 ألف دولار لإيجاد موقع مناسب لإقامة منشأة للطاقة النووية في سوريا· وفي اجتماع للجنة ميزانية المساعدات الفنية التابعة للوكالة الذي بدأ يوم الاثنين الماضي أكدت الدول النامية على إنه لا يجب تسييس مشروعات المساعدات الخاصة بالوكالة· ورفضت الوكالة يوم الاثنين انتقادات من الدول الأعضاء بإنه من السابق لأوانه بالنسبة لسوريا أن تتلقى مساعدات بشأن تحديد موقع المفاعل والمعدات التدريبية والعلمية المرتبطة بها لأن البلد لا يزال رسمياً في الخطوات الأولية للتخطيط·
وأشار دبلوماسي غربي إلى أن أعضاء الوكالة وافقوا على نص مصاحب لقرارهم وأشار إلى مخاوف الغرب القوية· وقال إن الوكالة ''سوف تضع المشروع تحت رقابة لصيقة''· وأشار القرار إلى أن ''سكرتارية الوكالة ستراقب المشروع عن كثب وتقدم التقرير المناسب وتعمل على ضمان أن تكون أي معدات تقدم تستخدم فقط للهدف المقدمة من أجله'
عدد اليوم
