«جيان فرانكو فيري» يعود بالكلاسيكية الراقية

وسط أجواء كلاسيكية راقية من الأناقة والفن، قدمت دار “جيان فرانكو فيري” مجموعتها الجديدة لخط الملابس الجاهزة لموسمي خريف وشتاء 2011 /2012، وذلك من خلال مشاركتها المؤثرة في أسبوع ميلانو للموضة الأخير، فظهرت بتصميمات لافتة ومترفة بكل المقاييس، ولتؤكد مرة أخرى تفرد الذوق الإيطالي الرفيع وحسهم العالي بالجمال. كما هو معروف في لغة الموضة ومفهوم الأناقة، بأن اللحظة الأولى تكون أحيانا أبلغ من أي كلام، فقد جاءت تشكيلة مصممي الدار الإيطاليين “روبيرتو ريموندي” و “وتوماس أكويلانو”، لتعزز هذا المعنى ومن أول وهلة في العرض، حين قدما معاً تشكيلتهما المفعمة بالرومانسية والسحر، ليؤطرا من خلالها وبشفافية مطلقة الطراز الكلاسيكي الراقي ولكن برؤية جديدة من المعاصرة والحداثة. ألق الأقمار والنجوم انطلق عرض “فيري” وسط هيمنة اللون الأبيض الناصع على كامل الأجواء، وبدت خلفية القاعة والمنصة بشكل نقي ومساحة نظيفة منحت الحضور شعورا بالرهبة والسكون، لتظهر عارضاته الجميلات بتسلسل جميل وهن يتمايلن بقامتهن الرشيقة، مرتديات قطعا مسائية غنية تتألق بأشعة فضية تحاكي ضياء الأقمار والنجوم، وأخرى نهارية عملية تنعم بخطوط رائقة من البساطة والاتزان، وكأن مصمما الدار أرادا أن يمنحا المرأة للموسمين القادمين كل الخيارات، فيكسوانها بملابس وأزياء تصلح للنهار وأخرى تلائم الليل، حيث تركزت مجموعة السهرة على القصّات الكلاسيكية الراقية، تلك التي تتسم ببساطة الخطوط وفخامة الإطلالة، فتمنح من ترتديها مزيداً من الرشاقة والطول، وتبين بغموض أجمل الانحناءات الإنثوية في القوام، مع وجود الكثير من التفاصيل السفسطائية المتكلفة والرفيعة المستوى، والتي نفذت بأقمشة غنية ولدنة من الأورجانزا الرقيق، التوَل الشفاف، الشيفون الناعم، الحرير اللامع، الساتان الوثير، الكريب المطواع، وشيء من ترف المخمل والكشمير، مع بعض الجلد المعدني وفراء المنك. بدل وأطقم نسائية أما تشكيلة النهار فقد ظهرت بشكل عملي وهيئة رسمية لأبعد الحدود، فتفنن المصممان الواعدان “ريموندي” و “أكويلانو” بتقديم باقة فاخرة من البدل والأطقم النسائية التي تلائم غرف الاجتماعات وأجواء العمل، مع مجموعة من التايورات والفساتين التي تصل لحدود الركبة، فتميزت تلك البنطلونات الضيقة المستقيمة التي تعلوها السترات الكلاسيكية الأنيقة، كما ظهر طراز “الفستان الجاكيت” أي ذلك الذي يأتي على صورة جاكيت طويل “شانيل” مع ياقة عريضة وصفين من الأزرار الأمامية، بالإضافة لعدد من قمصان الأورجنزا الشفافة، وبعض التنانير المنسدلة الناعمة وشيء من الفساتين الجذابة التي تعكس جمال المرأة بأسلوب مثير وحساس، ولكن ضمن إطار واضح من الخطوط البسيطة النظيفة، والقصّات التي لا تحتمل المراوغة والتأويل، فتبدو وكأنها أقرب إلى البنيان الهندسي أو أسلوب فن الآرت ديكو، فيما ظهرت بعض القطع بقصّة اللفة التي تشبه قميص الجودو الياباني، وتألقت أخرى بفكرة الرقبة العالية والياقة المرتفعة، لتتميز ثالثة بالياقات المزدوجة المتتالية فوق بعضها البعض. كلاسيكية الألوان خلال معزوفته الأخيرة لم يخرج “ Gianfranco Ferre “ في مجموعة لموسمي خريف وشتاء 2011/ 2012 عن باقة محددة من الألوان والظلال، ولم يكسر رصانة كلاسيكيتها ورقيها المنسجم ببهرجة لونية زائدة، بل فضل لها أن تبقى منضبطة ومتناغمة ضمن نطاق الأناقة، محافظة على روحها النقية ومركزة طاقتها على عدة تدرجات تحمل هالة من براءة الأبيض، وعاجية البيج، نعومة الوردي، ورقي الأزرق، مع فخامة الأسود، وألق معدني مشع من وهج الفضة الذي تلألأ بأطياف متماوجة وبرَاقة على معظم الموديلات والتصاميم. غياب الإكسسوارات خلت التشكيلة تماما من أي إكسسوارات أو أي مجوهرات مقلدة، لتخرج نظيفة وصافية مكتفية بأقمشتها المترفة وخاماتها الغنية، التي طرزت بشك يدوي متقن من الترتر والقصب والستراس، وعلى هيئة أدوار متتالية من خطوط عرضية متفاوتة تلف القوام ببريق أخاذ، فتلعب على أوتار منسجمة من الظلال والضياء.